الثلاثاء 2015/09/08

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

دروز لبنان.. أسرى إضطراب السويداء

الثلاثاء 2015/09/08
دروز لبنان.. أسرى إضطراب السويداء
الساحة الدرزية منقسمة بين متهم للنظام السوري ومدافع (المدن)
increase حجم الخط decrease

بالتزامن مع كل التطورات اللبنانية الداخلية، كانت الساحة اللبنانية الدرزية تراقب بحذر تطورات محافظة السويداء التي برزت بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس. وإن أجمعت معظم الأطراف على الإشادة بالبلعوس، إلا أن اصابع الإتهام إنقسمت تماماً كما في سوريا، بين مدافع عن نظام بشار الأسد، وبين مدين له بوصفه من وقف خلف الإغتيال، تماماً كما حصل من انقسام ابان حادثة جبل السماق في محافظة أدلب بين جبهة "النصرة" وأهالي القرى الدرزية.

فور شيوع خبر الإغتيال، تدخل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، كما في السابق ابان حادثة جبل السماق، خصوصاً أن البلعوس كان الشخصية الدرزية الأبرز سورياً منذ وفاة سلطان باشا الأطرش، في العام 1982. في اتصالات جنبلاط ومواقفه بدا أن المحافظة دخلت مرحلة جديدة عسكرياً وسياسياً، بعد أن فشل النظام السوري في إخفاء الأدلة وتالياً لم تنفع كل البروباغندا في تحوير اصابع الإتهام التي وجهها الى "النصرة".

يكرر مصدر من "الحزب التقدمي الاشتراكي" عبر "المدن" تشبيه المتهم وافد ابو ترابي الذي يقول النظام أنه من يقف خلف الإغتيال، بأنه "أبو عدس"، في اعادة الى حادثة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وفيديو أحمد أبو عدس الذي أعلن لاحقاً تبنيه للتفجير. ويسترسل المصدر في الحديث عن المفارقات، موجهاً أصابع الإتهام الى النظام السوري، خصوصاً أن "الشيخ البلعوس كان يهدد هذا النظام، وفي الماضي اطلق عليه النار من قبل جماعة الدفاع الوطني التابعة للنظام"، كما يلفت الى جملة عوامل أدت الى الإغتيال منها "الدور الوطني الذي قام به الشيخ الشهيد والإنتفاضة في وجه النظام، وحماية قرى الجبل، والنازحين والحفاظ على العلاقات التاريخية مع اهالي حوران، ورفض التجنيد الاجباري، والوقوف بوجه الفتنة بين الدروز والمحيط، وخطابه الوطني العربي، ومحبة الناس له"، اضافة الى أن "حركة الشيخ البلعوس قامت على اهداف واضحة، لحماية الارض والعرض والدين والحرص على التنوع، ورفض التقسيم، وحماية الانتماء الوطني، والتمسك بعمق الدروز العربي".

ما تقوله مصادر الإشتراكي يتفقه مع الأمين العام المساعد في الحزب الديموقراطي اللبناني وسام شروف، لجهة الدور والمكانة والإحترام، لكنه يشير عبر "المدن" الى أن "الشيخ البلعوس كان همه الحفاظ على وحدة السويداء، خلف الجيش العربي السوري، وكان يعمل تحت سقف الوطن، والرئيس بشار الاسد"، معتبراً أن  "عملاء إسرائيل وتركيا والأردن حاولوا اللعب على وتر الفتنة في محاولة منهم لجر السويداء للانفصال والحصول على الاستقلال الذاتي، لكن صمود الشيخ وحيد ورجال السويداء أبقى المنطقة هادئة في ظل توتر المحيط". وفي سياق الدفاع عن النظام السوري، يقول شروف أنه "ليس هناك مصلحة للنظام في ايجاد شرخ في منطقة هادئة وتعتبر موالية للنظام"، متهماً "الجماعات الارهابية"، ومكرراً اسم ابو ترابي الذي قال ان له علاقة مع جنبلاط الذي "يدعم ما يسمى الثوار منذ بداية الحرب في سوريا، وهو الذي برأ جبهة النصرة الارهابية".

ما يحكى عن تقسيم المنطقة، وموقع السويداء، يحضر دوماً عند كل حادثة تحصل في السويداء، وفي هذا السياق برز تصريح لافت لجنبلاط يقول فيه أنه لا يمانع "إدارة ذاتية في السويداء"، وهو الموقف الذي يتناقض مع حركته السابقة لجهة تأكيده على عروبة الدروز وأنهم جزء لا يتجزأ من سوريا. وإن رفضت مصادر الإشتراكي التعليق على هذا الموقف، إلا أن الشيخ سامي ابو المنى يقول لـ"المدن" إن "كل ما اشيع من معلومات من محاولة الشيخ البلعوس الاستقلال بكيان درزي عار من الصحة، الدروز ومنذ سلطان الاطرش رفضوا التقوقع، وتمسكوا بالهوية العربية الاسلامية، وهي المظلة، ومن يقول غير ذلك هو كمن يقوم بالانتحار وبالقضاء على نفسه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها