مصر:الترهيب الأمني يحد من التظاهر ضد السيسي

مصطفى عز
الجمعة   2019/09/27

فرضت السطات المصرية، الجمعة قبضة أمنية مشددة على العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات، ومارست أقصى درجات الترهيب لتحجيم الاحتجاجات المتزايدة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان ألاف المصريين قد تظاهروا الجمعة الماضية للمطالبة برحيل السيسي عن الحكم وذلك استجابة لدعوة الفنان والمقاول محمد علي المقيم في إسبانيا والذي يتهم السيسي وأفراد عائلته وبعض قادة الجيش بالفساد.

واستبقت الأجهزة الأمنية تظاهرات الجمعة بتشديد قبضتها على كافة الشوارع والجسور ومحطات مترو الأنفاق المؤدية لميدان التحرير وسط القاهرة، بالإضافة إلى تواجدها المكثف في محيط المساجد التي يمكن أن تكون نقطة انطلاق لأي مظاهرة.

وخرجت تظاهرات مناهضة للسيسي في عدد من المحافظات وعدد من مناطق القاهرة في حين بقي ميدان التحرير الذي يمثل رمزية كبيرة في أي تحرك شعبي محاصرا بالسلاح والتحصينات من كل جانب.

وفي ظل تواجد رمزي جدا لأفراد الجيش، مارس الأمن الداخلي استعراض قوة غير مسبوق عبر تفتيش المارة بالشوارع والبحث في هواتفهم عن أي محتوى سياسي.

كما احتلت الشرطة كافة الجسور المؤدية للميدان وأقامت عليها الحواجز ومنعت استخدامها حتى أمام السيارات لساعات في مشهد مشابه لما حدث يوم 28 كانون الثاني/يناير 2011 والذي يعرف بجمعة الغضب.

مدير مكتب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قال إنه شاهد صباح الجمعة عشرات الرجال المدججين بالسلاح بأقنعة سوداء بميدان رمسيس بالقاهرة. وأوضح عبر حسابه على تويتر أن هؤلاء المسلحين يتحركون في سيارات صغيرة تتبع عربات مدرعة تحمل شرطيين مؤكدا أنه يشعر بالقلق على أي فرد يخطط للتظاهر.

وقال أحد سكان منطقة الحرفيين شمالي القاهرة لـ"المدن" إن قوات الأمن حطمت بالفعل سوقا شعبيا في شارع جمال عبد الناصر واعتقلت العشرات منه بشكل عشوائي، في محاولة لترهيب المواطنين من النزول حتى لقضاء مصالحهم الخاصة.

وقال مصدر أمني كبير لـ"المدن" إن جهاز الأمن الوطني اعتمد في إحباط تظاهرات اليوم بالأساس على مجموعات كبيرة من الخطرين وأرباب السوابق الذين يعملون تحت إمرته بشكل غير رسمي لبث الفزع في الشوارع، مؤكدا أن التعليمات جاءت بمنع هذه التظاهرات بأي شكل ومهما كانت النتائج.

ولفت المصدر إلى أن حملات أمنية استهدفت صباحاً الأسواق الشعبية في بعض مناطق العاصمة وقامت بتحطيم هذه الأسواق واعتقال عشرات الموجودين بها لتخويف الناس حتى من النزول لقضاء مصالحهم الخاصة.

وأكد المصدر أنه إذا مر اليوم بسلام ستتسع حملة الاعتقالات خلال الأيام المقبلة كما أن ميدان التحرير تحديدا سيظل تحت رقابة مشددة.

في غضون ذلك قال أحد أعضاء الحركات الشبابية المصرية لـ"المدن" إن جهاز الأمن الوطني تواصل معه شخصيا لمعرفة موقف حركته من التظاهرات، مؤكدا أن ضابط الأمن الوطني أخبره بأن ما حدث الجمعة الماضية "كان نتيجة عدم اكتراثنا بدعوات التظاهر لكننا لن نسمح بثورة جديدة مهما كانت الخسائر".

وأوضح المتحدث الذي رفض الإفصاح عن هويته أو هوية الحركة لأسباب أمنية أن ضابط الأمن الوطني أخبره بأن التعامل هذه المرة سيكون على أساس "قاتل أو مقتول، لأننا نعلم أن نجاح هذه التحركات يعني تعليقنا على أعمدة الإنارة في الشوارع".

وكان السيسي قال لدى وصوله إلى مطار القاهرة صباح الجمعة عائدا من واشنطن إنه ليس هناك ما يستدعي الخوف. لكنه طالب عشرات ممن تم حشدهم لاستقباله بالنزول بالملايين في الشوارع تأييدا له مؤكدا أنه لا حل لمواجهة ما يحدث غير ذلك.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ بشأن عمليات الاعتقال واسعة النطاق للمحتجين في مصر.

وفي السياق نفسه قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، في بيان إن السلطات أغلقت على الأقل أربع محطات مترو رئيسية في وسط القاهرة وأقفلت معظم الطرق المؤدية لميدان التحرير للحد من التظاهرات المناهضة للنظام في انتهاك صارخ لحرية الحركة والتجمع.