الخميس 2016/12/01

آخر تحديث: 02:02 (بيروت)

الدوري الإنكليزي: إعتداءات جنسية بالجملة

الخميس 2016/12/01
الدوري الإنكليزي: إعتداءات جنسية بالجملة
الكرة الإنكليزية تواجه أضخم أزمة في تاريخها (Getty)
increase حجم الخط decrease
تضجّ كرة القدم في إنكلترا بفضيحة تتدحرج مثل كرة ثلج، وتكبر يومياً على وقع تفاصيل وملابسات وتساؤلات تكاد لا تنتهي، إذ أعلن نادي تشلسي فتح تحقيق في ارتكاب موظف سابق في النادي، يُرجّح أنه إدي هيث (متوفٍ)، اعتداءات على لاعبين في سبعينات القرن العشرين، هدّد أحدهم بفضح الأمر قبل 3 سنوات، فنال تعويضاً مالياً من النادي، كما أوردت صحيفة ديلي تلغراف.

بدأت الفضيحة بعدما أبلغ آندي وودوارد Andy Woodward، وهو لاعب سابق في شيفيلد يونايتد، إلى صحيفة "ذي غارديان" تعرّضه لاعتداء جنسي من باري بينيل، مدربه السابق في نادي كرو ألكسندرا (الدرجة الرابعة)، حين كان عمره بين 11 و15 سنة. وبرّر خطوته من أجل تحريره من عبء رهيب يثقل كاهله، مرجّحاً تعرّض مئات الصبيان لاعتداءات من بينيل. وكان وودوارد لاعباً محترفاً، لكنه اعتزل في عمر 29 سنة، بسبب عواقب معاناته، وأوشك على الانتحار 10 مرات.

اعتراف وودوارد فتح جروحاً قديمة للاعبين آخرين، قرّروا كسر صمتهم ورواية قصصهم أيضاً، من بينهم ستيف والترز (44 سنة) الذي كشف أن بينيل استغلّه جنسياً في النادي ذاته، وبول ستيوارت (52 سنة)، وهو لاعب سابق في توتنهام ومانشستر سيتي وليفربول، وفي منتخب إنكلترا، الذي أشار إلى أن مدرباً آخر اعتدى عليه جنسياً يومياً طيلة 4 سنوات، بعدما وعده أن يجعله "نجماً".

وذكر ديفيد وايت (49 سنة) الذي لعب نحو 300 مباراة لمانشستر سيتي ومباراة دولية واحدة، أن محنته بدأت بعمر 11 سنة، إذ اعتدى عليه بينيل حين كان لاعباً ناشئاً في نادي وايتهيل، في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وروى جيسون دانفورد وكريس أنسوورث كيف استغلّهما بينيل جنسياً، فيما أبلغ لاعب سابق إلى صحيفة ذي غارديان أنه كان ضحية جورج أورموند، وهو مدرب ناشئين سابق في نادي نيوكاسل يونايتد، سُجن في العام 2002 لاعتدائه على لاعبين شبان.

وأعلنت الشرطة أن 11 فرداً اتصلوا بها، وأبلغوها تعرّضهم لاعتداءات مشابهة. وأشار رئيس اتحاد اللاعبين المحترفين غوردون تايلر، إلى شكوى 20 لاعباً من اعتداءات جنسية، مرجّحاً ارتباط ناديَي ليدز يونايتد وبلاكبول بالفضيحة، إضافة إلى كرو ألكسندرا ومانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد وستوك سيتي. وتحدث عن حالات انهيار عصبي للاعبين، وانتحار بعضهم، مرجّحاً ارتباطها بالاعتداءات.

طرد كرو بينيل في العام 1992، لأسباب لم تتضح، علماً أنه كان واحداً من أفضل مدربي الناشئين في إنكلترا، وعمل أيضاً مع مانشستر سيتي وستوك سيتي وأندية أخرى، لكن السلطات الأميركية اعتبرت أن لديه "نهماً لا يشبع للصبيان".

سجن بينيل سنتين في العام 2015، بعد إدانته بالاعتداء على صبي عمره 12 سنة. وكان بينيل سُجن في العام 1998 تسع سنوات، بعد إقراره بارتكاب 25 اعتداء ضد صبية تراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة. وأوقف بعد ترحيله إلى إنكلترا من الولايات المتحدة حيث سُجن 4 سنوات لاغتصابه صبياً عمره 13 سنة، خلال رحلة كروية.

ووصف بينيل (62 سنة) نفسه خلال محاكمته بأنه "وحش". لكن مدرب كرو داريو غرادي برّر مساندة النادي بينيل، بعد إدانته في العام 1998، بأن "الجميع وجد صعوبة في الاعتقاد بأنه مذنب". وكان رأى أن "لا سبب للقلق" من بقاء صبيان في منزل بينيل ليلاً.

وأشار الرئيس السابق لكرو نورمان راولينسون، إلى أن بينيل كان يشعر بـ"انجذاب مغناطيسي تجاه الصبيان". لكن النادي لم يفتح تحقيقاً "مستقلاً" في الفضيحة، بل أتاح للمدرب مواصلة عمله، رغم شكوك في سلوكه.

وكان الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم قد فتح تحقيقاً في الفضيحة، وأقام خطاً ساخناً لتلقي اتصالات من ضحايا محتملين. لكن صحيفة ميل أون صنداي سخرت من هذا الإجراء، معتبرة أن "الكرة الإنكليزية تواجه أضخم أزمة في تاريخها". وسألت: "لماذا لم يفتح الاتحاد تحقيقاً مع كرو ألكسندرا؟"، لافتة إلى أن "كرة القدم الإنكليزية حَمَت بينيل" و"خانت جيلاً من اللاعبين، إذ تجاهلت وحوشاً كانوا أحراراً" بعد ارتكابهم اعتداءات.

وثمة تكهنات باتساع الفضيحة لتطاول رياضات أخرى، مثل السباحة وكرة المضرب والجودو.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها