الخميس 2015/12/17

آخر تحديث: 15:10 (بيروت)

الحريري: الأزمة المالية إنفرجت نسبياً!

الخميس 2015/12/17
الحريري: الأزمة المالية إنفرجت نسبياً!
الرواتب ستدفع تباعاً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

شهد مصرف "البحر المتوسط" صباح الخميس إزدحاماً استثنائياً سببه حسابات عدد كبير من موظفي مؤسسات تيار "المستقبل" التي ضخ فيها "التيار" لأول مرة منذ أشهر طويلة رواتبهم، بعد أزمة مالية خانقة إمتدت منذ بداية العام 2015، وكادت أن تهدد التيار بالإنهيار، خصوصاً أن الأصوات المعترضة كانت قد بدأت ترتفع.

ما لم يحل على الموظفين في عيد الفطر وبعده عيد الأضحى حل في عيد الميلاد ليتحول الى عيد بنكهة أخرى، خصوصاً أن كثراً من الموظفين بدأوا يعانون معيشياً من تأخر رواتبهم وتراكمها، وسط وعود كثيرة لم تتحقق بإستثناء المفاجأة السارة الأخيرة، المرفقة بوعود أخرى بأن المبالغ المتراكمة سوف يتم تسديدها تباعاً في الفترة المقبلة.

وتكشف مصادر مطلعة في "التيار" عبر "المدن" أن "التحويلات بدأت تأتي تباعاً منذ الاسبوع الفائت"، وأن "المستحقات المالية سوف تدفع تباعاً، ولكنها تخضع لترتيبات إدارية وسوف تدفع تدريجاً حسب الأولويات"، مشيرة إلى أن "أزمة الرئيس سعد الحريري في طريقها إلى الإنفراج".

وتلفت مصادر "التيار" إلى أن "أصحاب الرواتب المنخفضة هم من سيستفيدوا أولاً وتدريجياً، ثم أصحاب الرواتب المرتفعة"، كما أن الرواتب ستدفع وفق تأخرها، بمعنى أنه في حال كان للموظف 6 رواتب سيدفع منها 4، فيما من لديه 4 رواتب سيدفع منها 2، إلى أن يتم ايفاء كل المستحقات، من دون أن تحدد المصادر سقفاً زمنياً.

وعلمت "المدن" أن موظفي جريدة "المستقبل" تقاضوا رواتب شهرين، ومنسقيات تيار "المستقبل" تقاضوا راتباً اضافة الى بدل رواتب النقل عن اشهر سابقة، فيما استلم بعض آخر رواتب عن ثلاثة أشهر. أما موظفو تلفزيون "المستقبل" فقد تقاضوا راتب شهر واحد، بعدما تقاضوا قبل فترة وجيزة راتباً آخر.

ومن الواضح أن مصدر الأموال بطبيعة الحال المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي لا تخفيه مصادر "التيار"، لكنها في المقابل تشير إلى استياء من محاولة البعض الإيحاء بأنها "مكرمة" أو "هبة" أو "هدية"، مشيرة إلى أن "الرئيس الحريري هو رجل أعمال، ومعلوم أن لديه أعمالاً في المملكة، وكانت له مستحقات متأخرة"، مؤكدة أن الأموال التي رصدت هي "جزء من مستحقات الحريري المتأخرة وتم دفعها الآن".

كما ترفض المصادر ربط دفع المستحقات بقرب عودة الحريري، على الرغم من أن هذه العودة تبحث وقد تكون قريبة جداً. وفي سياق نفي الربط تشير المصادر إلى أنه في حال كان الهدف تأمين عودة الحريري إلى لبنان لكان المبلغ أكبر بكثير، لتأمين أموال يستطيع عبرها إرضاء الشارع السني، خصوصاً من ابتعد مؤخراً عن "التيار" نتيجة هذه الأزمة.

وتكرر المصادر أن العودة قد تكون قريبة، لكن في المقابل لا يوجد رابط منطقي بين تواجده خارج البلاد وتأخر المستحقات، ذلك لأنه عندما كانت الرواتب تدفع كان الحريري خارج البلاد أيضاً، فيما المشكلة المالية تزامنت مع الوضع السياسي المتأزم في البلد، لذا اضطر الرئيس الحريري أن يكون خارج البلاد.

وتلفت المصادر إلى أن عودة الحريري قد تكون قريبة كجزء من تحريك الوضع السياسي المأزوم ايجاباً، لكن في المقابل لا يعني ذلك أن الانفراجة الجزئية على الصعيد المالي مرتبطة بتسوية ترشيح النائب سليمان فرنجية، إذ أن هذه التسوية لا تزال غير واضحة المعالم، طالما أن الحريري لم يرشح فرنجية علناً إلى اليوم، وكل ما حكي يبقى في إطار النوايا لا أكثر ولا أقل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها