الإثنين 2015/10/19

آخر تحديث: 16:22 (بيروت)

جنبلاط وحمادة.. تجاوز خلافات العام 2011 صعب

الإثنين 2015/10/19
جنبلاط وحمادة.. تجاوز خلافات العام 2011 صعب
اتصالات ووساطات وتأكيدات بأن حمادة لم يقصد جنبلاط (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

فجأة ومن دون مقدمات، احتدمت المواقف السياسية، بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، والنائب مروان حمادة، الذي قال خلال احياء الذكرى الثالثة لإغتيال الشهيد وسام الحسن، ما عدته المختارة سهماً طالها، مفسرة دعوة حمادة للرئيس سعد الحريري بالعودة الى لبنان، وقوله "ان عدت يعود من تخلف عنا"، اشارة مبطنة تستوجب الرد عالي النبرة.

لا شك أن العلاقة بين الرجلين تمتد لعقود مضت، لكن منذ ان اختار جنبلاط تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة في العام 2011، بعد الإطاحة بحكومة الحريري، نتيجة ما عرف يومها بالقمصان السود، تضعضعت العلاقة بينهما، وأدت الى انقسام "اللقاء الديمقراطي"، فإختار جنبلاط العودة مع من بقي معه الى تسمية "جبهة النضال" التي أطلقها قبله والده كمال، قبل أن تعود العلاقة الى طبيعتها نسبياً بعد سقوط حكومة ميقاتي وتأليف حكومة الرئيس تمام سلام.

في شكل دعوة حمادة، تؤكد مصادر مطلعة عبر "المدن" انه لم يقصد لا مباشرة ولا غمزاً جنبلاط، بل أتت في سياق الحديث عن التراجع السياسي والشعبي، الذي يتعرض له تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار"، نتيجة غياب الحريري عن لبنان، لكن جنبلاط سريعاً إختار الرد عن "تويتر"، من دون ان يسميه قائلاً: "ليس هناك عيب في السياسة بمبدأ التسوية"، مضيفاً "بعض الناس في بعض المنابر وبمناسبة الشهيد وسام الحسن اتهموني بالتخاذل والتخلي في نصف الطريق"، وتابع: ما في جمرك على الحكي وعلى المزايدة، الله يهديهم".

دعوة جنبلاط حمادة الى "الهداية" لم تلجمه عن تسليم دفة الهجوم التصعيدي الى وزير الصحة وائل ابو فاعور، الذي أكد "اننا لم نترك أحداً أو نتخلّف عن أحد في منتصف الطريق لأننا لم نتبع أحداً في يوم من الأيام إلا قناعاتنا". وانتقد "المزايدات التي لا تستهوينا ممن تخلّف هو عن فهم المخاطر على الوطن من الإنقسامات القاتلة والمواقف التي لا تراعي هذه المخاطر"، مترحما على الحسن الذي "كان رمزاً وشهيداً استقلالياً، لكنه كان داعية تسوية بين اللبنانيين، وهنا الجريمة المضاعفة لمن قتلوه".

وبعد رد أبو فاعور يبدو أن الأمور عادت الى مجاريها، بعد سلسلة إتصالات ووساطات، اذ يكتفي مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريس لـ"المدن"، عند السؤال عن ما يدور في كواليس "اللقاء الديمقراطي"، بالقول: "إن ما صدر عن رئيس اللقاء والوزير ابو فاعور من ردود كافية".

وفي ظل هذه الاجواء توجهت "المدن" إلى الوزير حمادة للتعليق على الموضوع، لكنه اكتفى بالقول ايضاً إنه "سيصدر بيان لاحق لتبيان الأمور"، وفعلاً صدر البيان بلغة حميمية، فتوجه فيه حمادة الى "صديقي الكبير وحلفائي الأعزاء الذين ربما نقل إليهم تفسير خاطىء لعبارة وردت في خطاب التأبين للواء الشهيد وسام الحسن"، بالقول إن هذه الجملة "لم تستهدفهم أبداً كما لم تتضمن كلمات التخاذل والتراجع، وأقتصرت على وصف العزلة السياسية لبنانياً وعربياً ودولياً التي تستوجب عودة الرئيس الحريري إلى لبنان". مضيفاً، في غمز الى رد أبو فاعور، إن "المعركة في لبنان ليست بالتأكيد معي وأنا لست في موقع التأثير لا حواراً ولا حكومة ولا مجلساً على إنجاح أو إبطال التسويات"، متمنياً أن "نبقى في اللقاء الديمقراطي كما اراده وليد جنبلاط واحة لحرية الرأي والتعبير".

إنتهت المناوشات الكلامية السريعة بين الحلفاء والأصدقاء، باعتذار مبطن أو تراجع، وتأكيد على الإستمرار ضمن "اللقاء الديمقراطي"، لكن الأكيد أن العلاقة لم تعد بالزخم التاريخي ذاته بعد العام 2011، وتجسد واقع قوى "14 آذار"، من فيها ومن انسحب منها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها