"الرياض-2":توافق دولي للحل..و"منصة موسكو" تقاطع

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2017/11/22
Getty ©
أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، في كلمته خلال افتتاح "مؤتمر الرياض-2" للمعارضة السورية، الأربعاء، على أن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية. وشدد على أن الحل لن يأتي إلا بتوافق سوري.

وتوجه الجبير للوفود المشاركة بالقول "أنتم اليوم أمام مسؤولية تاريخية للخلاص من الأزمة التي أرهقت هذا الشعب العزيز، وتحقيق الحل والانتقال إلى مستقبل جديد". وأضاف "الشعب السوري في كل مكان ينظر إليكم بأمل، وينتظر منكم نتائج ملموسة لتحقيق تطلعاته".

وتهدف المفاوضات إلى تشكيل وفد واحد يمثل المعارضة السورية في محادثات "جنيف-8" المقررة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ويستمر "الرياض-2" يومين، بمشاركة قرابة 140 شخصية تضم تيارات وأحزاب وقوى سياسية وعسكرية، وبحضور ممثلي 30 دولة. كما يهدف أيضاً لتنسيق المواقف قبيل "مؤتمر الحوار الوطني السوري" في سوتشي، الذي دعت إليه روسيا في إطار الحديث عن "مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية".

بدوره، أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن تمنياته "أن يكون الاجتماع طريقة رئيسية للمساعدة والإسهام في المفاوضات التي تقوم بها الأمم المتحدة في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن 2254". وبين أنه "خلال أيام سنبدأ في جنيف وضع إطار للعملية السياسية"، مؤكدا أنه "للقيام بذلك أنا أحتاج منكم وفداً سورياً قوياً يقف على قلب رجل واحد". وكشف أنه سيتم مناقشة "الدستور الجديد وحكومة شاملة غير عنصرية بناء على قرار مجلس الأمن وكافة الأمور المتعلقة بالمختطفين وتقديم كافة المساعدات الإنسانية لأي منطقة محاصرة". وقال إن الحل للأزمة السورية سوف يأتي في جنيف من خلال هذا الفريق، مجدداً تأكيد السعي إلى الحل السلمي.

ويحضر من "منصة القاهرة" 11 عضواً؛ ومن "هيئة التنسيق" 15 عضواً، ومن "الائتلاف الوطني السوري" 23 عضواً، و22 ممثلاً للفصائل المسلحة و49 مستقلاً، و16 مستقلة. واستقال رئيس وأعضاء "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن "مؤتمر الرياض-1"، ليل الإثنين/الثلاثاء، على إثر عدم توجيه دعوات لهم لحضور "الرياض-2".

وامتنعت "منصة موسكو"، والتي كانت حصتها 7 أعضاء، عن حضور "الرياض-2". وبرر رئيسها قدري جميل، عدم حضور منصته، في بيان له صباح الأربعاء: "بسبب عدم التوصل إلى توافقٍ أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول الأسس والمبادئ التي يجب أن يستند إليها الوفد التفاوضي الواحد الذي يجب أن يُشكَّل نتيجة اللقاء الموسَّع في الرياض"، إذ "طالبت منصة موسكو أن يتم تبني قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن 2254، دون تفسيرٍ أو اجتهادٍ، أساساً تستند إليه العملية التفاوضية". وذلك في إشارة إلى رفض "منصة موسكو" مناقشة مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان ممثلو وفود المعارضة، قد عقدوا الثلاثاء، اجتماعاً تحضيرياً، وضعوا فيه مقترحاتهم لمسودة البيان الختامي للمؤتمر الموسع للمعارضة، بالإضافة إلى تركيبة الوفد المفاوض في مفاوضات "جنيف-8".

وأكد جميل على أن "منصة موسكو تعتبر أن السقف السياسي الذي يجب أن يستند إليه الوفد المعارض الواحد في المفاوضات يجب أن يكون التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، والذي ينصُّ على أنه خلال المرحلة الانتقالية، تتم صياغة دستور جديد وإقراره، كما تتم انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة بإشراف الأمم المتحدة ورقابة دولية، يقرِّر الشعب السوري من خلالها شكل نظامه السياسي ومَن يحكمه".

إلا أن قراءة جميل لبيان "جنيف-1"، جاءت محرفة ومقلوبة، إذ ينص البيان حرفياً على "إقامة هيئة حكم انتقالية تستطيع تهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وأن تمارس الهيئة كامل السلطات التنفيذية، وتمهد لدستور جديد في سوريا".