الأسد اقترب من توقيع سلام مع إسرائيل في 2011

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2022/05/27
وقال المبعوث السابق لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سوريا فريدريك هوف إن الولايات كادت تتوصل إلى وساطة في اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا.

وأوضح هوف في مقال نشره الموقع الإلكتروني لمعهد الأبحاث الأميركي "Atlantic council"، أنه في صيف وخريف عام 2010، أي قبل اندلاع الثورة بأشهر، "كانت الوساطة الأميركية الهادفة إلى السلام بين إسرائيل وسوريا تكتسب زخماً. واتفق الجانبان على أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم مسودة معاهدة وتنقل النص بين دمشق والقدس للتعليقات والمراجعات المقترحة".

وأضاف هوف أنه في بداية 2011، تم إحراز تقدم كبير في تحديد السمات البارزة ل"خط 4 حزيران/يونيو 1967"، الذي أصرت سوريا على أن تنسحب إسرائيل إليه بموجب معاهدة سلام، وأن يشكل الحدود الدولية بين إسرائيل وسوريا. وكانت القضية التي لا تزال محل نزاع هي موقع الخط في ما يتعلق بالجزء العلوي من نهر الأردن الذي يتدفق إلى بحيرة طبرية.

وتابع أن هذا التقدم أدى إلى زيادة قلق رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتنياهو بشأن استعداد رئيس النظام السوري بشار الأسد للوفاء بمطالب إسرائيل مقابل السلام، وهي "إعادة الاصطفاف الإستراتيجي الكامل لسوريا بعيداً عن إيران، وحزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة؛ وتصفية كافة التهديدات الأمنية لإسرائيل والناشئة عن العلاقات السورية بما في ذلك علاقتها بلبنان".

وأوضح أنه قبل الاستمرار في هذه العملية، "طلب نتنياهو أن يجتمع أحد الوسطاء الأميركيين مع الأسد ويطرح الأسئلة الصعبة حول استعداده لدفع الثمن الإسرائيلي مقابل السلام، وهو الثمن المماثل الذي حددته واشنطن لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا".

ووفقا لهوف، فإن مبعوث نتنياهو الخاص يتسحاق مولخو كان المندوب الإسرائيلي في هذه المفاوضات، وأنه قال خلال محادثة في القدس مع وزيرة الخارجية الأميركية حينها هيلاري كلينتون إن إسرائيل توافق مبدئياً على "انسحاب كامل" مقابل سلام مع سوريا، لكنه شدد على وجود تخوف في إسرائيل من أن الأسد لن يكون مستعداً بعد انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة أن يلتزم بخطوات جوهرية يتعين عليه تنفيذها. وادعى مولخو أيضاً أن نتنياهو جدي بشأن هذه "العملية" وأنه "مستعد لتنفيذ الصفقة".

ومقال هوف هو جزء من كتابه الجديد، بعنوان "الوصول إلى المرتفعات: القصة الداخلية لمحاولة سرية للتوصل إلى سلام سوري – إسرائيلي".

وأوضح هوف أن "كلا الجانبين، برأيي، حاول بصورة غير مفاجئة حرف العملية بشكل يتلاءم مع أولوياته. وإسرائيل، رغم أنها كانت ضالعة في هذه العملية، تزايد هلعها بسبب رفض سوريا التعامل مع أي شيء باستثناء الحدود المحتملة".