الخميس 2017/08/03

آخر تحديث: 07:27 (بيروت)

زيادة الأقساط 25%: المبرر حقوق الأساتذة والتطوير

الخميس 2017/08/03
زيادة الأقساط 25%: المبرر حقوق الأساتذة والتطوير
بعض المدارس زادت أقساطها على مراحل منذ تحرك هيئة التنسيق (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
باتت هواجس الأهالي من عبء الأقساط المدرسية حقيقة، في ظل غياب الضوابط القانونية لمنع المدارس الخاصة من أي زيادة على الأقساط في العام الدراسي الحالي 2017/2018، خصوصاً أن موازنة العام يتم تحديدها بعد الخامس من تموز من كل عام، على أساس نسبة تسجيل التلامذة القدامى والجدد.

إلا أن إقرار سلسلة الرتب والرواتب للمعلمين في القطاعين الرسمي والخاص أربك كثيراً من المدارس، ولم تكد فرحة المعلمين بإقرار السلسلة تكتمل، حتى كان الهجوم من جانب الأهالي على المعلمين الذين ناضلوا طوال خمس سنوات، بدل أن يوجه إلى بعض المدارس التي زادت أقساطها على مراحل منذ تحرك هيئة التنسيق النقابية للمطالبة بالسلسلة.

يصف مصدر في وزارة التربية واقع المدارس الخاصة بثلاث: واحدة أخذت زيادة على الأقساط ودفعت لمعلميها غلاء المعيشة، وثانية أخذت ولم تدفع، وثالثة لم تأخذ ولم تدفع.

يعترف المصدر بوجود أزمة حقيقية في المدارس الخاصة، لكنه يرفض تبرير أي زيادة على الأقساط في العام الدراسي المقبل. فـ"من يريد التعليم الخاص عليه دفع الكلفة، وإلا فالمدارس الرسمية موجودة". ويلفت إلى أن صرخة مشابهة من الأهالي والمدارس خرجت في العام 2012 عندما أقرّت زيادة غلاء المعيشة، وثار جدل كبير حول كلفتها، وبينت الدراسات أنها لا تتجاوز الخمسين ألف ليرة على كل تلميذ، بينما الزيادة راوحت بين 500 ألف ومليون ليرة.

أما لماذا الصرخة اليوم وبصوت عالٍ من كبرى المؤسسات التربوية، فيردها المصدر إلى الكلفة العالية على المدرسة. ويقدم مثالاً على أن مدرسة أمجاد فيها نحو 50 أستاذ تعليم ثانوي، ويستحق لكل أستاذ زيادة على الراتب ما يعادل مليون و800 ألف ليرة شهرياً، يضاف إليها 15% من قيمة الراتب لصندوق التعويضات (6%) والضمان الاجتماعي (9%)، أي نحو مليوني ليرة عن كل أستاذ شهرياً، وبحساب بسيط مليار و200 مليون ليرة سنوياً لأساتذة التعليم الثانوي، بينما الزيادة تطال أيضاً معلمي المرحلة الأساسية ولكن بنسبة أقل.


دراسة للمؤسسات التربوية
تتوالى اجتماعات اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بغية إعداد دراسة مفصلة بشأن كلفة السلسلة، من أجل توحيد نسبة زيادة الأقساط في المدارس الخاصة، بحيث لا تكون عشوائية، كما أوضحت مصادر الاتحاد لـ"المدن"، مشيرة إلى أن ما أعلن عن زيادة بين 30 و40% على القسط مبالغة، متوقعة أن تصبح الدراسة جاهزة خلال شهر آب، بغية رفعها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ولجنة المال والموازنة النيابية.

الاجتماع الذي عقد بعد ظهر الاثنين، في 31 تموز، لاتحاد المؤسسات، درس واقع المدارس والكلفة التقريبية وكيفية التوفيق بين رفع الأقساط واعطاء المعلمين الزيادة المقررة، من دون أن يتم الانتهاء من النقاشات، على أن تتابع الجلسات بشكل مكثف للتعجيل في انهاء الدراسة.

ويؤكد الأمين العام لرابطة المدارس الإنجيليّة في لبنان الدكتور نبيل قسطه، لـ"المدن"، أن أي اجتماع يأخذ في الاعتبار وضع المدارس، وكلفة الزيادة، ووضع الأهالي المادي، بحيث لا تصدر الدراسة كيفما كان، "نريد الحفاظ على طلابنا وأساتذتنا الذين اخترناهم بإرادتنا". وهو يتوقع أن لا تتجاوز أي زيادة 25% من القسط، وألا تقل عن 20%، مبرراً ذلك بالقول: "نريد أن يصل للأساتذة حقهم، وفي الوقت نفسه أن نكون قادرين على الدفع. أما إذا كانت الزيادة بين 900 وألف دولار، فلن يكون بمقدور مدارسنا تحمل هذه الكلفة".

يشدد قسطه على ضرورة التمييز بين مدرسة وأخرى. فهناك المدارس التي دخلت في عالم الرقمنة "وقد تم تجهيز إحدى مدارسنا قبل 15 يوماً بأجهزة تعليمية رقمية بكلفة بلغت مئة ألف دولار، وبدأنا تدريب الأساتذة عليها، فكيف يمكن تلبية إدخال التلاميذ في هذا العلم المتطور، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، والأعباء تتراكم على المدارس، والقسط لم يتحرك منذ ثلاث سنوات (بين خمسة ملايين وستة ملايين ليرة)، وهل المطلوب إقفال المرحلة الثانوية؟".

لجان الأهل
ينص القانون 515 الخاص بتنظيم الموازنة المدرسية، على دور تضطلع به لجان الأهل، وهو دور تمثيلي محوري في مراقبة الموازنة السنوية للمدرسة ومناقشتها والتدقيق فيها. ويعرب مصدر تربوي مسؤول عن أسفه لغياب دور لجان الأهل، التي لا تتذكر دورها إلا عند زيادة الأقساط، مشيراً إلى أن القانون 515 يقول إن من لا يشترك في الجمعيات العامة للجان الأهل، لا يحق له الاعتراض على ما يصدر عن هذه الجمعيات.

ويروي أحد أعضاء لجان الأهل في مدرسة عينطورا أنه عند انتخاب لجنة الأهل حضر 161 ولي أمر، من أصل أكثر من ألف ولي أمر (أربعة آلاف تلميذ في المدرسة). وسأل: "كيف يمكن مواجهة الإدارة في حال قررت أي زيادة، وهناك أكثر من 85% من الأهالي موافقين ضمناً على قرارات المدرسة بغيابهم؟ وهل نسبة 15% من الأهالي تستطيع التكلم باسم الجميع؟". من هنا، تقع على لجان الأهل مسؤولية ضبط إيقاع موازنة المدرسة بحسب القانون، ومناقشة الإدارة بأي زيادة، بعد الإطلاع على الكلفة والأقساط وعدد التلامذة.

عينة من الأقساط
تنشر "المدن" جدولاً لعينة من بعض المدارس وتطور أقساطها، بين العامين 2014 و2017. ويلاحظ أن الأقساط ترتفع أو تنخفض تبعاً لعدد التلامذة:

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها