نتنياهو إلى واشنطن: ما هو سيناريو ترامب بشأن الجولان؟

أدهم مناصرة
الأحد   2019/03/24
Getty ©
طار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل السبت، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بهدف تحقيق غاية مزدوجة خلال هذا الأسبوع. وتتمثل بتلقي اعتراف الأخيرة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، كـ"هدية إنتخابات" من إدارة الرئيس دونالد ترامب.


وتوقعت مصادر "المدن" أن يكون سيناريو الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، خلال مؤتمر صحافي مشترك بين ترامب ونتنياهو، حيث سيوقع الرئيس الأميركي مرسوماً بهذا الشأن، قبل أن يتوجه بعدها إلى الكونغرس بهدف الحصول على أكبر عدد من المؤيدين تمهيداً لإقراره.

والواضح أن الجمهوريين في الكونغرس يؤيدون السيطرة الإسرائيلية على الجولان، وبدرجة أقل الديموقراطيون، لكن هناك في تل ابيب من يعول على اصوات في الحزب الديموقراطي تدعم هذه السيطرة أيضاً. كما رجح مراقبون أن يعود نتنياهو الى تل أبيب مع الجاسوس الاسرائيلي جوناتان بولارد، الذي اطلق سراحه في الولايات المتحدة العام الماضي، بعدما أمضى نحو ثلاثين عاماً في السجن، لإتهامه بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل. ورفضت واشنطن منذ ذلك الحين السماح له بمغاردة الأراضي الأميركية. وهذه هدية أخرى سيجنيها نتنياهو من زيارته إلى أميركا هذا الأسبوع، وفق ما يقول متابعون.

وبعد لقائه ترامب، سيلقي نتنياهو، الثلاثاء، كلمة أمام اللوبي المؤيد لإسرائيل "إيباك"، وسيحاول خلالها إقناع يهود أميركيا بقدراته السياسية والأمنية، والتي هي "كفيلة" بإعادة إنتخابه مرة جديدة في انتخابات الكنيست المرتقبة في التاسع من ابريل/نيسان المقبل كرئيس للحكومة.

والواقع أن غالبية اليهود الأميركيين باستثناء المتدينين والمتزمتين، تقف ضد الحكومة اليمينية التي يتزعمها نتنياهو؛ ذلك أنها لا تفتح أفقاً للحل السياسي، وكذلك لأنها مناهضة لليهود الليبراليين، وتؤديد المتزمتين لمساندة اليمين في الإنتخابات الإسرائيلية، الأمر الذي يدفع البعض إلى استبعاد أن يلقى نتنياهو التأييد اللازم من "إيباك".

الواقع، أن نتنياهو الذي يعود من واشنطن إلى إسرائيل، الخميس المقبل، يرغب من خلال "عُرس استقباله بحفاوة" من إدارة ترامب، وما سيُعلن بخصوص الجولان، أن يكرس "دعايته" التي تتحدث عن استطاعته ومقدرته على إدارة الشؤون الداخلية والخارجية لإسرائيل، على خلاف خصمه زعيم تحالف (أزرق-أبيض) بيني غانتس الذي يصفه بأنه "فقيرٌ للخبرة في إدارة شؤون الدولة".

ولكي يعزز دعايته هذه، يشير نتنياهو في زيارته لأميركيا، إلى أن هناك علاقات "مميزة" بينه وبين ترامب بشكل خاص بعدما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأميركية إليها. وتأتي هضبة الجولان السوري أيضاً ليطرحها على الجمهور الإسرائيلي في سياق انجازات حققها كرئيس للوزراء بصفته صاحب العلاقات الخارجية القوية مع العديد من زعماء العالم، بموازاة تطور علاقات إسرائيل مع افريقيا والعديد من الدول العربية كذلك.

اللافت أن أوساط المعارضة الإسرائيلية باتت تتحدث الآن بصوت أعلى وأوضح عن تدخل إدارة الرئيس دونالد ترامب في إنتخابات الكنيست، من خلال دعمه لبنيامين نتنياهو، عبر وسائل عديدة، بينها اللقاءات التي تتم بين مسؤولي إدارة ترامب ونتنياهو، قبل فترة وجيزة من الإنتخابات، ومروراً بتوقيت الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وفي المقابل، تنفي واشنطن أن تكون هذه الإجتماعات والتصريحات من قبلها تدخلاً بشؤون الإنتخابات.

وقد تجلى ذلك، في مواقف عن زعماء في تحالف (أزرق-أبيض) و"العمل"؛ فقد وصفت رئيسة المعارضة الإسرائيلية شيلي يحيموفيتش، تدخل الرئيس الأميركي في الإنتخابات الإسرائيلية بــ"الكبير جداً". وقالت يحيموفيتش في "منتدى السبت الثقافي" في مدينة الخضيرة شمال الخط الأخضر، إنها ستكون "سعيدة" لو أن ترامب قد تدخل في الانتخابات الإسرائيلية بشكل أقل. ورحّبت يحيموفيتش باعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، لكنها أكدت أن "توقيت الاعتراف، يأتي في توقيت يخدم نتنياهو".

وكان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي، والتقى نتنياهو، قبيل سفر الأخير إلى الولايات المتحدة. كما أن أشد خصوم نتنياهو في الانتخابات بيني غانتس، سيتواجد في واشنطن بالتزامن مع زيارة نتنياهو، وسيلقي هو الآخر كلمة على هامش مؤتمر "إيباك" نفسه.

ولم يلتقِ بومبيو في إسرائيل أي مُرشح آخر للانتخابات، كما أن غانتس لن يلتقي بترامب، ما اعتُبر من قبل البعض "انحيازا من قبل الإدارة الأميركية، لنتنياهو"، على الرغم من نفي واشنطن هذا الاتهام جُملة وتفصيلا.

واعتبر بعض الإسرائيليين اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، بمثابة "هدية لنتنياهو"، الذي بدأ بتوظيف هذا "الإنجاز"، في حملته الانتخابية. وفي هذا السياق، رأت يحيموفيتش أن "غانتس شخص جيد ومستقيم، وعليه فإن حزبنا سيوصي الرئيس الإسرائيلي، بتكليفه بتشكيل الحكومة المُقبلة بعد الانتخابات".

من جهة ثانية، تطرقت الصحف الإسرائيلية الصادرة، الأحد، إلى زيارة نتنياهو إلى واشنطن، حيث كتبت "لم يكن في يوم من الأيام علاقة أقوى من اليوم بين رئيس أميركي ورئيس وزراء إسرائيلي" . بينما اعتبر موقع "واللّا" الإخباري أن الحملة الانتخابية الإسرائيلية وصلت لواشنطن. وذكرت القناة "13" الإسرائيلية أن "جماعة غانتس فشلوا في تنظيم لقاء له مع ترامب في واشنطن".

وفي السياق، تواصل تفاعل قضية شراء الغواصات الألمانية لإسرائيل، وموافقة نتنياهو لألمانيا على بيع غواصات متقدمة لمصر، حيث تصدر الصحافة الإسرائيلية الأحد.

وكتبت صحيفة "يديعوت احرنوت" على خلفية قضية الغواصات: "غانتس لنتنياهو: في السابق أرسلتني لمهمات أكثر سرية من ذلك". وتضيف أنه بناء على الإتهامات فإن وزير الجيش ورئيس الأركان غُيبوا عن صفقة الغواصات، وأن الموافقة على بيع الغواصات لمصر "سرّ دولة".

وعنونت صحيفة "هآرتس" صدر صفحتها الأولى: "نتنياهو يعترف: وافقت على بيع غواصات لمصر"، فيما نقلت "معاريف" عن نتنياهو قوله :"يحاولون دفعي للإعتراف بأسرار دولة".

أما موقع "واللّا"، فارتأى أن يكتب عنواناً مفاده " غانتس لنتنياهو: بيع غواصات لمصر قضية شخصية؟.. أمر بحاجة لفحص". وأجرت القناة "12" الإسرائيلية لقاء "مفاجئاً" مع نتنياهو وهو في طريقه إلى واشنطن، للرد على الإتهامات الموجهة له خلال الحملة الإنتخابية، حيث توعد نتنياهو بمقاضاة قادة تحالف (أزرق-أبيض) بتهمة التحريض ضده.

وفي المقابل، نقلت القناة عن تحالف (أزرق-أبيض) رده على لقاء نتنياهو الإعلامي، بالقول: "كذب وإسفين سياسي". وكتب القناة "12" عن قضية الغواصات: "الشرطة ستطلب تمديد اعتقال شاهد الحق العام السابق قي القضية ميكي غانور".

ويقول رئيس اركان جيش الإحتلال السابق غابي اشكينازي، وهو من اقطاب حزب "كاحول لافان" (أزرق ابيض): "ان الغواصات التي باعتها المانيا لمصر بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نالت من تفوق سلاح البحرية الإسرائيلي". وفي حديث إذاعي اوضح اشكينازي ان أجهزة الامن سبق لها أن صادقت على بيع غواصات غير متقدمة لمصر، لكن ليس غواصات هجومية.