الجمعة 2017/06/30

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

النقيب محفوض يواجه "فيتو" الأحزاب

الجمعة 2017/06/30
النقيب محفوض يواجه "فيتو" الأحزاب
يعتمد محفوض في معركته المقبلة على النقابيين المستقلين (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease
سلسلة اجتماعات عقدتها القوى الحزبية، وهمها المشترك كيفية إخراج نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض من معادلة الانتخابات، بعد خمس سنوات من النضال المستمر والمتواصل، من أجل تأمين سلسلة رتب ورواتب عادلة للمعلمين.

يتعرض النقابي المستقل، حامل هموم المعلمين وصوتهم على المنابر، نعمة محفوض، لضغوط غير مسبوقة، لثنيه عن الترشح في انتخابات النقابة، في الدورة الانتخابية المقررة يوم الأحد، في 2 تموز. ومن أجل ذلك، بدأ عدد من الأحزاب ومعها عدد من مديري المدارس الخاصة، بالضغط على النقابيين الذين يؤيدون محفوض، بغية محاصرته وتركه وحيداً في الساحة.

تتركز الحملة على محفوض من قبل ثلاثة أحزاب رئيسية هي: التيار الوطني الحر، تيار المستقبل والقوات اللبنانية، في حين تعمل حركة أمل على التقريب في وجهات النظر، والخروج بلائحة توافقية، من دون أن تتكلل جهودها بالنجاح حتى ليل الخميس، في 29 حزيران.

آخر الاجتماعات التي عقدتها الأحزاب الثلاثة وشارك فيها حزب الله، توافقت على تسمية رودولف عبود رئيساً للائحة المنافسة، من دون أن تعلن عن المشاركين فيها، سوى حصة كل طرف (ثلاثة للتيار العوني وثلاثة للقوات). أما المستقبل فله الحصة الأكبر، لكنه ينتظر موقف حركة أمل.

يعرب محفوض عن إستغرابه لما حصل ويحصل، واصفاً اياه بـ"الإلغاء" و"العقاب". ويقول محفوض لـ"المدن"، وهو يشعر بحسرة على رفاق النضال من النقابيين الذين خضعوا للضغوط، إن القضية بدأت عند الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار الذي جال على عدد من رؤساء الأحزاب، ومن بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وطلب منه إحضار من يريدون إلى النقابة ما عدا نعمة محفوض!

لا يقتصر "الفيتو" على محفوض، بل على النقابي أنطوان المدور أيضاً. فكلاهما، في نظر عازار، والكلام للنقيب، كانا يدوران على المدارس لإقفالها، وخطابهما عالي النبرة، ولا يطالبان سوى بسلسلة رتب ورواتب، و"إذا دفعنا السلسلة يعني ذلك إقفال المدارس الخاصة".

وينقل محفوض عن مصادره، أن باسيل كثف اتصالاته بالرئيس سعد الحريري، فكانت النتيجة إنسحاب الأمين العام (مسؤول قطاع التربية والتعليم في تيار المستقبل) وليد جرادي، وبدء مفاوضات مع القوى الأخرى لتشكيل لائحة.

وبالفعل توافقت مصالح أصحاب بعض المؤسسات التربوية، مع مصالح بعض القوى الحزبية، في أن ازاحة محفوض تعني إزاحة "مشاغب" من البلد.

يعتبر محفوض أن كل واحد مشارك في لائحة ضده مشارك في عقابه. ويستغرب كيف يعاقب من كان ملتزماً بقرارات المجلس التنفيذي للنقابة، والجمعيات العامة؟ ويقول: "عندما كنت أتكلم، كان موقفي ينبع من قرارات المجلس والجمعيات، وليس من آل محفوض". ويستغرب "إنقلاب" عدد من أعضاء المجلس ضده، والمشاركة في "حفلة العقاب". ويسأل: "كيف لا ينتفضون لكرامتهم وكرامة من مثلوا طوال سنوات؟".

يثني محفوض على موقف مسؤول المكتب التربوي في حركة أمل الدكتور حسن اللقيس، الذي سعى للوصول إلى لائحة تضم الجميع، مشيراً إلى أن أمل خرجت من الاجتماع المسائي الذي عقد ليل الأربعاء، في 29 حزيران، بحضور ممثلين عن الأحزاب الثلاثة وحزب الله، بغية ترك الباب مفتوحاً أمام الاتصالات للتوافق.

يعتمد محفوض في معركته المقبلة على النقابيين المستقلين، وعلى معلمي الشمال، مؤكداً أنه لا يتحدى الأحزاب، ولا يريد ذلك. فـ"الثقة كبيرة بعدد كبير من المعلمين، ومن بينهم معلمو التيار الذين وقفوا إلى جانبي، ومنهم رئيس فرع جبل لبنان جورج ضاهر، الذي عوقب بطرده من التيار". كذلك، يعتمد على أساتذة الشمال ومن بينهم مسؤول تيار المستقبل عزالدين علي الذي رفض الترشح ضده، وغيرهما.

ولا يغيب عن بال محفوض الإشارة إلى أنه سبق وزار الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، الذي أكد دعمه له. وهو يعتقد أن الدعم مازال قائماً رغم القرار السياسي في معاقبته. ويشكر كل من أيده من السياسيين.

لا يتباهي محفوض بمؤيديه، وكذلك لا يبخس من حق منافسيه. لكنه يراهن على الصوت الحر، وبقاء صوت المعلم عالياً، على غرار ما حصل في الدورة السابقة، عندما فازت لائحته. وهو يوجه التحية إلى معلمي لبنان "الذين كانوا أوفياء، رغم الانتماءات السياسية المتعددة". ويذكر أن "عدداً كبيراً من المنتسبين إلى التيار الوطني الحر" انتخبوا لائحته "لأنهم صوتوا من منطلق نقابي وليس سياسياً".

فهل سيكرر النقيب التحية، ويبقى الأوفياء على وفائهم، أم أن الضغوط السياسية سترجح الكفة، في الدورة الانتخابية التي ستعقد في التاسع من تموز، كون دورة الثاني من تموز لن يكتمل فيها النصاب، بحسب ما أكد أكثر من مصدر نقابي؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها