واشنطن تؤكد الغارة: التنف خط أحمر على النظام وإيران

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2017/05/19
تسيطر المعارضة السورية على معبر التنف (انترنت)
شنّ سرب لطيران "التحالف الدولي" غارة على موكب عسكري لمليشات النظام، ليل الخميس، كان يتقدم باتجاه قاعدة التنف العسكرية، على الحدود العراقية-الأردنية-السورية. وتسيطر فصائل "قوات الشهيد أحمد العبدو" و"أسود الشرقية" و"جيش مغاوير الثورة" من المعارضة السورية على قاعدة التنف، التي تقيم فيها أيضاً قوات أميركية وبريطانية خاصة، ومستشارين نرويجيين.

مصدر خاص قال لـ"المدن"، إن الموكب المتقدم من حاجز الظاظا في القلمون الشرقي، إلى قاعدة التنف، على طريق دمشق/بغداد، كان يضم بشكل رئيسي "كتائب الإمام علي" و"قوات 313" و"الأبدال"، وهي مليشيات شيعية مدعومة من إيران مباشرة، بالإضافة إلى وجود ضباط من "مليشيا النمر" التابعة لقوات النظام. المصدر أكد تدمير "التحالف الدولي" لكامل الموكب العسكري، على بعد 40 كيلومتراً من قاعدة التنف، في منطقة الزرقة. وتألف الموكب من 4 دبابات وعربتي شيلكا وفوزديكا، وراجمة صواريخ غراد B-21، وثلاث ناقلات جند BMB، وعدد من سيارات البيك آب المحملة برشاشات ثقيلة من عيار 23 و14.5. المصدر أكد مقتل 33 مقاتلاً من المليشيات، ومنهم ضباط.

الموكب تقدم باتجاه التنف على الرغم من التحذيرات الروسية للنظام وإيران، واستمر في تقدمه رغم التحذيرات المباشرة من "التحالف" و"الطلقات التحذيرية" التي أصابت دبابة في البداية من دون تدميرها. المصدر أكد أن "كتائب الإمام علي" كانت تقوم بمهمة انتحارية، فجبال التنف ستشهد، بحسب مروياتها، ظهور "جيش السفياني".

ويتخذ 100 مقاتل من "قوات المهام الخاصة" الأميركية من قاعدة التنف العسكرية، مقراً لهم، بالإضافة إلى 50 مقاتلاً بريطانياً، وبضع عشرات المستشارين الأوروبيين وأغلبهم من النرويج. وشارك في الغارة الجوية طيران أميركي وسعودي وإردني، ورجّح المصدر مشاركة طائرات F-35 الأميركية الحديثة في الغارة، مؤكداً أن طيران الاستطلاع لا يفارق سماء المنطقة.


(المصدر: LM)

ومعبر التنف ضمن الأراضي السورية، على الحدود السورية العراقية، يقابله معبر الوليد من جهة العراق. وتسيطر المعارضة السورية على معبر التنف، في حين ما زال تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على معبر الوليد. وتتقدم مليشيات "الحشد الشعبي" العراقي بغطاء من القوات العراقية في الصحراء، باتجاه معبر الوليد. ويُعتقد بأن الهدف الإيراني هو ربط العراق وسوريا، عبر البادية، والسيطرة على معبري التنف والوليد. إلا أن المعارضة السورية كانت قد استعادت المنطقة من تنظيم "الدولة الإسلامية" وتتخذ من قاعدة التنف منطلقاً لعملياتها باتجاه البوكمال السورية.

البراء فارس من "المكتب الإعلامي" في "جيش مغاوير الثورة" قال لـ"المدن" إن الوجهة الحقيقية للنظام وإيران، لم تكن للحظة مدينة ديرالزور، كما يدعون، بل إلى معبر الوليد/التنف، لفتح طريق دمشق/بغداد، وكل الهدف من إثارة قضية ديرالزور هو لتحقيق مكاسب في المفاوضات الجارية. بالنسبة لـ"جيش مغاوير الثورة" لا فرق بين مليشيات "داعش" و"حزب الله" والمليشيات الإيرانية، وكلهم تنظيمات إرهابية. البراء أكد أن المليشيات لم تنسحب من حاجز الظاظا والسبع بيار بعد القصف الأميركي. كما أكد المسؤول الإعلامي في "مغاوير الثورة"، أن تقدم المليشيات هي محاولة سيستثمرها النظام في المفاوضات السياسية لتحسين شروطه على الأرض، "لكننا لن نسمح لهم"، و"أي خطأ منهم سنتعامل معه، سواء بالطرق البرية أو الجوية".

البراء فارس، أكد أن المعارضة كانت ترصد تقدم مليشيات النظام من الظاظا والسبع بيار، وانها قامت بإبلاغ "التحالف الدولي" بتقدم المليشيات. واعتبر البراء أن أي تعدٍّ من قبل إيران أو النظام أو روسيا، على الحدود الإدارية للتنف والبادية السورية، سيتم التعامل معه بالطريقة ذاتها. 

وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" كانت قد قالت الخميس إن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، اجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق، لبحث التعاون العسكري المباشر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، و"الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل".

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، قال تعليقاً على الضربات التي وجهها طيران أميركي للموكب العسكري بالقرب من المثلث الحدودي مع العراق والأردن، إن بلاده لن تزيد دورها في الحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها. وكان مسؤول أميركي قد أكد أن استهداف هذا الموكب بالقرب من معبر التنف الحدودي تم بعدما تحرك باتجاه قوات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن "قافلة كانت على الطريق، لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف". وأضاف: "وفي النهاية وجهت ضربة إلى طليعتها". وجاء الهجوم عقب طلقات تحذيرية أطلقتها الطائرات الأميركية، بهدف ردع المقاتلين الموالين للنظام.

وكالة "تاس" الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسية جينادي غاتيلوف، قوله الجمعة، إن "القصف الأميركي على قوات موالية للحكومة غير مقبول كلية، وينتهك سيادة سوريا".

وقال "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ضرب الخميس قوات موالية للنظام كانت "تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقاً" في جنوب سوريا. وأشار "التحالف" إلى أن القوات "شكلت تهديداً" للقوات الأميركية والقوات الشريكة في قاعدة التنف قرب الحدود السورية العراقية الأردنية المشتركة، حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتدرب مقاتلين من الجيش السوري الحر. وأضاف "التحالف" في بيان: "اتخذ هذا الإجراء بعدما فشلت محاولات واضحة من قبل الروس لردع القوات الموالية للنظام السوري عن التحرك جنوباً باتجاه التنف... وقامت إحدى طائرات التحالف الدولي بإظهار القوة وإطلاق طلقات تحذيرية قبل تنفيذ الضربة".

في السياق، تعرضت قوات النظام، شرقي السويداء، إلى قصف مكثف بصواريخ الغراد، ليل الخميس، من قبل المعارضة السورية، بعدما تقدمت لمسافة 20 كيلومتراً في بادية الحماد التي استعادتها المعارضة مؤخراً من "داعش".

مصدر خاص من ريف السويداء الشرقي، قال لـ"المدن"، إنه طيلة سنوات من وجود "داعش" على حدود المحافظة الشرقية، لم تشهد المنطقة أي نوع من الاشتباكات، بل كانت تضم عشرات معابر التهريب، لمختلف البضائع، خاصة الأسلحة والمحروقات المعروفة محليّاً باسم "مازوت داعش". المصدر أكد لـ"المدن" أنه ومنذ سيطرة المعارضة على بادية الحماد، قبل شهرين، لم يهدأ طيران النظام الذي يستمر في قصفه لقوات الجيش الحر شرقي المحافظة. وشهدت بلدة الرشيدة شرقي السويداء حضور تعزيزات مكثّفة لقوات النظام، خاصة من "الحرس الجمهوري" و"الفرقة الرابعة" و"الدفاع الوطني".

وتقدمت تلك المليشيات لمسافة 20 كيلومتراً في البادية، وسط ترجيحات بأن يكون هدفها هو محاصرة المعارضة من "كتائب الشهيد أحمد العبدو" و"جيش مغاوير الثورة" و"أسود الشرقية، في تل دكوة وبئر قصب، وقطعهم طرق الإمداد في الحماد. كما تسعى مليشيات النظام لكسب الخط الحدودي بين سوريا والأردن، والتوجه منه إلى معبر التنف أيضاً.