الأحد 2015/09/13

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

ميقاتي أيضاً يحاول ركوب الحراك المطلبي

الأحد 2015/09/13
ميقاتي أيضاً يحاول ركوب الحراك المطلبي
يعتبر نفسه ليس جزءاً من السلطة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

كغيره من الطبقة السياسية حاول رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ركوب موجة الحراك المطلبي. إنتهز رجل الأعمال شعارات الحراك لجهة رفضه الإصطفافات السياسية من 8 و14 آذار ليحاول تصوير نفسه أنه ليس جزءاً من الطبقة السياسية، متناسياً أنه كان ولا يزال جزء من هذه السلطة وتحديداً منذ العام 1998 تاريخ توليه أول حقيبة وزارية وصولاً الى الحكومة الأخيرة التي شكلها في العام 2011.

بعيداً عن التكهنات و"الخبريات" التي تتحدث عن تمويل ميقاتي بعض التحركات المناطقية والدفع بها بهدف التصويب على غريمه في العاصمة الشمالية طرابلس، أي تيار "المستقبل"، إقترنت المرحلة الماضية بخطابات لافتة لميقاتي أبرزها أمام وفود شعبية وفاعليات سياسية، ومفادها أن "الشباب اللبناني، بل جميع اللبنانيين، يشعرون بأنهم يفتقدون لأبسط الحقوق السياسية والمعيشية والحياتية، إذ أن الحياة السياسية معطلة، وفرص العمل شبه معدومة، ما يدفعهم للهجرة بأي وسيلة، إضافة الى انعدام الخدمات البديهية من رفع نفايات الى كهرباء وماء واتصالات وطرق وبيئة نظيفة"، داعياً الى  "عدم التعاطي مع مطالب هؤلاء الشباب بإستخفاف، والأهم على السلطة الا تراهن على تراجع همم الشباب، لأن ذلك يؤدي الى انفجارات اجتماعية كبرى تكون أكثر ضررا على كل الكيان الوطني".

أراد الميقاتي بشكل أو بآخر أن يكون مرشداً للحراك سياسياً، لا سيما حين انتقد حكومة الرئيس تمام سلام لدى استخدامها العنف في ساحة رياض الصلح، مناشداً إياه "التدخل لوقف ما يحصل". إلى جانب ميقاتي فريق من بين "شباب العزم والسعادة" يعمل على شد أواصر التحركات، خصوصاً ما يجري حالياً في الشمال للتعكير على الحل الذي توصل إليه تيار "المستقبل" لأزمة النفايات في عكار، وفق ما تشير مصادر "المدن"، وتعتبر أن "العزميين" يدعمون الحراك بالطريقة التي يستطيعونها.

ويشير مصدر مقرب من ميقاتي لـ"المدن" إلى الدعم المطلق لهذا الحراك، لأنه "لا مصلحة لقوى 8 و14 آذار فيه باعتباره يعارض أجنداتها"، ويضيف إن "هذه القوى عملت على تعطيل الحراك كل على طريقتها"، معتبراً أن "خرق الحراك كان سهلاً، لأنه لا يوجد هيئة منظمة وضابطة له". ويسترجع المصدر دعوة النائب معين المرعبي السابقة للنزول إلى بيروت دفاعاً عن السرايا، معتبراً أن "فيها الكثير من الخفّة والاستعجال"، موجّهاً بذلك ما يشبه النقد المضمر إلى "المستقبل" الذي كان أول من سنّ التهجّم على السرايا الحكومية أيام حكومة ميقاتي.

في المقابل، يصوب "المستقبل" سهامه إلى ميقاتي، وتتهم مصادره عبر "المدن" رئيس الحكومة السابق بتمويل الحراك، وتقديم الدعم لوسائل الإعلام، من أجل الإستمرار في التغطية، بهدف تشويه صورة التيار، وإفشال حكومة الرئيس تمام سلام، لكن مصادر أخرى في تيار "المستقبل" تعتبر عبر "المدن" أن "القول إن ميقاتي يقف وراء الموضوع يكبره ويعطيه اكثر من حجمه"، وتشير إلى أنه "لا يتخطى إطار النائب، ومن الممكن ان يكون قد استغل الحاجة المادية لإستنفار الرأي العام عبر المجتمع المدني صاحب المطالب المحقة". وترى أن الأطراف السياسية الداخلية والخارجية لم تستطع تحويل الحراك إلى صالحها، أما في حالة الميقاتي فترى أن مطالب الحراك تتماهى مع غاية في نفسه، لا سيما أن هذه المطالب المحقة ليست وليدة اللحظة فـ"أين كان هو من الاصلاح والوقوف الى جانب الناس عندما كان في سدة الحكم"؟ وتلفت إلى أن "هدف ميقاتي إسقاط الحكومة، أملاً في إمكانية العودة الى السراي الحكومي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها