تفجير الميدان:بداية لعمل عسكري يستهدف "داعش"جنوبي دمشق؟

رائد الصالحاني
الثلاثاء   2017/10/03
جهة موالية لإيران سهّلت العملية لتحقيق أغراض عسكرية وسياسية (انترنت)
تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية"، الثلاثاء، العملية التي استهدفت الإثنين قسم شرطة حي الميدان في مدينة دمشق. وجاء في بيان للتنظيم، أن ثلاثة من "جنود الخلافة انغمسوا" في قسم شرطة حي الميدان، وقام اثنان منهم بتفجير نفسيهما داخل القسم، فيما فجّر الثالث نفسه في ساحة القسم. العملية خلّفت أكثر من 20 قتيلاً بينهم ضباط وقائد مليشيا "الدفاع الوطني" في منطقة الجزماتية التابعة لحي الميدان؛ محمد سليمان قبلان، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى تم نقلهم إلى مشفى المجتهد في العاصمة دمشق.

مصدر أمني مطلع في مدينة دمشق، أكد لـ"المدن"، أن عناصر "داعش" مرّوا عبر حواجز النظام مزودين ببطاقات أمنية مزورة، وسيارة "جيب" من دون لوحات تعريفية. المصدر لم يصرح عن نقطة دخول عناصر التنظيم باتجاه العاصمة دمشق، مشيراً إلى أن العملية تمت بتسهيل من إحدى الجهات الموالية للنظام العاملة جنوبي دمشق.

عملية الميدان لم تكن الخرق الأمني الأول لمدينة دمشق خلال الفترة الماضية. ورغم وجود أكثر من 200 حاجز عسكري في المدينة، تمكن "داعش" و"هيئة تحرير الشام" من تنفيذ سلسلة عمليات في أوقات مختلفة، استهدفت إحدها حافلات لزوار شيعة، وأخرى استهدفت "القصر العدلي" ومطعماً في منطقة الربوة واستهداف ساحة الغدير وسط دمشق وحواجز عسكرية في منطقة السيدة زينب. تسلل عناصر "داعش" إلى منطقة الميدان القريبة نسبياً من مخيم اليرموك، لم يكن بالأمر المستحيل، خاصة مع وجود جهة موالية لإيران (يُعتقد أنها "فرع فلسطين" التابعة لـ"الأمن العسكري")، تسهل ذلك النوع من العمليات لتحقيق أغراض عسكرية وسياسية.

استهداف قسم شرطة الميدان، جاء بالتزامن مع تعقد ملف الجنوب الدمشقي الخاضع لسيطرة "داعش" وفصائل المعارضة. فلكل جهة عسكرية وأمنية موالية للنظام، بما فيها "وزارة المصالحة"، رأي مختلف في ملف الجنوب الدمشقي. الروس ومن يواليهم، يرغبون بـ"مصالحة" وترحيل لعناصر "داعش" نحو ما تبقى لهم من مناطق شرقي سوريا، مع إبقاء فصائل المعارضة المسلحة من دون تهجير وإجراء "تسويات محلية" مع ضمانات، ودخول المنطقة حيز "خفض التصعيد". أما الجانب الإيراني فيرى أن تهجير سكان المنطقة بالكامل هو الحل الذي يجب أن يتم فرضه. بدورها مليشيا "حزب الله" رفضت أي عملية ترحيل من جنوب دمشق ما لم يتم إخراج دفعات مماثلة من كفريا والفوعة، في ريف إدلب.

النظام، وعبر تصريحات لمحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم، قال إن منطقة الحجر الأسود قد تشهد عملاً عسكرياً قريباً جداً، بعد تهديدات من قبل تنظيم "داعش" باقتحام حي القدم المُحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة، واستهداف أي قوافل ستدخل الحي لنقل وترحيل العوائل والمقاتلين نحو شمال سوريا. وأشار المحافظ إلى أن قرار الخيار العسكري مطروح وبقوة وفي وقت قريب. وأضاف في تصريح لـ"جريدة الوطن"، التي يملكها محمد حمشو، أن خروج عناصر "داعش" من المخيم غير متفق عليه، بسبب عدم التوافق على المكان الذي سيتم ترحيل عناصر التنظيم إليه.

قرار العمل العسكري باتجاه جنوب دمشق انطلاقاً من مناطق سيطرة "داعش" وانتهاءً بمناطق سيطرة المعارضة، تم رفضه أكثر من مرة عندما ناقشه أصحاب القرار لدى النظام، بحجة أن الجبهات مع "داعش" في ديرالزور وريف حمص، والجبهات مع المعارضة في جوبر وعين ترما، تستنزف الكثير من قوة النظام البشرية، وأن التوصل لاتفاق مع الفصائل وتنظيم "داعش" جنوبي دمشق ممكن حتى اللحظة، ولا حاجة لعمل عسكري في المنطقة.

كل هذه الأمور، جعلت إحدى الجهات التي ترغب بعمل عسكري، والموالية لإيران (فرع فلسطين)، تقوم بتسهيل عبور عناصر من التنظيم لتنفيذ عملية في مدينة دمشق. وجاء ذلك بالتزامن مع انذارات وُجهت للقاطنين في حي القدم في نقاط التماس مع تنظيم "داعش" بإخلاء منازلهم بسبب اقتراب تنفيذ عمل عسكري يستهدف التنظيم. ويأتي ذلك وسط اعتراضات من جهات فلسطينية، لطالما كانت وسيطة بين النظام وتنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام" في مخيم اليرموك، مطالبة بتحييد المدنيين القاطنين في مناطق "داعش" عن أي عمل عسكري، ومؤكدة أمكانية التوصل لاتفاق يرضي الطرفين، وذلك بحسب معلومات من مصادر خاصة بـ"المدن".