"العمال الكردستاني":سنقيم "الدولة الشرق-أوسطية"

سعيد قاسم
الجمعة   2017/03/17
التعبئة ضد "الديموقراطي الكردستاني" تحولت إلى عملية ممنهجة في مدن الجزيرة السورية بعدما فشلت المفاوضات بين قنديل وهولير (انترنت)
قال وزير الدفاع التركي فكري ايشق، الخميس، إن كل الاحتمالات ممكنة لطرد حزب "العمال الكردستاني" من قضاء سنجار في كردستان العراق، مؤكداً أن بقاءهم هناك يشكل خطاً أحمر بالنسبة إلى تركيا.

ويشكل وجود قاعد لـ"العمال الكردستاني" في إقليم كردستان العراق السبب الأبرز لوجود القواعد التركية، فالقوات التركية كانت قد اقتحمت خلال السنوات الماضية الأراضي العراقية  مرات عديدة لملاحقة عناصر "العمال الكردستاني" ومعسكراتهم في جبال قنديل وسنجار وقضاء مخمور.

ويسعى "العمال الكردستاني" إلى جرّ كل من تركيا والحزب "الديموقراطي الكردستاني"، إلى اقتتال ساحته أراضي إقليم كردستان، بعد فشله في تركيا خلال العامين الماضيين، خاصة وأنه يتلقى الدعم والتأييد في ذلك من إيران والقوى الشيعية في العراق، وهو ما لمح إليه بيان أصدرته رئاسة إقليم كردستان، الأربعاء، بأن "العمال الكردستاني" يخدم أجندة مخابراتية إقليمية.

وأوضح القيادي الشيعي الأذري في "العمال الكردستاني" دوران كالكان، في حديث لوكالة "خواكورك" التابعة لـ"العمال الكردستاني"، الخميس، أنه "لا يحق لأحد أن يقوم بتقسيم دول تركيا وإيران والعراق وسوريا، لأننا نحمى شعوب الشرق الأوسط. ونسعى إلى بناء دولة  الشعوب الديموقراطية في هذه الدول الأربع". وتابع كالكان "لهذا فان الموصل وسنجار بالنسبة لنا هي نقاط حماية دولة الشعوب الديموقراطية. ولهذا نحن نواجه البيشمركة هناك، لأن هوية البيشمركة الكردية هي هوية خطيرة على تلك الدول الأربع. وهم يسعون إلى بناء الدولة الكردية. وكردستان لا يحق لها أن تصبح  دولة. وهذا مطلب برجوازي لخدمة الاستقطاب السياسي والعسكري، ولهذا نحن نواجه بكل شدة مسعى الأكراد والبيشمركة هذا". وأكد كالكان ارتباطهم مع ايران بهذا الخصوص قائلاً: "إذا تابعت إيران مساندة الشعوب الديموقراطية في وجه الانفصاليين في دول الشرق الأوسط، سنحوّل طهران إلى مركز استراتيجي لفيدرالية دولة الأمة الديموقراطية. لأننا نحن والقوى اليسارية في  كل من تركيا والعراق وسوريا، نبحث مع إيران عن النقاط المشتركة لمواجهة الداعين إلى تقسيم هذه الدول الأربع، خاصة أن البرزانيين في العراق لهم توجه نحو الدولة القومية، لهذا سنكون وإيران جبهة واحدة وسنقف ضدهم".

حكومة إقليم كردستان، من جهتها، ما زالت مستمرة في مساعيها الرامية إلى تحقيق الاستقلال، وأصدرت الخميس بياناً أكدت فيه مرة أخرى على ضرورة انسحاب "العمال الكردستاني" من سنجار وغيره من مناطق الإقليم، كما أصدرت الأربعاء قراراً بالاقتصار على رفع علم إقليم كردستان على الدوائر الرسمية في كركوك.

وكالة "باسنيوز" الكردية نقلت عن مسؤولين في "العمال الكردستاني" نيتهم ضرب مقرات الحزب "الديموقراطي الكردستاتي" في حلبجة والسليمانية وكركوك. وتأتي هذه المعلومات، في وقت بدأ فيه "العمال" بزيادة عدد مسلحيه في إقليم كردستان، بالإضافة إلى الأعداد الموجودة سابقاً من مسلحيه في  كركوك ومخمور. وخلال اليومين الماضيين نقل الحزب العشرات من مسلحيه من قضاء رانية شمالي السليمانية، إلى كركوك ومخمور، بالتنسيق مع حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الطالباني.

ويقوم "العمال الكردستاني" منذ الاشتباكات التي جرت بين قواته وقوات البيشمركة في قرية خانة صور التابعة لقضاء سنجار، بأعمال استفزازية في سوريا، في مسعى لتوسيع نطاق الحرب التي يسعى اليها ضد الحزب "الديموقراطي الكردستاني"، إذ قام قبل أيام بنقل اللاجئين الأيزيديين من مخيم نوروز في ريف مدينة المالكية "ديرك" إلى الحدود السورية-العراقية، للتظاهر ضد قوات البيشمركة والبارزاني. وانتهت المظاهرة باستهداف متظاهرة برصاصة في ظهرها، وهو ما يؤكد استهدافها من قبل قوات "الأسايش" الأمنية التابعة لـ"العمال"، بحسب متابعين، في مسرحية من "الاتحاد الديموقراطي" لتعبئة جماهيره ضد "الديموقراطي الكردستاني".

التعبئة ضد "الديموقراطي الكردستاني" تحولت إلى عملية ممنهجة في مدن الجزيرة السورية بعدما فشلت المفاوضات بين قنديل وأربيل "هولير"، مع إصرار كل طرف على موقفه، لتقوم المنظمات المرتبطة بشكل مباشر مع "العمال الكردستاني" في سوريا بإحراق والاعتداء على مكاتب "المجلس الوطني الكردي" المنضم إلى "الائتلاف السوري" المعارض، وكذلك مكاتب "الديموقراطي الكردستاني–سوريا".

وقامت منظمة "شبيبة روج آفا"/"جوانن شورشكر"، بالاعتداء على كافة المكاتب التابعة إلى "المجلس الوطني" الكردي، بالإضافة إلى انتهاك حرمة منزل رئيس اتحاد الكتاب الأكراد في سوريا، واتلاف الأعلام الكردية في منزله في مدينة القامشلي، قبل أن تقوم مساء الخميس بإحراق مكتب "اتحاد نساء كردستان-سوريا" في مدينة المالكية، بالإضافة إلى إغلاق مكتبي المنظمة الأثورية في القامشلي والحسكة.

اللافت أن المسؤولين في "الاتحاد الديموقراطي" ينكرون قيام سلطاتهم التنفيذية بهذه الممارسات، علماً أن عملية احراق المكاتب جاءت بعد توجيه سلطات الأمر الواقع لـ"الاتحاد الديموقراطي" تحذيرات لها، لـ"ترخيص" المكاتب. وأنكر القيادي في "الاتحاد" آلدار خليل، معرفته بتنظيم "جوانن شورشكر". وأضاف خليل في حديث لوسائل الاعلام أن سبب هذه الأحداث هو "ردة فعل عاطفية" من قبل جماهير "الاتحاد الديموقراطي" للتعبير عن مواقفهم الرافضة لما يحدث –في إشارة إلى أحداث سنجار- أو للضغط على "الإدارة الذاتية" لاتخاذ اجراءات بحق "المجلس الوطني الكردي".

ويبدو أن "العمال الكردستاني" بصدد توجيه جماهيره في سوريا والعراق للقيام بحرب واسعة النطاق ضد "الديموقراطي الكردستاني"، بهدف ثنيه عن أن يكون عائقاً عن ربط طهران بمناطق نفوذه في سوريا والعراق.