الجمعة 2016/02/19

آخر تحديث: 16:25 (بيروت)

في "الجامعة اللبنانية".. الوضع "مش طبيعي"

الجمعة 2016/02/19
في "الجامعة اللبنانية".. الوضع "مش طبيعي"
التحرك على "فايسبوك" ليس إلا خطوة أولية من أجل بدء التحرك على الأرض (أرشيف: ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
تهجّم طلاب على مدير كلية إدارة الأعمال، في مجمع الحدث في "الجامعة اللبنانية"، قبل أيام ليس حدثاً استثنائياً في يوميات الجامعة، ولا يخرج عن المألوف فيها، منذ سنوات. بل يبدو، أحياناً، أنه جزء من آليات عملها وإستمراريتها. ذلك أن الجامعة، التي أسست بفعل ضغط شعبي لتأمين تعليم عال لكل الطبقات الاجتماعية، خصوصاً الفقيرة منها، لم تسلم من نتائج الحرب والخراب، كما لم تسلم، بالتالي، من إنحدار مستاواها الأكاديمي، بشكل أساسي، واحتوائها من قبل قوى سياسية، أضعفت عناصرها التعليمية الأساسية.



"مش طبيعي"
هذا الواقع، الذي يواجهه، منذ التسعينات، وعي طلابي قليل، بدا أنه يغلب كل احتمالات التغيير، في ظل دور مغيب لادارة الجامعة المناطقية والمركزية. على أن أشكال الاحتجاج، والمطالبة، تطورت بالموازاة، وإن بدت، حتى اليوم، قليلة التأثير. فمؤخراً أطلقت مجموعة من طلاب "اللبنانية"، صفحة "فايسبوك" أطلقوا عليها إسم "الوضع مش طبيعي"، يحاولون من خلالها توثيق الانتهاكات اليومية لايصالها إلى المعنيين أولاً، وإلى الرأي العام ثانياً، وهي استمدت اسمها، ودورها، من قول لرئيس الجامعة عدنان السيد حسين إن "وضع الجامعة طبيعي".

والحال إن مؤسسي الصفحة، كانوا جزءاً من الحراك الشعبي الذي شهدناه في صيف 2015، وهم طلاب حاليون أو سابقون في "اللبنانية"، والأكثر نشاطاً من بينهم هم فراس الخطيب، رفيف سوني، محمد الطويل، بالإضافة إلى آخرين. وهم يجتمعون حالياً في مكتب "حركة الشعب" من أجل التنسيق فيما بينهم حول كيفية العمل لتأمين استمراريته من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، التي يخلصها، تعريف الصفحة لنفسها، بـ"صفحتنا صفحة تختص بمشاكل وهموم طلاب الجامعة اللبنانية، للإضاءة على الفساد المنتشر والمستشري في أكبر صرح تعليمي لبناني".


المشكلات
ومما نشرته الصفحة عن الوضع غير الطبيعي، صورة تظهر كيف ينتظر الطلاب الدخول إلى قاعات الامتحانات، مع تعليق يشير إلى عدم وجود ملاعب شتوية تليق بالطلاب، وتسمح لهم بالإنتظار فيها قبل الدخول إلى قاعات الإمتحان، بدلاً من الوقوف أمام البوابات والمداخل. وهناك فيديو يظهر مستنقعاً للمياه على مدخل مجمع الحدث، بحيث لا يمكن للطلاب الدخول إلى الجامعة ولا الخروج منها، وقد تطور الوضع المأسوي إلى حد وصول المياه إلى القاعات نفسها. وقد عرضت في الفيديو مقابلات مع طلاب يشرحون معاناتهم، ويؤكدون أن مطالبات عديدة وجهت إلى إدارة الجامعة، التي لم تقدم جواباً. "طالما أنت في الجامعة اللبنانية ما في شي اسمو سهولة"، على حد قول أحد الطلاب.

لكن اعتراضات الطلاب لا تقف عند هذا الحد، فهم أيضاً قدموا تساؤلات حول الرسوم الإضافية التي تدفع لشركات خاصة عند التسجيل، وهي تندرج في "إطار السرقة". إلى جانب مجمع الحدث ومشاكله تبدو كلية إدارة الاعمال في طرابلس بناية مهجورة غير صالحة لأي نشاط، وغير لائقة بصرح تعليمي يضم طلاباً. كما يبدو واضحاً في الصفحة الجهد لتأمين تغطية لمشكلات أكبر عدد من الفروع، وذلك لـ"تأمين مشاركة وتعبير واسعين من قبل الطلاب".
ويقول الطلاب المساهمون في انشاء الصفحة إن "الفساد والوضع السيئ أكاديمياً ولوجستياً، إلى جانب غياب المناهج الموحدة والمختبرات وسوء الأبنية، كانت دوافع نحو الخروج بهذه الفكرة". أما الهدف الأساسي فهو "استعادة الجامعة بأبنيتها ودورها واحتوائها الصحيح لكافة طلابها".


نحو الأرض
ويبدو أن التحرك على "فايسبوك"، ليس إلا خطوة أولية، اذ بعد تجاوب الطلاب وحصول الصفحة على أكثر من أربعة آلاف إعجاب، هناك تحضير من أجل التحرك على الأرض، لدعوة كل طالب حريص على مستقبله ومستقبل أولاده للمشاركة فيه، "لاستعادة جزء يعيد للطالب بعضاً من كرامته وحقه بالتعلم وسط ظروف سليمة".

هكذا، فإن "إقفال الكافيتريا"، "إجراء الامتحانات في الممرات"، "اختلاف المناهج بين الكليات"، "انتشار النفايات والروائح الكريهة حول بعض الكليات"، "غياب الصيانة عن التجهيزات"، "غياب جسر للمشاة يؤمن تنقل الطلاب بآمان"، "تأجيل الامتحانات بشكل مفاجئ"، "الشقوق والتصدعات في الأبنية"، كلها أمور دفعت بعض الطلاب إلى التحرك، بعيداً من الخوف من الأحزاب المسيطرة ومن المسؤولين في الجامعة. لكن هذا ما لا يمكن تجاهل تبعاته، مع ذلك يجرب أعضاء المجموعة التعامل مع ما يواجهونه بـ"أسلوب براغماتي"، غير أن سوء الأوضاع "سوف يدفعنا من دون تردد إلى اللجوء إلى القضاء عند تصعيد الوضع أو التعرض لأي كان"، وفق المجموعة المؤسسة لصفحة "الوضع مش طبيعي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها