مات حسني مبارك..بعد تسعة اعوام على خلعه

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2020/02/25
© Getty
توفي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ثاني الرؤساء الدكتاتوريين المخلوعين بتظاهرات الربيع العربي، عن عمر ناهز 92 عاماً بعد صراع طويل مع المرض. 

ونعت الرئاسة المصرية "رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك بوصفه أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة". كما نعته القوات المسلحة المصرية: "كإبن من أبنائها وقائدٍ من قادة حرب أكتوبر".

وكان علاء مبارك، النجل الأكبر للرئيس المصري الأسبق، قد أعلن منذ أيام أن والده يتواجد حالياً داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، نتيجة إصابته بوعكة صحية.

الرئيس المصري الرابع من مواليد 4 أيار 1928،  في قرية كفر المصيلحة، محافظة المنوفية، وتولى السلطة في 14 تشرين الأول 1981 خلفا للرئيس أنور السادات، وحتى 11 شباط/فبراير 2011 عندما أسقطته سقطته ثورة 25 يناير.

تخرج مبارك من الكلية الحربية عام 1950 وتدرج بصفوف القوات المسلحة حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل/نيسان 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

في عام 1975 اختاره السادات نائباً لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981 تولى مبارك رئاسة مصر، وجدد فترة ولايته في الأعوام 1987، 1993، و1999، ثم فاز في أول انتخابات رئاسية تعددية عام 2005، ولم يكن بوجهه أي مرشح جدي.

واجه عند تسلمه الرئاسة تحدي استرجاع منطقة طابا من إسرائيل بعد أن رفضت الانسحاب منها، ودخل في مفاوضات مع الإسرائيليين أفضت إلى اللجوء للتحكيم الدولي، فأصدرت هيئة التحكيم حكمها لصالح مصر سنة 1988 واستعادت منطقة طابا في آذار 1989.

حافظ مبارك على علاقات مع اسرائيل، واستطاع مع ذلك استعادة علاقات مصر العربية التي قطعت بعد اتفاقية كامب ديفد، وأعاد مقر الجامعة العربية وأمانتها العامة إلى مصر.

تخلى مبارك عن المنصب يوم 11 شباط 2011 بعد 18 يوماً من مظاهرات عارمة في الشوارع المصرية، شارك فيها ملايين المصريين مستلهمين الثورة الشعبية السلمية في تونس. وأدار الجيش شؤون البلاد.

أحاله القضاء المصري إلى العدالة ليواجه تهم قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ، واتهم نجليه علاء وجمال باستغلال النفوذ، وحكمت عليه محكمة جنايات القاهرة في 2 حزيران 2012 بالسجن المؤبد.

عند ظهوره للمرة الأولى أمام القضاء في القاهرة لاتهامه بقتل متظاهرين، كان ممدداً على سرير بسبب وضعه الصحي. لكن هيئة الدفاع عنه طعنت في الحكم فقبل القضاء الطعن في 13 كانون الثاني/يناير 2013، وبدأت إعادة محاكمته في عدد من القضايا المتعلقة بالفساد وقتل المتظاهرين.

وبعد تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، برأت محكمة جنايات القاهرة يوم 29 تشرين الثاني/أكتوبر 2014 الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته وآخرين من كل التهم الموجهة إليهم، والتي تشمل قتل المتظاهرين في ثورة يناير، والفساد المالي.

أدين في قضية فساد واحدة وقضى حكما نهائياً باتاً بالسجن ثلاث سنوات، احتسبت من مدة الحبس الاحتياطي التي قضاها في المستشفى. وتمت تبرئة مبارك نهائيا من تهم قتل المتظاهرين في 2017 وتم الافراج عنه من مستشفى القاهرة العسكري حيث كان محتجزًا منذ عام 2011.

وخضع مبارك الشهر الماضي لعملية جراحية، بحسب ما كتب علاء مبارك في تغريدة، وبقي منذ ذلك الحين في غرفة الرعاية المركزة.