الإثنين 2015/08/24

آخر تحديث: 17:47 (بيروت)

الشارع يدق مسماراً جديداً في "المستقبل"

الإثنين 2015/08/24
الشارع يدق مسماراً جديداً في "المستقبل"
تيار "المستقبل" يتلطى ويهرب من مواجهة ملف الفساد والأزمة المعيشية (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

باغت تحرك الشارع تحت عناوين مطلبية تيار "المستقبل". منذ اللحظة الأولى بدا أن "التيار" الليبرالي اسير أزمتين، الأولى بسبب مشاركته في السلطة منذ العام 1992، بوصفه عراباً لكل الطروحات الإقتصادية منذ تلك الفترة، والثانية بسبب مشاركته في الحكومة وتحمل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مسؤولية القمع واستعمال فائض القوة في اليوم الأول.

إلى اليوم، أصدر "المستقبل" بياناً بإسمه وآخر بإسم الرئيس سعد الحريري، لم يخرجا عن إطار العموميات، ولم ينجحا في وضع الأصبع على الجرح المعيشي والإقتصادي الذي لا يستثنى منه حتى الشريحة المقربة والتي تعمل في مؤسسات "التيار".

حرج "المستقبل" هذا عكسه غياب قيادات "التيار" عن المنابر والتصريحات، اكتفوا بما قاله بيان "التيار" وبيان الحريري، وبدا ان الشرخ بين "المستقبل" والشارع أكبر من أن يردم ببيانات فضفاضة، خصوصاً أنه يتحمل مسؤولية مباشرة وكبيرة عن حالة الفساد المستشرية في البلد، وتحديداً في ملف النفايات الذي حرك الشارع.

في هذا الإطار، يقول منسق طرابلس في "التيار" مصطفى علوش إن "التيار يلتزم ببيان رئيسه، وهو واضح في تأييد المطالب الاساسية للمواطنيين، ومع كل المطالب المدنية المحقة للحملة"، كما يقول عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "البيان الذي صدر عن الرئيس الحريري يعبر عن وجهة نظر التيار المؤيدة للمطالب المحقة للحملة في ملف النفايات الى ملف الكهرباء".

تهرب "المستقبل" من المسؤولية المعيشية، يقابله تقاطع واضح مع الأحزاب والتيارات الأخرى لجهة رفض اسقاط الحكومة و"اعمال الشغب". ويشير علوش إلى أن "التيار" له رأي مخالف لجهة إسقاط الحكومة لأنها "هي ما تبقى من الشرعية الدستورية، في لبنان وبذهابها يدخل البلد في الفراغ"، ويلاقيه حوري لجهة انتقاد "الشعارات التي رفعت من اسقاط الحكومة الى انتخابات نيابية جديدة"، ويعتبر أنها "مطالب تتلاقى مع مطالب حزب الله والتيار الوطني الحر وتهدف لإدخال البلاد في الفراغ".

بعيداً عن الشعارات بدا أن "المستقبل" يتقاطع مع غيره من التيارات في اجهاض هذا التحرك. ولفت كثر التحركات التي نفذت في قبّ الياس وسعدنايل وتعلبايا ومكسة وشتورا والمنية وخلدة دعماً للحكومة، مترافقة مع شائعات "اقتحام السراي"، وهو ما يرى فيه البعض خطة منظمة تتلاقى مع تحريك عناصر في بيروت محسوبة على حركة "أمل" و"حزب الله" لإفشال الإعتصام، خصوصاً أن "المستقبل" نفذ أكثر من تحرك عنفي ضد السراي بعد تكليف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وبعد اغتيال اللواء وسام الحسن.

لكن علوش يرفض إتهام "المستقبل" بأنه يقف خلف تحريك الشارع بالأمس، ويقول إن "المظاهرات المتنقلة المؤيدة للرئيس سلام والتي توزعت في بعض المناطق ومنها إقفال طريق خلدة هي مبادرات فردية والتيار أوعز الى المنسقيات بالتدخل وايقافها"، وهو ما يؤكده قيادي في "المستقبل" في حديث لـ"المدن"، معتبراً أن "المظاهرات المتنقلة في ببعض المناطق السنية، هي مبادرات خاصة لمناصري التيار الذي لم يتدخل لا للمنع او للتأييد وهي ردود فعل طبيعية وتلقائية بعد محاولة اقتحام السراي".

يتقاطع أكثر من قيادي في "المستقبل"، على توجيه النقد للتحرك تحت شعار مطلبي، وأحدهم يشير عبر "المدن" إلى أن "كل حملات المجتمع المدني منذ السبعينات، كان فيها عدد من المندسين، لهم اهداف خاصة، كانوا يخرجوا في المظاهرات لتتحول عن هدفها الاساسي، وهذا ما حدث مع التحرك الأخير"، مذكراً بأن حركة أمل شاركت في 7 آيار، وكانت طرفاً رئيسياً في هذه الأحداث.

كانت هناك شيطنة لتحرك الأمس، وربطه بقوى "8 آذار" خصوصاً لجهة الشعارات السياسية التي رفعت، لكن، ثمة في المقابل تجاهل واضح لكل الشعارات المعيشية والإقتصادية التي رفعت، خصوصاً أن الشرائح الأكثر التصاقاً في "التيار" تعاني نتيجة الأزمة المالية التي يتخبط فيها "التيار"، بسبب الفساد الداخلي الذي يعاني منه.

لكن الأبرز يبقى في اعتراف أكثر من مصدر في تيار "المستقبل" بأن شباناً من التيار وآخرين كانوا حتى الأمس القريب يدورون في فلكه شاركوا في المظاهرة، منددين بالفساد المستشري في البلد، لكن حالة الإنكار لا تزال هي اللغة السائدة ضمن صفوف تيار رفيق الحريري.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها