الأحد 2016/12/11

آخر تحديث: 11:25 (بيروت)

ما علاقة بايرن ميونخ بالنازية؟

الأحد 2016/12/11
ما علاقة بايرن ميونخ بالنازية؟
لدى تسلّم أدولف هتلر السلطة في العام 1933 كان بايرن بطلاً للدوري للمرة الأولى
increase حجم الخط decrease
عاد شبح الماضي ليطارد بايرن ميونخ، لكنه تحوّل من ضحية للنازية وفق سرديته عن تلك الحقبة، إلى منفّذ سياساتها الإقصائية وفق تقرير لمجلة "در شبيغل" الألمانية يقول إن النادي البافاري "كيّف" نفسه مع النازية، معتبرة أنه "لم يكن لا أفضل ولا أسوأ" من نوادٍ أخرى أثناء الحكم النازي (1933-1945). ما دفع النادي الألماني إلى إعلان عزمه على تكليف "مؤسسة مستقلة أو محققين مستقلين" إجراء تحقيق تاريخي يوضح دوره خلال تلك الحقبة.

استند تقرير المجلة إلى تحقيقات أعدّها الفيلسوف والمؤرخ الرياضي ماركفارت هرتسوغ، الذي راجع بيانات رسمية عن اجتماعات النادي التنظيمية، بين عامَي 1933 و1945، توحي بأنه أقصى أعضاءه اليهود، علماً أنه كان يحظى بهامش يتيح له تجنّب ذلك. وأشار إلى ما سُمِّي "الفقرة الآرية" التي أدخلها بايرن في أنظمته الداخلية في 27 آذار 1935، لافتاً إلى أن الاتحاد الألماني لكرة القدم آنذاك "لم يكن يُرغم النوادي على إدخال هذه الفقرة في أنظمتها الداخلية".

وذكر التقرير أن النوادي التي فعلت ذلك، مثل بايرن أو نورمبرغ في العام 1933، أرادت طوعاً "تكييف نفسها مع النظام السياسي للحزب النازي"، عكس نواد أخرى، مثل أينتراخت فرانكفورت أو كارلسروه، لم تفعل ذلك سوى في العام 1940، حين بات إلزامياً. ورأى هرتسوغ أن "زعم بايرن أنه نأى بنفسه عن النازيين لا يمكن الدفاع عنه"، رافضاً "الرواية التي يطرحها في متحفه" في هذا الصدد. وشدد على أن النادي تصرّف مثل غالبية النوادي الألمانية آنذاك، لافتاً إلى أن "تاريخ بايرن ليس بطولياً كما يُحكى".

لكن المؤرخ الكروي الألماني ديتريش شولتزي– مارملينغ، واضع كتاب "بايرن ويهوده: صعود ثقافة كروية ليبرالية ودمارها"، اتهم هرتسوغ و"در شبيغل" بـ"نشر مزيج من وقائع معروفة منذ فترة طويلة، وجرعة جيدة من الخداع". ولفت إلى أن بايرن بقي بالنسبة إلى النازيين "نادياً يهودياً"، حتى بعد رحيل رئيسه اليهودي كورت لانداور في العام 1933. واستدرك أن "كل ما حدث أثناء تلك الحقبة بات في غياهب النسيان بعد الحرب"، مشيراً إلى "تجنّب" النادي استخدام "كلمة يهودي". ورأى أن "نجاح بايرن ميونيخ في ستينات وسبعينات القرن العشرين غمر الماضي، في حين أن مجتمع ألمانيا الغربية عموماً لم يبدأ مراجعة الهولوكوست جدياً سوى في العام 1979".

وكان بايرن يكتفي في منشوراته، طيلة عقود، بالقول إن لانداور غادر ألمانيا "على أسس سياسية– عرقية". وأقرّ فريتز شيرير، الرئيس السابق للنادي، أن بايرن تجنّب الحديث عن جذوره اليهودية، خشية "ردود فعل سلبية". لكن كتاب شولتزي– مارملينغ أحيا اهتمام بايرن بتلك الحقبة، خصوصاً رئيسه التنفيذي كارل هاينز رومنيغه الذي اعتبر أن لانداور هو واحد من أفضل رؤساء النادي، و"أب بايرن الحديث".

ويروي النادي البافاري على موقعه الإلكتروني "معاناته" خلال الحكم النازي، "بسبب جذوره اليهودية". ويشير إلى أنه "خسر ريادته الكرة الألمانية أثناء 12 سنة من الديكتاتورية الفاشية". وكان بايرن قوة دافعة وراء تطوير الكرة الألمانية واحتراف اللاعبين، لكنه تلقّى ضربة قوية، بسبب انتهاج النازيين سياسة تستعيد مرحلة الهواية في اللعبة، إذ رأت في كرة القدم الاحترافية "مؤامرة يهودية".

ولدى تسلّم أدولف هتلر السلطة في العام 1933، كان بايرن بطلاً للدوري للمرة الأولى، ويدرّبه اليهودي النمساوي ريتشارد دومبي، علماً أن اثنين من المؤسّسين الـ17 للنادي، في العام 1900، كانا يهوديَّين أيضاً، هما جوزف بولاك وبينّو إلكان.

أُرغم لانداور على الاستقالة من منصبه في العام 1933، وزُجّ في معسكر "داشاو" في العام 1938، بعد يوم على حملة "ليلة الكريستال" التي استهدفت اليهود في ألمانيا. لكنه أُطلِق بعد 33 يوماً، بسبب مشاركته السابقة في الحرب العالمية الأولى، ونجح في الفرار إلى سويسرا في العام 1939. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد إلى ميونخ ورأس النادي مجدداً بين عامَي 1947 و1951، وتوفي في العام 1961.

لانداور الذي انضمّ إلى بايرن لاعباً ناشئاً في العام 1901، رأس النادي 4 مرات، أوّلها في العام 1913. تحدّى بايرن النازيين من أجله، ولاسيّما في زيوريخ في العام 1943، حين حيّا لاعبوه رئيسهم السابق، بعد مباراة ودية ضد المنتخب السويسري، متجاهلين تحذير أفراد الشرطة السرية الألمانية (غيستابو).

يذكر أن الزعيم النازي أدولف هتلر لم يكن مشجعاً لكرة القدم، لكن أنصاره استغلّوا اللعبة وسيلة للدعاية لنظامهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها