الثلاثاء 2016/05/17

آخر تحديث: 16:02 (بيروت)

"النبطية مدينتي": صفحة تجمع المستقلين ولا توحّدهم

الثلاثاء 2016/05/17
"النبطية مدينتي": صفحة تجمع المستقلين ولا توحّدهم
يبتعد المرشحون المستقلون عن الخطاب السياسي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
امتدت تأثيرات تجربة "بيروت مدينتي" التي نالت عدد أصوات غير متوقع في وجه لائحة "البيارتة"، ليس إلى الغبيري وبعلبك فقط، إنما أيضاً إلى مدينة النبطية، المعروفة بسيطرة "حزب الله" و"حركة أمل" عليها. وفي دورات سابقة، كان الحزبان يخوضان معاركهما من دون حسابات أو هواجس، طالماً أنهما يضمنان أصوات الناخبين. وهذا ما يرتبط، أساساً، بالمفهوم الإنمائي الملتبس للعمل البلدي، الذي تسيطر عليه ضجة الأحزاب وشعاراتها وأهدافها السياسية.

"كانت 18 سنة مدة كافية لتحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي، عندما توفرت الإرادة. لكن المدة نفسها، لم تكن كافية لتحرير بعض الأرصفة وإعادتها للمشاة". هذا بوست كتبه على "فايسبوك" المرشح المستقل في مدينة النبطية الدكتور جواد شاهين. وهو، عبره، يوجه رسالة إلى الذهنية المهيمنة في منطقة النبطية وخطابها السياسي المحصور في المقاومة والتحرير. ويجرب أن يقول إن تحرير الأرصفة والعمل الإنمائي لا يقل أهمية عن التحرير من الإحتلال، خصوصاً في ظل الإهمال الإنمائي الذي تشهده النبطية.

وشاهين، في شرحه أسباب ترشحه لـ"المدن"، يقول إن "الهدف هو المشاركة، ولأنني أسعى إلى تمثيل أبناء مدينتي. فهناك فئة كبيرة من الشباب تحتاج إلى من يهتم بتطلعاتها، وإلى من يمثلهم خير تمثيل، بينما هم مستبعدون، كما أرى، منذ مدة طويلة". لكن هل يمكن الفوز في هذه المعركة؟ الواضح أن شاهين لا يضع الفوز هدفاً له. فـ"نحن كمستقلين نعلم بأن احتمالات فوزنا ضئيلة جداً، لكننا في حاجة للبدء ببناء عمل تراكمي من الممكن أن يصل إلى نتيجة على المدى البعيد".

وعن برنامجه، يشير شاهين إلى ضرورة معرفة الإمكانيات المتوافرة وعدم رفع السقف وإعطاء وعود صعبة التحقيق. "لكننا نعلم أن القانون منح البلدية صلاحيات واسعة، ومدينتنا في حاجة ماسة إلى حل أزمة السير التي تشهدها عبر وضع نظام سير لائق. وهي تحتاج أيضاً إلى التشجير وتحرير الأرصفة ومواقف للسيارات".

ورغم أن شاهين تلقى إتصالات عدة تدعوه إلى الانسحاب، إلا أنه لا يوجه الإتهام إلى أي حزب. فالغاية ليست "الخصومة مع أحزاب السلطة السياسية، واستقلالي عنهم يعني استقلالي قراري وفق رؤيتي وتقديري الخاصين، لا محاربة الأحزاب السياسية، التي أحترم كياناتها وأشخاصها"، وفقه.

لكن "النبطية مدينتي" لا تمثل لائحة موحدة للمستقلين في النبطية، فحتى الآن لم يجتمع المستقلون تحت إسم لائحة تجمعهم، لكنها عبر صحفتها على "فايسبوك"، تهتم بشؤون المرشحين المستقلين. وهي بدأت عملها منذ أن أطلق شاهين هاشتاغ #النبطية_مدينتي، فقرر المرشح المستقل علي نقر إنشاء الصفحة لتكون منبراً حراً لهم، توصل أخبارهم وأفكارهم وبياناتهم، وأيضاً مشاريعهم الإنمائية وأهداف ترشحهم. وقد بات شائعاً أن كل اسم بلدة أو مدينة يُلحق بكلمة مدينتي يعبر عن مجموعة لا تتلاقى مع "أحزاب السلطة".

ويعتبر نقر أن ترشحه واجب، فقد "حان وقت استلام الشباب العمل البلدي لاكتساب الخبرة والنهوض بمدينتهم"، خصوصاً أنه على الصعيد الشخصي يمتلك المؤهلات العلمية اللازمة وخبرة في العمل الاجتماعي، لاقتا تقديراً خارج مدينته أكثر من مدينته نفسها.

ليست النبطية المدينة الوحيدة التي يواجه فيها بعض مستقلين ثنائية "حركة أمل"- "حزب الله"، لكنها ربما المعركة الأصعب والأكثر رمزية. ذلك أن النبطية لطالما كانت منبراً لرئيس "حركة أمل" نبيه بري في كل مناسبات التنظيم الحزبي من جهة، وقد أعطيت لقب "مدينة الحسين والمقاومة"، من جهة أخرى.

الشعارات الدينية والخطاب الطائفي الذي يتمثل واقعياً بالتحذير من خطر خارجي يستهدف الطائفة الشيعية، إلى جانب تقديم التحالف الحزبي نفسه كقوة رادعة تشكل الحماية والضمانة الوحيدة للمواطنين في الجنوب، أمور تلعب دوراً في حسم توجهات الناخبين في صناديق الإقتراع. على أمل أن يتبلور لدى الناخبين مفهوم العمل البلدي ببعده الإنمائي في الأيام المقبلة، وأن يشكل ترشح بعض المستقلين، الذين اجتمعوا في صفحة "النبطية مدينتي"، عملاً تراكمياً للانتخابات المقبلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب