هل أوقفت "الموك" مشاريعها في الجنوب السوري؟

سيباستيان حمدان
الجمعة   2017/12/29
"الموك" ستستمر في دعم 16 فصيلاً في الجنوب السوري والبادية السورية (انترنت)
أبلغت غرفة عمليات "الموك" الدولية، في العاصمة الأردنية عمان، فصائل المعارضة السورية في "الجبهة الجنوبية" بأنها ستوقف الدعم عنها بشكل نهائي مع بداية العام 2018، وسلّمت الفصائل مستحقاتها لشهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر.

عملية وقف الدعم تمت على مرحلتين؛ الأولى بدأت في حزيران/يونيو أوقف فيها الدعم جزئياً عن معظم الفصائل، والثانية هي الجارية حالياً، بعدما تراجع عدد الفصائل التي بقيت تتلقى الدعم إلى 20 فصيلاً. كما أوقفت "الموك" دعم وتمويل "المكاتب الطبية" المتواجدة في بعض المدن الأردنية والتي كان يتلقى فيها مقاتلو المعارضة العلاج والاستشفاء، بالتزامن مع وقف الدعم الكلي لفصائل المعارضة المسلحة.

وأبلغت "الموك" مندوبي الفصائل، مع تسليمهم مستحقاتهم الأخيرة، انهاء برنامج دعم "المكاتب الطبية" للفصائل. وكانت الفصائل تتلقى مستحقات "المكاتب الطبية" مع بقية مستحقاتها، شهرياً. الفصائل، ومنذ بداية حزيران/يونيو بدأت تتكيّف مع الترتيبات الإدارية الجديدة، تحديداً في الجانب الطبي، بعدما توقفت على مراحل، العمليات الجراحية وفترات الاستشفاء. ومن المتوقع أن تعود آخر دفعة من المقاتلين المصابين إلى الأراضي السورية مع انتهاء فترة الاستشفاء في "المكاتب الطبية" خلال الأيام المقبلة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن مشروعاً جديداً قد يبدأ مطلع شباط/فبراير 2018، عقب انتهاء مؤتمري "جنيف" و"سوتشي". وكشفت المصادر إن غرفة العمليات الدولية "الموك" ستستمر في دعم 16 فصيلاً في الجنوب السوري والبادية السورية، على الرغم من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تموز/يوليو 2017، إغلاق مشروع وكالة الاستخبارات الأميركية "سي أي إيه" لدعم وتدريب المعارضة السورية المعتدلة.

وأفادت المصادر أن الدعم سيكون مادياً بشكل رئيسي، مع تقديم دعم عسكري في حال تعرضت تلك الفصائل للمخاطر، خاصة وسط الأنباء المتكررة عن نية قوات النظام والمليشيات الموالية لها، تنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على تل الحارة بالقرب من مثلث الموت.

المصادر تكتمت على أسماء الفصائل لغايات تنظيمية، ولكنها أوضحت أن الفصائل التي ستتلقى الدعم ستمر في مرحلة تنظيمية عالية المستوى، ومن الممكن أن تكون نواةً لجسم متحد مستقبلاً. وأوضحت المصادر أن اختيار 16 فصيلاً من أصل 54 فضيلاً أتى في إطار عملية التقييم التي أجراها المراقبون والمستشارون حول الفصائل، وعن مدى التأثير والقوة العسكرية لها، وكذلك الجغرافية الميدانية وميزان القوة.

وأشارت المصادر إلى أن المساعدة التي ستقدمها الغرفة ستكون على صعيد الاستشارة في مرحلة التأهيل وإعادة هيكلة الفصائل التي وقع عليها الاختيار.

الفصائل اعتبرت أنه من غير المنطقي إنهاء المشروع، بشكل كلي، وأن اختيار فصائل محددة لمواصلة دعمها ليس خرقاً لإيقاف المشروع إنما من باب الاحتراز العسكري في ظل محاولات قوات النظام التي تقودها المليشيات الإيرانية التقدم إلى مساحات جديدة في الجنوب السوري.

والفصائل التي تم اختيارها، ستكون نواة المشروع الجديد الذي سينطلق مطلع شباط/فبراير، وسط غموض يحيط بآليات عمله. وهدف المشروع، بحسب مصادر "المدن"، هو التحضير لمواجهة التمدد الإيراني، خاصة في الجنوب السوري، وهو ما دفعت باتجاهه بعض دول الخليج، منذ فترة طويلة، مؤكدة في أكثر من مناسبة على ضرورة عدم السماح بالتوسع الإيراني.

مصادر من فصائل "الجبهة الجنوبية" التي باتت خارج الحسابات الحالية لمجموعة الـ16، قالت لـ"المدن"، إنها أبلغت بنهاية المشروع الحالي، ولكنها تلقت وعوداً رسمية بوجودها في المشروع الجديد، وأكدت أن لا علم لديها حول استمرار الدعم أو توقفه. المصادر أشارت إلى أنه من الطبيعي الإبقاء على عدد من الفصائل، في المواقع الحساسة التي يُتوقع اندلاع اشتباكات فيها، وأكدت أنه في حال وجود أي خطر، فستتلقى دعماً عسكرياً لمواجهته، و"هذا الأمر كان قد نُوقش مع جهات إقليمية متعددة".

تعزيزات المليشيات الإيرانية الأخيرة، التي وصلت إلى مناطق في مثلث الموت، تشير إلى نية النظام والمليشيات شنّ هجوم قد لا يقتصر فقط على منطقة المثلث، بل قد يتمدد باتجاه مدينة البعث في القنيطرة، حيث وصلت إليها مؤخراً تعزيزات عسكرية.

مع إيقاف مشروع "الموك"، يبقى الخوف من احتمال انهيار بعض فصائل المعارضة السورية في الجنوب السوري. فالعديد من الفصائل لم تتلقَ، منذ شهور، مستحقاتها المالية، ما قد يُضعف جبهات المعارضة، وسط اعتماد العديد من مقاتليها على تلك المستحقات لإعالة عائلاتهم كمصدر دخلهم الوحيد.