السبت 2017/05/20

آخر تحديث: 00:31 (بيروت)

أسئلة المركز التربوي تخيف طلاب الشهادات: اطمئنوا

السبت 2017/05/20
أسئلة المركز التربوي تخيف طلاب الشهادات: اطمئنوا
ستبدأ الامتحانات الرسمية في 6 حزيران 2017 (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease

أثار إدخال نمط جديد من الأسئلة على مسابقات الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة للعام الحالي، تضارباً في الآراء بشأن التوصيف الجديد للامتحانات الرسمية، قبل تعديل المناهج التربوية رسمياً، من دون الأخذ برأي الهيئة التعليمية.

وقبل أقل من شهر من بدء الامتحانات الرسمية المقررة في 6 حزيران 2017، ارتفعت أصوات المعلمين ومعهم التلاميذ احتجاجاً على نوعية الأسئلة ومدى صعوبتها، مقارنة بالمناهج القائمة حالياً، علماً أن المحاور والفصول التي ألغيت، في العام 2016، في عهد الوزير السابق الياس بوصعب، لاتزال ملغاة. لكن التوصيف الذي طلبه مازال ساري المفعول.

انطلقت الصرخة من رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي، رفضاً للأسئلة المطروحة من قبل المركز التربوي للبحوث والإنماء، بعدما تم تغييب الرابطة عن المشاركة في وضع التوصيف. ما دفع رئيس الرابطة محمود أيوب إلى رفع الصوت، مؤكداً أن المعلم يعرف ماذا يُدرّس التلاميذ، و"نعتبر مشاركين أساسيّين في العملية التربوية وفي طرح الاسئلة. لكنّ المركز التربوي لم يأخذ برأينا في النمط الجديد الذي سيُطرح في المسابقات، بل غَيّبنا عن ورش العمل".

سارع أيوب في طلب موعد للرابطة مع وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وعقد معه اجتماعاً حضره المدير العام للتربية فادي يرق ورئيسة دائرة الإمتحانات هيلدا الخوري، تخلله شرح من أيوب للنماذج المنشورة على صفحة المركز التربوي، التي تبين أن نسبة مرتفعة من التراجع في النجاح ستصيب المرشحين في المرحلة الأساسية.

وأوضحت مصادر المجتمعين لـ"المدن" أن أيوب أكد للوزير أن نسبة النجاح ستنخفض في شهادة المتوسطة من 70% إلى نحو 20%. ما أثار استغراب حمادة، معتبراً أن الأمر موجه ضده. عندها تدخل يرق موضحاً أن التوصيف الذي وقعه الوزير حمادة (القرار 142/م/2017) هو الذي سيتم تبنيه، ولا يوجد فيه خروج عن التوصيف القديم، وإن النماذج المطروحة من قبل المركز التربوي لن تؤخذ بكاملها.

تضيف المصادر أن حمادة شدد في الاجتماع على رفضه أن تكون التوصيفات مؤامرة على التلاميذ والأساتذة والوزارة. وقال: "لن ندع تلامذتنا يظلمون ولن نقفل الباب على التجدد، وستكون الأسئلة ضمن الإطار المقبول من الجميع". وطلب من يرق بصفته رئيس اللجان الفاحصة، ومن خوري، أن تكون الأسئلة مفهومة وتأخذ في الاعتبار المدارس التي لم يصلها التوصيف الجديد. وشدد على أهمية مشاركة معلمي الأساسي في رئاسة المراكز واللجان الفاحصة والمراقبة والفرز.

في المقابل، أكدت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان، في ردها على رابطة الأساسي، أنّ المركز هو من يعنى بإقرار "نمط أسئلة الامتحانات الرسمية وتنسيق وضعها وحضور أعمال اللجان الفاحصة، وذلك ضمن آلية قانونية محدّدة". وقالت: "نتيجة الاجراءات التي اتخذها المركز التربوي وأقرّها وزير التربية والتعليم العالي (السابق الياس بوصعب)، صدر القرار 631/م/2016 المتعلّق بتوصيف مواد الامتحانات الرسمية للشهادات المتوسطة والثانوية العامة (وفق مناهج 1997)، أي إدخال نمط جديد من الأسئلة".

يذكر أن حمادة أعاد في 3 شباط 2017 تكليف المركز التربوي بتدقيق ملاحق القرار السابق، بما يحفظ روحيّة المنهج ويؤمن الاتّساق بين التوصيف القديم والجديد، وصدر القرار 142/م/2017 المتعلّق بتصحيح الملحقين بالقرار الرقم 631/م/2016، بهدف تمكين لجان الامتحانات الرسمية من الربط بين التوصيفين القديم والجديد.

ويشير مسؤول الدراسات في رابطة التعليم الأساسي عدنان برجي إلى أنه تم اكتشاف مغالطات في بعض نماذج الأسئلة المطروحة والمعروضة على الانترنت، منها مسابقة الرياضيات والعلوم واللغة العربية والأجنبية، من قبل أساتذة المواد. وتم إبلاغ الرابطة بها. "المشكلة الكبيرة هي في مادة الرياضيات وصعوبتها، وطريقة طرح السؤال، والتي تتضمن مجموعة عمليات حسابية في عملية واحدة، إضافة إلى إدخال أرقام خيالية صعبة على التلاميذ، فضلاً عن طريقة طرح الأسئلة لجهة المقارنة بين رقمين، وطلب برهان القيمة أيضاً".

يضيف: "هناك أخطاء في الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى الفرنسية، وهي أشبه بترجمة غوغل. وهناك أسئلة موجودة بالإنكليزية وهي غير موجودة بالفرنسية".

وشدد برجي على أن أي توصيف جديد يحتاج إلى تعديل المناهج وإقرارها رسمياً في مجلس الوزراء، ويتبع ذلك تأليف الكتب على أساس المناهج، وتدريب المعلمين على المناهج الجديدة، كما حصل عند إقرار المناهج في العام 1997. وبعدها يتم توصيف امتحانات التقييم، وفي ضوء ذلك نذهب إلى الامتحانات الرسمية.

وأكد أنه على من يضع الأسئلة أن يكون مدرساً، يعلم في الصفوف، ومصححاً، مثلما يشترط على أي معلم يريد تصحيح المسابقات الرسمية أن يكون معلماً المادة لأكثر من ثلاث سنوات. ويوضح أن المعلم، ومن خلال خبرته، يعرف إذا كان السؤال المطروح على التلميذ بمثابة فخ أم لا. فتلميذ المرحلة المتوسطة يضيع في حال تم قلب أي معادلة، فكيف هي الحال عند تغيير نمط الأسئلة؟

ويؤكد مصدر تربوي أن على التلاميذ عدم الالتفات إلى ما يثار من هواجس من قبل المعلمين، الذي يسهرون على حسن تطبيق المناهج، موضحاً أن دليل "الشامل" (الذي يضم مسابقات الدورات الماضية) لم يفقد دوره، رغم وجود نماذج جديدة للمسابقات ضمن مشروع "دليلنا"، المطروح من قبل المركز التربوي، والمتافر مجاناً على الموقع الالكتروني للمركز.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها