قمة الناتو يوزع "قلقه" بين روسيا وإيران

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2018/07/11
قمة "الناتو":قلق تجاه "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط" (Getty)
أكد قادة دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" خلال قمة الحلف في بروكسل، التزامهم بزيادة النفقات العسكرية، وأعربوا عن قلقهم إزاء "نشاطات" روسيا، التي اعتبروا أنها أدت لانخفاض مستوى الأمن والاستقرار.

وقال زعماء دول الحلف في البيان الختامي للقمة: "نحن ملتزمون بتحسين الموازنة في تقاسم النفقات والمسؤوليات المتعلقة بالعضوية في الحلف". وأعرب قادة دول الحلف عن قلقهم إزاء "نشاطات روسيا الأخيرة"، مؤكدين تضامنهم مع الموقف البريطاني في ما يخص اتهام روسيا بالوقوف وراء "الهجوم بغاز الأعصاب" في مدينة سالزبوري البريطانية.

وأكد البيان الختامي "مواصلة مراقبة وتقييم تهديدات الصواريخ الباليستية التي مصدرها سوريا"، ضد تركيا. وقال إنه "سيتم تطبيق كافة التدابير لحماية تركيا والرد على التهديدات الأمنية التي تشهد تزايداً من الجنوب".

وعبر الحلف عن القلق من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الأوسط. كما عبروا عن قلقهم من "الاختبارات الصاروخية المكثفة" التي تجريها طهران ومن مداها ودقتها.

ودعا زعماء "الناتو" رسمياً مقدونيا لبدء محادثات انضمامها للحلف، محذرين من أن عملية انضمامها لن تكتمل مالم تحل مشكلة إسمها مع اليونان. وتمهّد الدعوة، التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها، الطريق أمام ضم العضو الثلاثين للحلف، وهي خطوة ترفضها روسيا.

وقبل انطلاق القمة صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته ضد ألمانيا بتصريحٍ ناري طاول هذه المرة خط أنبوب الغاز"نورث ستريم"، و"اعتماد الألمان على الروس". واتهم ترامب ألمانيا بـ"إثراء روسيا". وقال إن "ألمانيا تُثري روسيا. إنها رهينة روسيا"، مشدداً على أن "ألمانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا. إنها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة، وعلينا الدفاع عنهم في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلاً".

وردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على ترامب، قائلةً: "نصنع سياستنا الخاصة، ونتخذ قراراتنا بشكل مستقل"، دون الإشارة صراحة لترامب. وأضافت: "عشت في قسم من ألمانيا المحتلة من قبل الاتحاد السوفيتي. أنا سعيدة جدا لأننا متحدون اليوم بصفتنا جمهورية ألمانيا الفيدرالية، ويمكننا اعتماد سياستنا الخاصة واتحاذ قرارات مستقلة". وتابعت ميركل: "ألمانيا تدين بالكثير لحلف الأطلسي، لكننا أيضا فعلنا الكثير من أجله".

وقالت: "ألمانيا تعد ثاني أكبر مساهم بالقوات في حلف الناتو، وتضع أغلب قواتها في خدمته". واستطردت: "على سبيل المثال في أفغانستان، تحمي ألمانيا مصالح الولايات المتحدة.. ألمانيا تحب أداء مثل هذه الأدوار عن قناعة، وستزيد من نفقاتها العسكرية".

وحاول ترامب لاحقاً، خلال لقاء جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش القمة بعد ظهر الأربعاء، تبديد صدى هجومه، بالقول إن "علاقاته جيدة جداً" مع ميركل. وقال للصحافيين إثر اللقاء: "لقد عقدنا لقاء رائعاً، ونحن نبحث في النفقات العسكرية والتجارة. لدينا علاقات جيدة جداً".

وكان ترامب قد جدّد هجومه بشكل عام على أعضاء "الحلف" الذين "لا يدفعون ما عليهم" للنفقات العسكرية، وأنهم "يرتكبون ذنباً"، وذلك خلال لقائه ستولتنبرغ صباحاً، معتبراً بشكل خاص أن "ألمانيا دولة غنية، يمكنها زيادة مساهمتها اعتباراً من الغد من دون أي مشكلة".

من جهته، اعتبر الأمين العام لـ"الأطلسي" ينس ستولتنبرغ، أن الرئيس الأميركي استخدم "لهجة مباشرة جداً"، لكنه أكد أن الحلفاء متفقون على الملفات الحساسة، وهي "ضرورة تعزيز قدرة الحلف على المواجهة ومكافحة الإرهاب وتقاسم العبء المالي بإنصاف أكبر". وأكد أن الحلفاء يرغبون في الحصول على توضيحات حول نوايا ترامب قبل لقائه مع نظيره الروسي.