ريف دمشق: موتى مطلوبون للاحتياط!

المدن - عرب وعالم
الخميس   2018/11/29
(Getty)
وصلت إلى مدن وبلدات ريف دمشق الغربي، خلال الأيام الماضية، قوائم جديدة لشبان مطلوبين للخدمة الاحتياطية، بعد مضي أقل من شهر على صدور قرار بإلغاء دعوات الاحتياط، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي.

مصادر محلية متقاطعة من منطقة الزبداني أكدت لـ"المدن"، أن "إدارة التجنيد العام" عممت أسماء جديدة على الحواجز المركزية في المنطقة لمطلوبين للخدمة الاحتياطية، بعضهم موتى. وأضافت المصادر أن القوائم ضمت أسماء مُهجّرين من المنطقة منذ أكثر من عامين، بعدما سيطرت عليها قوات النظام. وعُممت بعض القوائم على الحواجز المركزية، في حين وصلت نسخ منها للمخافر في بعض البلدات.

أبو محمد، 50 عاماً من مدينة الزبداني، قُتل ابنه الأكبر أثناء حملة مليشيات النظام على المدينة، وقال لـ"المدن": "منذ يومين، أثناء عبوري على حاجز بالقرب من سهل المدينة، فيّش العناصر هويتي، وبعدها أخبرني الضابط أن ابني محمد مطلوب للخدمة الاحتياطية، وعليه الالتحاق خلال مدة لا تتجاوز سبعة أيام، على اعتبار أن التبليغ تمّ عن طريقهم".

وعند اخباره بأن محمد ميّت منذ عامين ونصف، طلب الضابط من والده استخراج شهادة وفاة، ومراجعة شعبة التجنيد في دمشق لتثبيت الوفاة لـ"اسقاط طلب الاحتياط عنه".

في مضايا وبقين، وصلت لذوي شبان مُهجّرين برقيات تحدد موعد التحاقهم بالخدمة الاحتياطية، عن طريق عناصر الشرطة الذين رافقهم مخاتير البلدتين. أم ياسر، 45 عاماً من بلدة بقين، قالت لـ"المدن"، إن مختار البلدة كان يعلم بشكل مسبق أن ابنها غادر المدينة منذ أكثر من عامين برفقة القوافل التي خرجت باتجاه ادلب ضمن "اتفاق المدن الأربع"، إلا أنه "أصر على تسليمي البرقية وتوقيعي على سجلهم باستلامي البلاغ واصفاً ذلك بتطبيق التعليمات".

مصدر عسكري معارض، قال لـ"المدن"، إن إدارة التجنيد العامة لا زالت تعمل على السجلات القديمة الموجودة لديها، غير آخذة بعين الاعتبار الشبان الذين قتلوا أو هُجّروا، أو حتى الذين تمكنوا من الفرار خارج البلاد. ويثبت ذلك أن قوائم الاحتياط التي وصلت الى بلدات ريف دمشق الغربي هي ذاتها التي كانت تصل منذ أعوام، ولم يحدث عليها أي تعديل إلا بشطب أسماء الذين التحقوا بالخدمة، بالإضافة إلى سجلات المواليد الجديدة القادمة من النفوس. وأضاف مصدر "المدن" أن قرار الغاء الاحتياط لم يكن إلا خدعة  إعلامية.