السبت 2015/09/26

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

تيار "المستقبل": عيد آخر بلا رواتب!

السبت 2015/09/26
تيار "المستقبل": عيد آخر بلا رواتب!
الأزمة المالية مستمرة والأفق مسدود (Getty)
increase حجم الخط decrease

يروى عن الرئيس السابق رفيق الحريري، أنه كان يهتم بنفسه بإمور الموظفين، حتى انه كان عندما يعقد اجتماعات في تلفزيون "المستقبل" فانه كان يدعو المدراء الى الخروج من القاعة للاطلاع على هموم وشجون الموظفين، كل على حدة، وكان يتابع اصغر تفصيل في مؤسساته الاعلامية، حيث كان يتابع نشرات الاخبار وان حدث اي خلل على الهواء، كان يتصل بالمسؤوول ويسأله عن السبب، وفي مثل هذه الفترات من الاعياد كان يرسل المعايدات السخية منها مثلا بونات للملابس.

يفتقد كثر تلك المرحلة الذهبية مالياً. قلة يلقون اللوم مباشرة على الرئيس سعد الحريري، وأغلبهم يتحدث بإسهاب عن ما عانى منه منذ العام 2009، التي يقولون أن الحريري خاض خلالها المعركة الإنتخابية والحلفاء في "14 آذار"، من ماله، ويعتبرون هذا التاريخ البداية الحقيقية للإنهيار المالي، من دون أن يقدم أحداً من العائلة أو من حلقة "المستقبل" الضيقة أي مساعدة لـ"الشيخ".

للشهر الثامن على التوالي تعاني مؤسسات "المستقبل" عموماً من عدم دفع المستحقات المالية للعاملين، على الرغم من أن الحريري كان اتصل قبل العيد ووعد بدفع المستحقات بعد ان كان قد تلقى وعوداً من المملكة بتسهيل اموره المادية، لكن المملكة تخلفت فتخلف الحريري.

تقول مصادر "المستقبل" لـ"المدن" إن "الامور وصلت الى حائط مسدود ولا امل قريباً بالانفراج، حيث انه لا يوجد تصور لإنقاذ الموقف واعادته الى نقطة الصفر عى الاقل بعد ان وصلت الامور الى تحت الصفر". ويضيف ان "وعوداً قطعت قبل العيد لصرف شهر من  مستحقات  الموظفين، وبعد العيد تدفع البقية، لكن ما حدث انه تم اصدار أمر في التلفزيون بصرف سلفة لكل موظف لا تتعدى الـ500$، ولا تكفي مع حلول شهر العيد وشهر المدارس ايضاً".

بعيداً عن الحديث عن الإنتماء وضرورة تحمل الموظفين، يقول مصدر آخر في "المستقبل" ان "كثراً يوجهون الإنتقادات للسعودية، ويتهمونها بإدارة ظهرها للحليف في لبنان، وعدم وضوح موقفها الاستراتيجي، في وقت حرج وصعب تمر به المنطقة، ويعتبرون ان المملكة تمتنع عن مساعدة اهل السنة في لبنان في وقت تغدق ايران الهبات والمساعدات على حلفائها".

وكان المغرد السعودي "مجتهد" تكهن في شهر شباط الماضي ان شركة "سعودي اوجيه" في طريقها الى الاغلاق، لان الحريري الابن مكروه من ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان. وهو ما يؤكده أحد مصادر "المستقبل"، مشيراً إلى ان احد اهم اسباب هذه الازمة هي عدم رضا الفريق الحاكم  في المملكة اي "المحمدين" عن الحريري.

توقعات "مجتهد" يبدو أنها أصابت، خصوصاً ان الشركة كانت قد اوقفت من قبل وزارة العمل السعودية بسبب عدم دفع رواتب الموظفين، وهذا يعني تعليق منح تأشيرات جديدة  وبالتالي استقدام موظفين جدد، هذا ما دفع بالموظفين للبقاء في مكان مشاريعهم خوفا من التجول بالتأشيرات المنتهية الصلاحية، ونظموا أكثر من وقفة إحتجاجية في أماكن إقامتهم من دون الوصول الى نتيجة.  ويقول مصدر  قريب من "المستقبل" ان هناك كلاماً عن تلزيمات جديدة اعطيت للشركة، ولكن هذا  لا يمنع من ان هناك توجهاً لصرف عدد من الموظفين.

الواقع في السعودية يدفع البعض الى القول ان  "الشيخ" المنشغل بحل مشاكله المالية في المملكة، لم يعد يلتفت الى مؤسساته اللبنانية، وعلى رأسها قناة "المستقبل" التي وصلت معاناة الموظفين فيها إلى درجة عدم قدرتهم على تأمين مادة البنزين لسيارات النقل المباشر، أو لتوليد الطاقة، لكن مصادر "المستقبل" تؤكد أن "هذا الكلام غير صحيح والرئيس الحريري من غير الممكن أن يدير ظهره، لأن مشروع رفق الحريري بيده وهو سوف يكمل المسيرة، واي كلام من هذا القبيل غير دقيق، وكل ما في الامر ان هناك تخبطاً من جراء الازمة المالية الشديدة التي تعاني منها شركاته، وهو يحاول ان يجد المخرج المناسب".

هذا الكلام لا يخفي حقيقة ان شركة "اوجيه لبنان" في طريقها الى الاقفال نهائيا نهاية هذا العام، حسب احد المصادر وانها قامت بالفعل بإخلاء بعض الطوابق. وفي الانتظار، تتخبط مؤسسات الحريري بين موجات من التفاؤل واخرى من التشاؤم،  ولا يجد المناصرون أمامهم سوى الإنتظار علّ الايام المقبلة تحمل بعضاً من امل، علما ان الحريري بحاجة الى اكثر من دعم واكثر من أمل لتسديد ديونه والنهوض بمؤسساته مجددا، فيما لسان حال "المستقبل" لا ينفك يقارن بين المملكة ودعمها، وإيران ودعمها لـ"حزب الله"، مرفقة بالحديث عن "الضياع" السياسي الممتد منذ أن أجبر الحريري على زيارة سوريا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها