الثلاثاء 2017/11/21

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

الاحتجاج على "الرياض-2" يتصاعد.. وممثل الائتلاف يقاطع

الثلاثاء 2017/11/21
الاحتجاج على "الرياض-2" يتصاعد.. وممثل الائتلاف يقاطع
ممثل الائتلاف الوطني في مؤتمر "الرياض-2" جورج صبرة أعلن انسحابه من المؤتمر (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بدأت وفود المعارضة السورية تصل إلى العاصمة السعودية الرياض، لعقد مؤتمر "الرياض-2"، المقرر الأربعاء، لتشكيل وفد معارض واحد إلى مؤتمر "جنيف-8". وسبق "الرياض-2" تقديم رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" وعدد من أعضائها، استقالاتهم الإثنين، ما أثار لغطاً حول توقيت الاستقالة، والنتائج المتوقعة لـ"الرياض-2".

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو تعتقد أن استقالة شخصيات متشددة من المعارضة السورية، مثل رياض حجاب "ستساعد على توحيد المعارضة في الداخل والخارج حول برنامج بناء بشكل أكبر". ونقلت قناة "روسيا 24" التلفزيونية الرسمية، عن لافروف قوله: "إن تراجع شخصيات المعارضة ذات الفكر المتشدد عن لعب الدور الرئيسي سيجعل من الممكن توحيد هذه المعارضة غير المتجانسة".

واستقال رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" رياض حجاب، من منصبه، الإثنين، بعد قرابة عامين من اختياره رئيساً لها. كما أعلن عشرة من أعضاء "الهيئة" استقالتهم، قبل يومين من انعقاد "مؤتمر الرياض-2" الذي يجمع أطيافاً من المعارضة السورية بغرض تشكيل وفد واحد للمشاركة في مفاوضات "جنيف-8" المقررة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن أبرز المستقيلين كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد صبرا، ورئيس الإئتلاف السابق خالد خوجة، والمتحدثان باسم "الهيئة العليا" رياض نعسان آغا وسالم المسلط، وسهير الأتاسي، واللواء عبد العزيز الشلال، والمقدم أبو بكر، والرائد أبو أسامة الجولاني، وسامر حبوش، وعبد الحكيم بشار.

ويواجه المؤتمر صعوبات كبيرة، واتهامات للسعودية بضغوط تمارسها على المعارضة، الأمر الذي أدى إلى إعلان تلك الشخصيات استقالتها. وفي تطور جديد، الثلاثاء، أعلن ممثل الائتلاف الوطني في مؤتمر "الرياض-2" جورج صبرة اعتذاره عن المشاركة في المؤتمر. وقال صبرة إن قراره يأتي "احتجاجاً على تجاهل الهيئة العليا للمفاوضات بدورها ومهامها وأدبياتها. واعتراضاً على الطريقة الاستنسابية والمتعجلة والفردية في الإعداد للمؤتمر".

رئيس وفد المعارضة إلى مباحثات أستانة العميد أحمد بري، قال لـ"المدن": "نرجو أن يكون مؤتمر الرياض-2 جامعاً للسوريين، وتشكيل وفد موحد قوي ومتماسك على غرار وفد مؤتمر جنيف-1". وأكد "لن نتنازل عن حقوقنا، وأولها رحيل بشار الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وإخراج المعتقلين، ولن نقبل بالتقسيم".

وعن استقالة رئيس "الهيئة" وعدد من أعضائها، قال بري: "انتهى دور هيئة التفاوض مع الرياض-2، ومن الطبيعي أن تُحلّ، ويقدم أعضاؤها استقالاتهم". وأضاف: "من لم يُدعَ من الطبيعي أن يُقدم استقالته، وكان من الأوجب أن يستقيل قبل فترة. فمنذ أسبوع وجّهت الخارجية السعودية دعوات لحضور المؤتمر". لكن عدداً من الاستقالات أو الاعتذار عن عدم المشاركة جاء من شخصيات مدعوة بالفعل.

العميد بري، قال إن تصريحات وزير الخارجية الروسية "لا تهمنا". وأضاف "لن نقبل ببقاء الأسد، ولو فُرضَ علينا الموضوع سننسحب من الاجتماع".

من جهته، قال الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، إن الاستقالات لم تكن مفاجئة بعد المحاولات المستمرة لخفض السقف التفاوضي لـ"الهيئة العليا للمفاوضات"، خصوصاً أن توجيهات قد جاءت لـ"الهيئة" بالتعامل مع الوضع الدولي الذي يركز على الانتخابات والإصلاح الدستوري ويتجاوز مسألة الانتقال السياسي. وأوضح خوجة في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن هذه المطالب جاءت من دول عربية ومن "مجموعة أصدقاء سوريا"، وأشار إلى إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بأن الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ستركز على هاتين القضيتين، من دون التطرق لمسألة الانتقال السياسي.

وأكد خوجة أن توقيت الاستقالات مرتبط بمؤتمر الرياض المقبل بعدما تم استبعاد "الهيئة العليا" منه، رغم أنها هيئة منتخبة من مكونات متعددة. وأضاف أن الحل في سوريا يبدأ من التفاوض على الانتقال السياسي.

في السياق، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بياناً الثلاثاء، تلقت "المدن" نسخة منه، دان فيه تصريحات لافروف. وقال البيان، إن "تلك التصريحات مرفوضة ومحل استهجان، وأن المؤتمر شأن سوري، وحضوره يخص السوريين وحدهم، باستضافة كريمة من قبل المملكة العربية السعودية".

وأكد الائتلاف أن المؤتمر "يحظى باهتمام عربي ودولي، وأن ممثلي 30 دولة سيحضرون افتتاحه، ومحاولة الروس الإيحاء بدور خاص لهم هي محاولة سيئة النية للإضرار بوحدة المعارضة والتشويش على أعمال المؤتمر، وتدخل مرفوض بشأن سوري داخلي".

وأصدرت شخصيات سياسية وثورية وهيئات ومجالس محلية في سوريا، ليل الإثنين/الثلاثاء، بياناً يُطالب بالحفاظ على ثوابت الثورة وعدم التنازل عنها، وأبرزها رحيل الرئيس بشار الأسد وإطلاق سراح المعتقلين واستقلال القرار الوطني.

وطالب البيان الذي وقعه أكثر من مئة شخصية سياسية وثورية، المشاركين في "مؤتمر الرياض-2" بـ"الالتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليكم تضحيات السوريين وعذاباتهم". وشدد على ضرورة الالتزام بثوابت أساسية لتحقيق "مطالب الشعب السوري الثائر"، وأهمها رحيل الأسد ومعاونيه، وعدم القبول بأي دور له مع بدء المرحلة الانتقالية المتمثلة في هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.

وشدد البيان على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرياً، وضرورة استقلال القرار الوطني السوري لكونه الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات السوريين. وأكد أن "اجتثاث الوجود الإيراني الطائفي في سوريا، الذي يهدد استقرار بلادنا ودول المنطقة، لا يتحقق إلا بزوال نظام الأسد". كما طالب البيان باستبعاد "منصة موسكو" من صفوف المعارضة باعتبارها "منصة صنعتها روسيا الدولة المحتلة وحليفة نظام الأسد لاختراق المعارضة وتمزيق صفوفها".
 
ومن أبرز الموقعين على البيان المتحدث السابق باسم وفد أستانة أسامة أبو زيد، ورئيس "المجلس الوطني" جورج صبرة، وعضوا الهيئة العليا للمفاوضات سهير الأتاسي وخالد خوجة، وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ميشيل كيلو، ورئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها