التحالف يقطع طرق الإمداد في ديرالزور..و"داعش" لم يتأثر

محمد حسان
الثلاثاء   2016/09/27
شنّ "التحالف" غارة جوية، الإثنين، على جسر الميادين ما أدى إلى تدميره بالكامل (انترنت)
كثّف طيران "التحالف الدولي" من قصفه على ديرالزور خلال أيلول/سبتمبر، مستهدفاً طرقاً وجسوراً في مختلف أنحاء المحافظة، لقطع طرق إمداد "الدولة الإسلامية"، بحسب تصريحات قيادة قوات "التحالف".

وشنّ "التحالف" غارة جوية، الإثنين، على جسر الميادين الواصل بين قرية ذيبان شمالي الفرات ومدينة الميادين جنوبه، ما أدى إلى تدميره بالكامل.

وكانت طائرات "التحالف الدولي"، قد ألقت في 8 أيلول/سبتمبر، مناشير فوق مدينة الميادين وبعض القرى في ريف ديرالزور الشرقي والشمالي، تحثٌّ المدنيين على الابتعاد عن الطرق والجسور والمنشآت النفطية في المحافظة، لأنها ستكون أهدافاً عسكرية.

وبعد يومين من إلقاء المناشير التحذيرية، بدأت طائرات "التحالف" بشن غارت عنيفة وشبه يومية، استمرت لأيام، مستهدفةً الطرق الرئيسية والفرعية والجسور في مدن وقرى محافظة ديرالزور.

ومن بين الطرق التي استهدفتها غارات الطيران؛ الطريق العام الواصل بين ديرالزور والرقة، والطريق العام الواصل بين مدينة البوكمال ومدينة الميادين، بالإضافة إلى طرق فرعية في قرى الخريطة والطريف وحوايج وبومصعة في ريف ديرالزور الغربي، وطرق في قرى السيال والبوحسن والبحرة في الريف الشرقي، وقريتي الصور ومرقدة في الريف الشمالي.

القصف لم يقتصر على الجسور والطرق في ديرالزور، بل استهدفت الطائرات المعبر النهري الواصل بين قريتي حوايج بومصعة شمالي نهر الفرات وقرية حوايج ذياب جنوبيه، ما تسبب بقطعه. ويعتبر هذا المعبر من أهم المعابر النهرية على نهر الفرات، ويستخدمه كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" والسكان، لنقل الآليات بين ضفتي الفرات، لسهولة العبور منه وعدم توافر الجسور على النهر في ريف المحافظة الغربي.

وفي العادة، لا يدوم قطع الطرق سوى لساعات عقب الغارات، قبل أن يقوم التنظيم، بإرسال الآليات والطواقم الخدمية إلى الاماكن المستهدفة، لتعود إلى العمل بعد ساعات من إصلاح جميع الأضرار التي لحقت بها.

المدير التنفيذي لمجموعة "ديرالزور 24" الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ"المدن"، إن القصف لم يتسبب بقطع طرق الإمداد كما قال التحالف الدولي، إذ قام التنظيم بتأهيل الطرق المستهدفة وإصلاحها بعد ساعات، لما تشكله هذه الطرق من أهمية للأهالي والتنظيم. كما أن الطرق المستهدفة تقع في أماكن مفتوحة وسهلية ما يجعل من إعادة فتح طرق ترابية جديدة كفيلاً بالغرض إذا ما تعذر إصلاح الأضرار.

وأضاف أبو ليلى أن التنظيم أثبت قدرته على إعادة تأهيل الجسور التي قطعت جراء القصف، إن لم يتمكن من الإصلاح، فبمقدوره الاستعاضة عنها بالمعابر النهرية التي تطورت آليات العمل بها خلال السنوات الماضية.

وانتشرت المعابر النهرية مع بدء الثورة السورية، بسبب تدهور الوضع الأمني، وحرص قوات المعارضة على تلافي المرور بحواجز قوات النظام التي تركزت على الطرق والجسور. والمعابر هي سفن كبيرة يسميها المحلّيون "البّراكات"، وتعمل على نقل الآليات والأفراد والبضائع بين ضفتي الفرات، ويعتمد عليها التنظيم بشكل كبير لنقل جنوده وآلياته الثقيلة. والسفينة الواحدة قادرة على نقل حمولة تصل لوزن 20 طناً.

قصف طيران "التحالف الدولي" للطرق والجسور والمعابر النهرية في ديرالزور، قد لا يؤثر على تنظيم "الدولة الإسلامية" ولن يقطع طرق إمداده، لا لقدرة "داعش" على إصلاح الإضرار، بل لوجود المئات من الطرق الريفية والصحراوية في عمق البادية التي تؤمن الحركة له ولمقاتليه إلى كامل مناطق سيطرته، ويستحيل على "التحالف" قطعها لعدم جدوى الغارات على طرق كهذه.

ويشير مراقبون إلى استغرابهم من استهداف القصف نقاطاً في عمق مناطق سيطرة التنظيم، بين قرى وبلدات لا تتواجد فيها مقرات لـ"داعش"، ولا يعبرها مقاتلوه إلا ما ندر.

ولا يبدو أن الغارات سوف تحقق أياً من اهدافها المعلنة إلا إذا ترافقت مع عمل عسكري على الأرض، وبدعم جوي حقيقي كما حصل مع "قوات سوريا الديموقراطية" التي تمكنت من قطع طريق إمداد التنظيم بين الموصل والرقة من جهة الشدادي، أو كما حدث مع "جيش سوريا الجديد" و"جيش العشائر العراقية" عندما تمكنا من قطع طريق التنف-الرطبة.

الأهداف المُعلنة من عمليات الاستهداف، لا تبدو حتى اللحظة سوى محاولات غير مجدية، المتضرر الوحيد منها هم الأهالي، مع انعدم الإشارات لوجود أي بوادر لعمل عسكري قريب في المنطقة.