السبت 2016/01/23

آخر تحديث: 14:14 (بيروت)

إنكسار الطائفة السنية!

السبت 2016/01/23
إنكسار الطائفة السنية!
حالة من الإحباط تسود شارع الطائفة السنية
increase حجم الخط decrease

يبدو اليوم بوضوح أن الطائفة السنية تشعر بالإنكسار. عدة عوامل تدفع الى الحديث عن تراجع الدور السياسي لهذه الطائفة، لكن حدث معراب الأخير الذي تبني خلاله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الرئاسي، فتح هذا النقاش على مصراعيه، خصوصاً أن البعض عدّه تخلياً من قبل جعجع عن الحلفاء السنة.

في الشكل، الريبة لدى الطائفة السنية تنبع أولاً من أن جعجع لطالما شكل حالة قوية في مواجهة مشروع "حزب الله"، والوقوف الى جانب مطالب، الطائفة السنية، حتى في لحظات تخلي تيار "المستقبل" والرئيس سعد الحريري. واليوم يتحدث البعض عن خسارة سند آخر، بعد خسارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

في حدث اطلاق سراح ميشال سماحة، بدا أن الشارع السني يستبق قياداته، لا تزال سطوة "حزب الله" الأمنية والسياسية لدى هذا الشارع تشكل عامل قلق لديه. نزل بعد اطلاق سراح سماحة بساعات، قطع الطرقات، واعتصم، من دون غطاء سياسي من مرجعية "المستقبل"، الذي أتى تحركه على الأرض متأخراً، وضعيفاً، وبعد أكثر من 48 ساعة.

صدمة أطلاق سماحة، التي أكدت لهذا الشارع أن سطوة "حزب الله" لا تزال حاضرة، على الرغم من أن مخطط سماحة كان سيستهدف قيادات هذه الطائفة الدينية، والسياسية، وعطفاً على ما يعتبره البعض تخلياً من قبل جعجع عنهم، عزز الشعور بالإنكسار، خصوصاً أن البعض بات يتحدث عن كماشة شيعية وأخرى مسيحية، الأولى تتحكم بالبلد أمنياً وسياسياً، والثاني تسعى الى تحقيق مكتسبات سياسية في النظام اللبناني على حساب الطائفة السنية، خصوصاً في الحديث عن قانون إنتخابي جديد، او في تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية.

يتحمل تيار "المستقبل" مسؤولية أساسية في هذا الشعور الذي بات عامل احباط في الشارع السني. اضافة الى كل ما سبق تخلى "المستقبل" نسبياً، وفق ما يردد أكثر من مصدر سياسي مطلع، عن المعركة مع "حزب الله" على خلفية ملف التورط في سوريا. حتى عندما جوعت مضايا، تحرك الشارع، وقطع طريق المصنع، فيما موقف "المستقبل" كان مخيباً، خصوصاً أنه تحرك على الأرض بعد أسبوع كامل، وبعد أن دخلت المساعدات الى مضايا!.

يعزز شعور الإحباط هذا، حالة الفراغ السياسية، ليس بسبب غياب الرئيس سعد الحريري، فحسب، بل بسبب أيضاً ضعف الأداء على صعيد المناطق، والكوادر، والقيادات السياسية، عطفاً على الأزمة المالية الخانقة، التي أصابت القواعد الحزبية الملتزمة في "التيار"، وعززت شعوراً جديداً يتحدث عن تخلي "الأم الحنون"، المملكة العربية السعودية، عنه، أو بالحد الأدنى إدارة ظهرها لهم.

وفي هذا السياق، يسترسل عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي في الحديث لـ"المدن" عن ما يسميه "النظرة التشاؤمية"، انطلاقاً من قرار اخلاء سبيل  ميشال سماحة، مروراً بعدم الإلتزام بقرار الحكومة الغاء وثائق الاتصال ولوائح الاخضاع الصادرة عن الأجهزة الأمنية، التي درجت في عهد الوصاية السورية، بالوضع الاجتماعي الصعب، وصولاً إلى الإصطفاف المسيحي الجديد – يضاف الى الشيعي - الذي أتى لتحقيق مصالح مشتركة، كلها عوامل "تدفع الشاب السني للشعور بالقهر والرغبة بالثورة على الظلم اللاحق". وإن كان المرعبي يعترف بأن الشارع السني بحاجة لعودة الحريري، إلا أنه يعتبر أن "المخاطر التي تهدده"، تدفع الى مطالبته بالبقاء خارجاً، لأن "عودته ما دام هناك سلاح خارج الشرعية اللبنانية"، لن تفيد، نافياً أن تكون المملكة العربية السعودية تخلت عن لبنان، معتبراً أنها كانت دائماً إلى جانب الحكومات اللبنانية، وكل الشعب اللبناني، وليس الى جانب فريق ضد آخر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها