التنسيق تعود للتحرك: إضراب واعتصام الأربعاء

لم يكن موقف هيئة التنسيق النقابية في الإضراب والاعتصام ليوم واحد، على قدر تطلعات الأساتذة والمعلمين المطالبين بسلسلة رتب ورواتب عادلة، بعد نحو خمس سنوات على تحركات الهيئة. غير أن بعض النقابيين رأوا فيه مؤشراً إلى عودة الروح إلى هيئة التنسيق، بعد توقف عن الحراك الفعلي منذ نحو العامين.

بعد نحو الساعتين من المناقشات، و"غسل القلوب"، على حد وصف أحد النقابين، خرجت هيئة التنسيق بموقف موحد، يدعو إلى تنفيذ إضراب الأربعاء في 22 شباط، يترافق مع اعتصام في ساحة رياض الصلح، عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر.

هذا القرار لم تكن الروابط في أجوائه، إلا أن المعلومات الواردة إلى مكونات الهيئة، حول أن سلسلة الرتب لن تكون من ضمن الموازنة التي يتم مناقشتها في مجلس الوزراء، دفعت الروابط إلى اتخاذ القرار، وسارعت إلى توجيه الدعوات إلى مجالس المندوبين للانعقاد بعد ظهر الثلاثاء في 21 شباط لدعم توصية هيئة التنسيق، وإقرار الإضراب والاعتصام، وإبلاغ القاعدة بما يستجد.
 
وعلى خط موازٍ، أعلن رئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي في المدارس الرسمية محمود أيوب، الإضراب العام في جميع المدارس الرسمية التي تقدم التعليم في دوام بعد الظهر للتلامذة السوريين، إلى أجل غير مسمى.

وجاء قرار أيوب في أعقاب ما تبلغه من منسقة مشروع التعليم الشامل للتلامذة السوريين اللاجئين صونيا خوري، من خفض بدل أجر ساعة التعليم في دوام بعد الظهر إلى 12 ألف ليرة للناظر، و15 ألف ليرة لمدير المدرسة.

وأوضح أيوب أن الإتفاق مع وزير التربية السابق الياس بوصعب، وبحضور خوري، كان على 18 ألف ليرة للناظر والمدير، غير أن هذا الإتفاق تم الإخلال به، لذلك أعلنت الرابطة الإضراب. ولفت مسؤول الدراسات في الرابطة عدنان برجي إلى أن الحكم استمرار، وعلى وزير التربية مروان حمادة تحمل المسؤولية، وأنه تم إبلاغ مستشاره بموقف الرابطة، غير أن الرابطة لم تحصل على أي جواب.

وكان تخلل اجتماع هيئة التنسيق، الذي غابت عنه رابطة موظفي الإدارة العامة، مناقشات لم تخلُ من الحدة، خصوصاً لجهة طرح كل طرف خصوصية مطالبه. وشدد نقيب المعلمين نعمه محفوض على ضرورة الخروج بموقف موحد، لأن القاعدة لن ترحم. وقدم محفوض عرضاً لآخر الاتصالات والمعلومات المتوافرة عن وضع السلسلة، ومحاولة عدد من الوزراء سحبها من الموازنة العامة، تحت ستار تخفيف العجز.

وجرت مداخلات عدة، وتحديداً من رئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي محمود أيوب، الذي شدد على أهمية رفع المظلومية عن المعلمين، مؤكداً أن السلسلة هي حق وليست منة من أحد. وشدد رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي على ضرورة دعم هيئة التنسيق مطالب كل مكون من مكوناتها، وتحديداً مطلب الرابطة بالحفاظ على موقع الأستاذ الثانوي، ومطالبته بردم الهوة بينه والأستاذ الجامعي. ووافق رئيس رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني على هذا الطرح.

وتدخل محفوض، منبهاً إلى أن السلطة ستعمد إلى سحب السلسلة من الموازنة، وفي المقابل سيتم فرض ضرائب على المواطنين من داخل الموازنة. وسأل عدنان برجي: "هل سنقبل بالسلسلة كما هي مطروحة؟". وأوضح جباوي أنه سبق وتم الإتفاق على تعديل المطالب بما يحفظ لكل مكون حقوقه. وتدخل أمين الإعلام في رابطة الثانوي أحمد الخير مشدداً على ضرورة أن يلحظ بيان هيئة التنسيق الحفاظ على موقع الأستاذ الثانوي. كذلك فعل أيوب بالمطالبة بحفظ حقوق "المستعان بهم في التعليم الأساسي"، والمتعاقدين بالساعة، ليتم التوافق أخيراً على ضرورة توحيد الموقف. وهذا ما كان. وأكد محفوض أن الرهان على شرذمة هيئة التنسيق فشل، والدليل الإتفاق على الخطوة الأولى من التحرك، على أن يعقب ذلك تقييم ليوم الإضراب والاعتصام، ومتابعة الإاتصالات مع المسؤولين، ثم اتخاذ القرار المناسب.