إسرائيل تستهدف مركزاً إيرانياً-سورياً لانتاج الصواريخ

المدن - عرب وعالم
الخميس   2017/09/07
طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مصياف من الأجواء اللبنانية (انترنت)
استهدفت غارة جوية، يُعتقد أنها اسرائيلية، فجر الخميس، "مركز الدراسات والبحوث العلمية" ومعسكراً مجاوراً للجيش تخزن فيهما صواريخ أرض-أرض، بالقرب من بلدة مصياف شمالي حماة.

وأوضح مراسل "المدن" في حماة أن "معمل الدفاع" المستهدف يقع في منطقة الشيخ غضبان، شمال شرقي مصياف، بنحو خمسة كيلومترات، بمحاذاة معسكر الطلائع الذي حولته قوات النظام إلى معتقل واسع لمعارضي النظام منذ مطلع الثورة.



وأضاف مراسل "المدن" أن المعمل أنشئ في السبعينيات من القرن الماضي، وأشرف عليه خبراء من كوريا الشمالية، ليتبع منذ العام 2010 لـ"البحوث العلمية" التابعة بدورها لوزارة الدفاع. وهو مختص بتصنيع الصواريخ والقذائف المتنوعة. وأوضح المراسل أن المعمل شهد نشاطاً إيرانياً ملحوظاً منذ عام 2012، وأحيط بحراسة مشددة تتبع لمفرزة "الأمن العسكري" في مصياف.

وقالت "القيادة العامة للجيش السوري" في بيان لها إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مصياف من الأجواء اللبنانية، صباح الخميس، ما أدى إلى مقتل عنصرين، ووقوع خسائر مادية.

وتبعد قاعدة مصياف 70 كيلومتراً عن قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري.

الجنرال الإسرائيلي المتقاعد آموس يالدين، قال في "تويتر"، إنه إذا ما صحت الأخبار عن استهداف غارات إسرائيلية لقاعدة عسكرية سورية بالقرب من بلدة مصياف في ريف حماة، ليل الأربعاء/الخميس، فإنها ليست غارات "اعتيادية"، إذ أنها استهدفت مركزاً عسكرياً/علمياً بسبب تطويره وتصنيعه، من بين أشياء أخرى، صواريخ دقيقة، يمكن أن تلعب دوراً هاماً في جولة النزاع القادمة.

يالدين، وهو المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن الوطني في جامعة تل أبيب، أضاف: "المصنع الذي تم استهدافه في مصياف، يُنتجُ أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة كانت قد قتلت آلاف المدنيين السوريين". وأوضح: "الهجوم نقل 3 رسائل مهمة: إسرائيل لن تسمح بتمكين وانتاج أسلحة استراتيجية. وأن اسرائيل تنوي فرض خطوطها الحمراء بالقوة، على الرغم من أن القوى العظمى تقوم بتجاهلها. وأن حضور أنظمة الدفاع الجوي الروسية لن يمنع الغارات المنسوبة إلى إسرائيل".

وأضاف يالدين: "من الضروري الآن المحافظة على التصعيد في الاختيار، والتجهّزُ لرد إيراني/سوري/حزب الله، وحتى لمعارضة من روسيا".

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على العاملين في "مركز الدراسات والبحوث العلمية" الذي تصفه بأنه الهيئة السورية المسؤولة عن تطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية بما في ذلك الأسلحة الكيماوية.

وامتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن مناقشة تقارير بشأن توجيه ضربة لسوريا قائلة إن الجيش لا يعلق على العمليات.

وكان محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة، قد قالوا الأربعاء، إن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من 20 مرة خلال الحرب الأهلية في سوريا، بما في ذلك الهجوم الفتاك في خان شيخون الذي أدى إلى ضربات جوية أميركية. وأكدت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، إن طائرة حربية حكومية أسقطت غاز السارين على خان شيخون في محافظة إدلب في نيسان/أبريل ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 مدنياً.

بيان "القوات المسلحة" السورية قال: "الهجوم هو محاولة يائسة ارتكبت لرفع المعنويات المنهارة" لتنظيم "الدولة الإسلامية" بعد "الانتصارات الكاسحة التي حققها الجيش العربي السوري"، وأكد البيان على "دعم اسرائيل المباشر" لداعش والمنظمات الارهابية الأخرى.

مواقع معارضة قالت إن القاعدة في مصياف تستخدم لتخزين أسلحة منها رؤوس كيماوية كانت في طريقها للتسليم إلى "حزب الله". وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الأسلحة التي تنتجها قاعدة مصياف هي صواريخ S-60، التي يتم نقلها إلى "حزب الله"، وسط أحاديث عن إمكانية تحول قاعدة مصياف إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، بإدارة إيرانية. وتأتي تلك الغارة بالتزامن مع المناورة العسكرية الأبرز التي تقوم بها إسرائيل، في محاكاة لأي حرب محتملة مع "حزب الله".


(خريطة توضح المناطق التي طالتها غارات إسرائيلية في سوريا)

صحيفة "the times of Israel" نقلت عن معارض سوري رفيع، لم تسمه، قوله نقلاً عن مسؤولين أمنيين في النظام، إن قوات النظام كانت تُخزّن مواداً كيماوية وقذائف تحمل رؤوساً كيماوية، في ذلك الموقع الذي لم يُسمح للمحققين الدوليين زيارته، في إطار التأكد من تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بعد مجزرة الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2012. قوى المعارضة كانت قد ادعت خلال الشهور الماضية أن موقع مصياف، وتجهيزات أخرى لـ"مركز البحوث العلمية"، كانت تعمل في مشاريع مشتركة مع أختصاصيين إيرانيين لتطوير قدرة أسلحة كيماوية لاستخدامها كقذائف.

تقرير لجنة الأمم المتحدة، الذي صدر الأربعاء، هو الأول من نوعه، في اتهام النظام السوري صراحة باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال التقرير: "واصلت القوات الحكومية نمط استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. في الواقعة الأخطر استخدمت القوات الجوية السورية غاز السارين في خان شيخون بإدلب فقتلت العشرات وكان أغلبهم من النساء والأطفال.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، كان قد قال في أيار/مايو: إن "جيش الدفاع الإسرائيلي سيقوم بالإغارة على سوريا لثلاثة أسباب: عندما تتعرض إسرائيل لإطلاق نار، ومنع نقل الأسلحة، ولتفادي (قنبلة موقوتة)، أي لقطع الطريق على هجوم إرهابي وشيك على اسرائيل من قبل مجموعات على حدودها".