القدس: بوابة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟

أحمد خليل
الخميس   2014/10/30
الاحتلال قرر إغلاق الأقصى أمام المصلين والمستوطنين الذين يقودون عمليات الاقتحام (أ ف ب)

تصاعدت الأحداث في مدينة القدس المحتلة بعدما تمكن فلسطيني من إصابة حاخام متطرف يدعى، يهودا غليك، بالرصاص، في حيّ أبو طور، بعد ساعات قليلة من مشاركة الأخير في مؤتمر تهويدي يدعو لهدم المسجد الأقصى.

وقرر قائد ما يسمى "شرطة القدس"، موشي أدري، إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين وأمام اقتحامات المستوطنين ابتداء من فجر الخميس وحتى إشعار آخر. وجاء في حيثيات القرار الذي صدر في أعقاب إجراء الشرطة لجلسة أمنية خاصة أعقبت محاولة تصفية الحاخام المتطرف غليك أن القرار جاء لورود معلومات إستخباراتية، وموقف أذرع الأمن الإسرائيلية منها.


وتعرض الحاخام لمحاولة التصفية بعد خروجه من مؤتمر لمنظمة "أمناء جبل الهيكل" المتطرفة بالقدس المحتلة، حيث أصيب برصاصات بالجزء العلوي من جسده على يد مسلح يمتطي دراجة نارية، لاذ بالفرار. وقدرت مصادر طبية إسرائيلية حالته بالخطيرة، بعدما تم إزالة أجزاء من رئته نتيجة إصابتها بالرصاص.


وكانت جماعات يهودية متطرفة قد أعلنت، في أعقاب العملية، نيتها اقتحام الأقصى الساعة الثانية عشرة من ظهر الخميس. ولم تمض ساعات قليلة بعد العملية التي أشاد بها الفلسطينيون وباركتها الفصائل، حتى اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسير المحرر معتز حجازي، الناشط في حركة الجهاد الإسلامي، بزعم أنه المسؤول عن عملية استهداف الحاخام المتطرف.


وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على الشهيد حجازي، الذي أصيب في البداية بجراح حرجة، إلا أنها منعت أحداً من الوصول إليه إلى حين استشهاده. وأعلنت شرطة الاحتلال عن قتلها لمنفذ عملية استهداف الحاخام، وذلك في إعقاب اشتباك بالأسلحة النارية.


وجاء في البيان أن قوة خاصة بفرقة مكافحة الإرهاب "يمام"، وبالتعاون مع الشرطة و"الشاباك"، نجحت في الوصول إلى بيت منفذ العملية بهدف اعتقاله. وفور وصول القوة بدأ المنفذ بإطلاق النار على القوة التي ردت بإطلاق النار وقتلته بحسب الشرطة.


وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن غليك شارك في حفل يدعم إزالة المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل مكانه قبل وقت قصير من محاولة اغتياله الليلة الماضية. وذكرت الصحيفة، أن غليك شارك قبل محاولة الاغتيال بساعات معدودة في حفل في ما يسمى بـ"مركز تراث بيغين"، قال خلال إنه يبقي هاتفه الخليوي مفتوحاً بانتظار تلقي اتصال ينقل له نبأ المصادقة على إقامة الهيكل في الحرم المقدسي لكي يتوجه إلى هناك فوراً.


وكان الحفل المشار إليه يتركز حول تكريس صلوات اليهود في الحرم المقدسي وجعلها أمراً طبيعياً. وأعربت غالبية جمهور المشاركين في الحفل عن تأييدها لإزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه.


في المقابل، باركت حركة الجهاد الإسلامي محاولة اغتيال غليك، مؤكدة أنها استجابة وأداءً للواجب المقدس في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والذود عن حياضه. ونعت كذلك شهيدها معتز حجازي وقالت إن شهادته جاءت بعد حياة حفلت بالجهاد والتضحية.


وشددت على أن كل سياسات القمع والإرهاب التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين  "لن تثنينا عن مواصلة المقاومة وملاحقة كل مجرمي الحرب الإسرائيليين والمتطرفين الذين يخططون لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم".


من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن محاولة اغتيال مسؤول ما يسمى أمناء "جبل الهيكل" الإسرائيلية العنصرية المتطرفة "شجاعة وبطولة". وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن العملية تأتي كرد فعل طبيعي ونتيجة للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين.