كيف وصل النظام الى الشريط الحدودي مع الأردن؟

وليد النوفل
الجمعة   2018/07/06
قرار تسليم الحدود جاء بطلب من "دول الجوار" (نبأ)
تقدمت قوات النظام والميلشيات المساندة لها، الخميس، من دون قتال، إلى نقاط ومخافر حدودية على الشريط الحدودي مع الأردن، بعد انسحاب فصائل من "الجبهة الجنوبية" منها. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها النظام الى الحدود الجنوبية الغربية مع الأردن منذ سنوات.

وسيطرت قوات النظام على مسافة 9 كيلومترات من الشريط الحدودي، بعرض يتراوح من 1–3 كيلومترات، وباتت على مسافة 15 كيلومتراً تقريباً عن المنطقة الحرة ومعبر نصيب الحدودي.

من جهة أخرى، سيطرت قوات النظام على بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي بعد معارك طاحنة مع المعارضة، بعدما مهّد لها الطيران الحربي بعشرات الغارات الجوية. وكانت المقاتلات الروسية قد كثّفت خلال الساعات الـ48 الماضية غاراتها بعد فشل المفاوضات مستهدفة قرى وبلدات درعا، في محاولة للضغط على "الجبهة الجنوبية" للقبول بالشروط الروسية، بعد الإعلان عن فشل المفاوضات بين الطرفين.

وتشكل المحاور التي تقدمت إليها مليشيات النظام على الشريط الحدودي وبلدة صيدا ثغرات فيما يفترض أن يكون من أقوى جبهات "الجبهة الجنوبية". وتشير مصادر "المدن" العسكرية إلى أنه بسيطرة النظام على صيدا باتت جبهات مدينة النعيمة مكشوفة من الخلف، وهو الأمر ذاته في جبهات مدينة درعا. ففي حال استمرت قوات النظام بالتقدم على الشريط الحدودي والوصول لمعبر نصيب، ستصبح جبهات مدينة درعا في طريق السد ودرعا البلد والمنشية مكشوفة من الخلف.

وعلى مدار السنوات الماضية فشلت قوات النظام في التقدم على جبهات النعيمة ومدينة درعا نظراً للتحصينات والأنفاق الموجودة على هذه الجبهات من قبل فصائل المعارضة، إلا أن "كسر قوات النظام لتحصينات النقاط المجاورة من الخلف لهذه الجبهات سيجعلها في خطر في حال قررت المواجهة العسكرية"، بحسب مصادر "المدن".

وذكرت مصادر في "الجبهة الجنوبية" أن قرار تسليم الحدود جاء بطلب من "دول الجوار"، وبالاتفاق مع الجانب الروسي، شريطة عدم دخول قوات النظام للقرى الحدودية والاكتفاء بالسيطرة على النقاط والمخافر الحدودية. وأكدت المصادر انسحاب "قوات شباب السنة" و"جبش أحرار العشائر" من النقاط قبيل دخول قوات النظام إليها.


(المصدر: LM)

وجاء قرار تسليم النقاط الحدودية بالتزامن مع أنباء عن جولة مفاوضات جديدة بوساطة أردنية، بعد يوم واحد من الإعلان عن فشل المفاوضات بين الجانبين.

وتوصل الطرفان، المعارضة وروسيا، الخميس، الى تحديد موعد جولة تفاوض جديدة، الجمعة، على أن تستمر الهدنة وإيقاف القصف الروسي، رغم استمرار الاشتباكات والمعارك على الأرض. ووفق مصادر "المدن" فمن المفترض أن تتضمن جولة الجمعة التفاوض على اتفاق شامل للجنوب السوري. وبينت المصادر أن دور الأردن اقتصر فقط على إقناع الجانبين بالعودة إلى طاولة التفاوض، للتوصل لحل بعيداً عن العمليات العسكرية.

وكانت الجبهة الجنوبية عقدت 4 جولات تفاوض مع الوفد الروسي في بصرى الشام منذ يوم السبت الماضي، وتوصل الطرفان خلال الاجتماعات الماضية الى دخول الشرطة العسكرية الروسية وإخراج قوات النظام إلى نقاط ما قبل 19 حزيران، وتسليم السلاح الثقيل خلال جدول زمني يتم تحديده لاحقاً.

وقالت مصادر "المدن" إن الروس قسموا المنطقة الى العديد من القطاعات؛ بصرى الشام، المدينة، المنطقة الغربية، الجيدور، القنيطرة، ومن المفترض أن يتسلم كل قطاع قيادي من "الجبهة الجنوبية" سيتبع لـ"الفيلق الخامس" الروسي بعد "تسوية أوضاعه وأوضاع عناصره" في حال تم توقيع الاتفاق مع الجانب الروسي.

وكان الطرفان قد توصلا في نهاية جلسة التفاوض، الأربعاء، إلى تسليم كل فصيل معارض لقطعة واحدة من السلاح الثقيل كـ"بادرة حسن نية"، إلا أن "الجنوبية" طالبت بسحب النظام قبل البدء بتسليم أي سلاح، وهو ما رفضه الجانب الروسي، معتبراً ذلك "تلاعباً ومحاولة كسب للوقت" من فصائل "الجنوبية".

وأشارت مصادر "المدن" إلى إن "الخيارات أمام الوفد التفاوضي أصبحت محدودة والروس لا يريدون التنازل في سقف المطالب خاصة بعد حصولهم على ضوء أخضر دولي وإقيليمي لحل ملف الجنوب السوري".

ووفق مصادر "المدن" فقد طالب بعض قادة "الجبهة الجنوبية" بالتهجير للشمال بدلاً من البقاء تحت "رحمة الروس"، إلا أن الجانب الروسي رفض ذلك موضحاً أن التهجير في الجنوب سيكون فقط لـ"داعش" و"النصرة".

وأضافت المصادر أن الروس تعهدوا بعدم السماح لقوات النظام بالدخول إلى المناطق التي ستدخلها الشرطة العسكرية الروسية، وأن قوات النظام ستنسحب إلى حدود ما قبل 19 حزيران/يونيو، وسيتم افتتاح مراكز لـ"التسوية" و"المصالحة" داخل هذه المناطق "بحسب الطبيعة الجغرافية والسكانية للمنطقة".