داود أوغلو يعلن تأسيس حزب "المستقبل".. لمعارضة أردوغان

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2019/12/13
© Getty
أعلن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الجمعة، تأسيس حزب سياسي جديد، موضحاً أنه قدم أوراقه إلى وزارة الداخلية التركية الخميس.

وفي أول خطاب له باعتباره رئيساً لحزب "المستقبل"، قال داود أوغلو: "نحن في لحظة تاريخية، وعلى الرغم من كل الضغوط وجو الخوف فقد اجتمعنا لرسم مستقبل مزدهر لبلدنا". وأضاف أنه يهدف لمعارضة سياسة "عبادة الشخصية".

وأضاف، وهو يقف تحت لافتة ضخمة تحمل صورة مؤسس جمهورية تركيا مصطفى كمال أتاتورك أثناء احتفال لإطلاق الحزب في أنقرة: "كحزب، نرفض أسلوب السياسة التي تتم فيها عبادة الشخصية وموظفين سلبيين".

وتابع: "نحن هنا في ثلاثة أجيال، نحن من مختلف الأعمار، لكننا سنبقى شباباً، نحن مجتمع ينتمي إلى ديانات مختلفة، نأتي من خلفيات عرقية مختلفة، لكننا مواطنون متساوون وشرفاء". وقال: "رأينا الكثير من الألم ولكن ليس الكراهية، نحن لا نأتي لحرق الماضي بكثافة، ولكن لبناء مستقبل مشترك وتقديم أشياء جديدة".

ولم يذكر داود أوغلو، اسم الرئيس رجب طيب أردوغان خلال كلمته التي استمرت نحو ساعة، لكنّه انتقد بوضوح السلطات الواسعة الممنوحة للرئاسة بموجب التعديلات الدستورية العام الماضي. وقال: "لن يكون ممكناً الحصول على مجتمع ديموقراطي بوجود نظام مثل هذا".

وأعلنت خلال الاحتفال أسماء مؤسسي الحزب ويبلغ عددهم 154 شخصاً، من بينهم أعضاء استقالوا من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. كما تشمل القائمة بعض الأسماء التي انتقدت إدارة حزب العدالة والتنمية للسلطة في الفترة الأخيرة.

وأحمد داود أوغلو، حليف أردوغان السابق، ومن مؤسسي حزب العدالة والتنمية، لكنه استقال من الحزب في أيلول/سبتمبر وانتقده قائلاً إن "السبب وراء نكسة الانتخابات البلدية هو تحالف الحزب الحاكم مع القوميين المتطرفين".

وأضاف في مؤتمر صحافي آنذاك، أنه "يتحمل مسؤولية تاريخية" لبناء "حركة سياسية جديدة والشروع في مسار جديد". وأوضح أنه لم يعد في الإمكان العمل تحت إدارة حزب العدالة والتنمية الحالية التي تصف أي انتقاد داخل الحزب بأنه "خيانة".

وداود أوغلو أستاذ جامعي سابق، كان مهندساً لسياسة خارجية تركية أكثر وضوحاً في الشرق الأوسط، وظل لوقت طويل أحد أقرب حلفاء إردوغان منذ توليه الحكم في 2003. وشغل منصب وزير الخارجية في وقت حساس في علاقات تركيا الخارجية في بداية العهد الحالي.

لكن الرئيس التركي أجبره على الاستقالة في العام 2016، إثر خلافات بين الرجلين على ملفات عديدة، وخصوصاً تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة. وبعد صمت طويل، تخلى داود أوغلو عن موقفه المتحفظ وأخذ ينتقد إردوغان.

ويواجه داود أوغلو انتقادات بأنه مهندس جهود أنقرة لتبني موقف أكثر تدخلاً وحزماً في الشرق الأوسط، مثل دعم جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها في عدد من البلدان العربية ومساندة الثورة السورية، وهي السياسة التي تركت تركيا بحلفاء قليلين في المنطقة المضطربة.

وليس رئيس الوزراء السابق، المنشق الوحيد. فقد أعلن علي باباجان الذي كان نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للاقتصاد، أنه بصدد تأسيس حزب جديد هو الآخر. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مقرب من باباجان أيضاً أنه سيعلن حزبه الجديد المنافس في غضون أسابيع.
وأضاف المصدر أن "جهود تشكيل الحزب في مراحلها الأخيرة. التغييرات الأخيرة تُجرى للنصوص بعدما اكتمل مؤسسو الحزب تقريباً".

وقال باباجان في أول مقابلة تلفزيونية تُجرى معه منذ استقالته من حزب العدالة والتنمية في تشرين الثاني/نوفمبر، إن تركيا في "نفق مظلم" محذراً من مخاطر "حكم الفرد الواحد".

ويأمل معارضو أردوغان في أن تساهم هذه الأحزاب المعارضة في إضعاف حزب العدالة والتنمية الذي تعرض لهزيمة غير مسبوقة في الانتخابات البلدية الأخيرة في آذار/مارس، على خلفية صعوبات اقتصادية. وخسر حزب إردوغان هذه الانتخابات في أنقرة وإسطنبول بعدما سيطر على بلديتيهما طوال 25 عاماً.