سوريا:عزل بلدة بريف دمشق..كورونا يأخذ منحى تصاعدياً

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2020/04/01
© Getty
فرضت السلطات السورية أول حالة عزل صحي على بلدة في ريف دمشق، وذلك بعدما توفيت إمرأة بسبب كورونا، واحتمال أنها خالطت آخرين في البلدة ونقلت الفيروس إليهم.

وقال وزير الصحة في حكومة النظام السوري نزار يازجي إنه "تم الطلب من السلطات المعنية تطبيق العزل لبلدة منين بريف دمشق لوجود حالة وفاة لامرأة من البلدة بفيروس كورونا".

وقال يازجي إن تلك الحالة هي واحدة من عشر حالات مسجلة في سوريا. وأضاف أن إجراء العزل تم "حفاظا على صحة المواطنين ونظراً لعدم التزام عائلتها بالعزل وقيامهم بالبيع في محل تجاري للناس".

من جهته، حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، نعمة سعيد، من أن واقع الإصابات بفيروس كورونا في "بداية المنحى التصاعدي" في سوريا.

وقال سعيد، في تصريح، إن المنظمة توصي بشدة بتحقيق التباعد الاجتماعي حتى في المنازل، مشيراً إلى أن الإجراءات ليست مطلوبة من وزارة الصحة فقط فهناك دور كبير للمواطنين في الحد من انتشار الفيروس.

كما حذرت "لجنة الإنقاذ الدولية"، من أن تتحول سوريا إلى أكبر منطقة تفشٍّ للفيروس في العالم، بسبب سنوات الحرب وتدمير الواقع الصحي.

وبلغ عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في سوريا عشر إصابات، في حين بلغ عدد الوفيات اثنتين، بحسب وزارة الصحة في حكومة النظام السوري.

وفي الشمال السوري، أوقف مجلس مدينة إدلب جميع الأسواق التي تشهد تكتلات سكانية كبيرة في سبيل منع انتشار فيروس "كورونا".

ودخل القرار حيز التنفيذ الأربعاء وسيُعمل به حتى 15 من نيسان/أبريل، ويشمل إيقاف جميع البازارات التي تؤدي إلى تجمع عدد كبير من الناس في الأحياء والأماكن العامة، مثل بازار الغنم والبازار الشعبي (بازار الأربعاء) إضافة إلى إيقاف أسواق بيع الطيور (حمام- دواجن) وما شابهها، وأسواق بيع الدراجات النارية والسيارات في مدينة إدلب.

وستتابع الجهات المعنية وشرطة مجلس مدينة إدلب تنفيذ هذه الإجراءات، التي أضيفت إلى سلسة سابقة من مثيلاتها التي اتُّخذت لمنع انتشار الفيروس.

وأكد المختبر الوبائي الوحيد في شمال غربي سوريا، أن جميع التحاليل التي أجراها على مشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا جاءت سلبية.

وقال الدكتور شهم مكي مدير المختبر الوبائي في إدلب في تصريحات صحافية إنه أجرى 18 تحليلاً منذ وصول أول دفعة عينات مخبرية (كيتات) في 24 آذار/ مارس وتبيّن أن جميع الحالات سليمة من فيروس كورونا.

والجدير بالذكر أن المختبر الوبائي في إدلب هو الوحيد الذي يمتلك جهاز تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR، ولكنه لا يستطيع إجراء أكثر من 20 تحليل كورونا في اليوم الواحد.

في غضون ذلك، كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية عن وجود 153 جهاز تنفس صناعياً فقط و148 سريراً في وحدة العناية المركزة في شمال غربي سوريا، وعشرة أجهزة تنفس صناعي للبالغين، وجهاز تهوية للأطفال فقط، وأقل من 30 سريراً لوحدة العناية المركزة في شمال شرقي سوريا (مناطق سيطرة قسد).

وأشارت المنظمة إلى أن التدابير الوقائية مثل التباعد الاجتماعي وغسل اليدين صعبة إن لم تكن مستحيلة في المناطق المكتظة كمخيمات النزوح في شمال سوريا.

وقال جيريمي ستونر، المدير الإقليمي للمنظمة: "في الأماكن التي نادراً ما تتوفر فيها الرعاية الطبية، تكون الوقاية ضرورية. ومع ذلك، فإن إجراءات مثل الابتعاد الاجتماعي تمثل تحدياً كبيراً في البلدان التي تشهد نزاعات... بالنسبة للسوريين الذين يعيشون في مخيمات النازحين، ستحتاج العائلات إلى الانتشار في العديد من الخيام غير المتاحة حاليًا".

ولضمان وصول آمن للمساعدات الغذائية للمستفيدين في سوريا، في ظل انتشار فيروس "كورونا "، اتخذ برنامج الأغذية العالمي (WFP) سلسلة من إجراءات السلامة.

وقال البرنامج إن من بين الإجراءات المتبعة زيادة ساعات وفترات توزيع الأغذية خلال اليوم، وإقامة محطات لغسل اليدين، وسيتم إبلاغ الأسر بمواعيد توزيع الحصص الغذائية عبر خدمة الرسائل النصية لتجنب الاكتظاظ، إضافة إلى دعم الحفاظ على التباعد الجسدي في نقاط التوزيع، ونشر التوعية حول النظافة والوقاية.

ويعمل البرنامج لإيصال الطعام إلى منازل الأسر إذا أمكن ذلك، بالتعاون مع الشركاء لنقل المساعدات الغذائية. ويسعى البرنامج لإيجاد بدائل في سوريا، بعد أن علّقت الوكالة الأممية في وقت سابق، برنامج الأغذية الموجه للمدارس عقب إغلاقها، وهو ما أثر على أكثر من مليون طفل.