الأحد 2015/08/30

آخر تحديث: 14:09 (بيروت)

أزمة "المستقبل" الداخلية .. "طلعت ريحتكم"

الأحد 2015/08/30
أزمة "المستقبل" الداخلية .. "طلعت ريحتكم"
من إفطارات الحريري خلال رمضان...
increase حجم الخط decrease

ضمن تيار "المستقبل" بدأت الأصوات تتعالى. أكسب الحراك المطلبي في شوارع بيروت الوضع المالي المهترىء ضمن التيار واقعاً مختلفاً. خصوصاً أن هذه الأزمة الداخلية تنعكس على مجمل أداء التيار في شتى المجالات، وترخي بأثقالها تداعيات سلبية على شارعه.

لدى كوادر "المستقبل" وموظفيه لا حديث سوى عن موعد استيفاء المستحقات المالية. موعد يطول انتظاره فيما الأفق مسدود حتى الساعة. يقال إن سبب الأزمة توقف الدعم السعودي للرئيس سعد الحريري، فوفق ما تشير معلومات "المدن" لم يحصل الحريري على فلس واحد، منذ مجيء الإدارة السعودية الجديدة، حتى أن شركة سعودي أوجيه في المملكة، لم تتقاضَ مستحقاتها لقاء أعمال نفذتها، ومع استفحال الازمة فإن موظفي الحريري في السعودية أيضاً يعانون من الازمة نفسها، حتى تسرّبت أخبار عن عزم وزارة العمل السعودية اتخاذ اجراءات وتدابير بحق الشركة لأن موظفيها لا ينالون حقوقهم. بالإضافة إلى إفساح المجال أمام الموظفين للإنتقال إلى شركات أخرى من دون البحث عن كفيل.

تشير مصادر في "المستقبل" لـ"المدن" إلى أنه منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد كانت هذه المعاناة متوقعة، إذ يعيد البعض أسباب توقف الدعم إلى أمور شخصية ومهنية، لأن العهد الجديد لديه الكثير من الملاحظات على أداء الحريري الذي تلقى دعماً هائلاً منذ العام 2005 وخصوصاً في العام 2009 ولم يستطع تحقيق شيء.

بعض الشائعات تحدثت عن أن المملكة بصدد الاستغناء عن تيار الحريري في لبنان، او تسليم دفته الى شخص اخر، لكن ذلك لا يبدو واقعياً أقله حتى الساعة لأن لا بديل عن الحريري. لكن وبحسب مصادر بارزة في "المستقبل"، فإن من يدعي أنه يملك الجواب ليس صادقاً، ويعتبر أن من يملك الجواب اليقين هو اما الرئيس فؤاد السنيورة او امين عام تيار المستقبل احمد الحريري او النائب السابق غطاس خوري او نادر الحريري او المسؤول المالي في التيار وليد السبع اعين، ومن يدلي برأيه من خارج هذه الدائرة يبقى ضمن التكهنات.

في العلاقة السعودية وأسباب توقف الدعم، تشير مصادر "المدن" إلى أن السعودية تواجه ازمات اقليمية، وهي لا تبني علاقاتها على المصالح الفردية، ومصلحتها مع بيت الحريري هي مصلحة استراتيجية، مضيفاً أن الحريري شخص غير عادي في الحالة الاقليمية الراهنة، وان المملكة تكن له كل الاحترام والتقدير، وذلك واضح اذ ان اقامته اما في الرياض او جدة.

وبعيداً عن التكهنات يبدو أن علامات الإستفهام السعودية والداخلية في تيار "المستقبل" ليس محورها الحريري، الذي ينظر اليه على أنه ضحية بعض المنتفعين من حوله، الذين حققوا ثروات طائلة على حسابه، وحساب تياره، ويحملونهم مسرولية مباشرة في ما آلت اليه الأوضاع في التيار.

يغطي البعض "السماوات بالقباوات"، عند اسفحال أي أزمة مالية تضرب "التيار"، يبدأ الحديث عن أنه لا يجب أن تكون العلاقة بنيت على أساس مادي. يخلط "المستقبل" عموماً بين مفهوم العمل والمفهوم الحزبي.  لا تخفي مصادره أن الخطأ في الأساس، أنه أوجد حالة موالية تنطلق في ولائها من الدعم المالي، وبالتالي فمن الطبيعي انه عندما تتوقف هذه المساعدات او تشح ان يبدأوا بالتساؤل، او ان تبرد همتهم لكن ان ينشقوا وينقلبوا، فهذا مستحيل ويجب على الناس ان يدخل في مفهومهم المبدأ الحزبي، والولاء ليس مجرد دعم مالي والمال لا يصنع سياسة بل العمل السياسي هو الذي يصنع الجمهور.

يبدو أن "المستقبل" في وادٍ والشارع في وادٍ آخر، فالازمة المالية وابتعاد الحريري عن لبنان، والتخبط الواضح بين القيادات، واتساع الهوة بين التيار، وأزمات جمهوره المعيشية، ثمة من يرحل عن التيار لمصلحة خصوم الحريري، خصوصاً أن هناك من يستغل هذه الأزمة لسحب البساط، وتشير المصادر إلى حالة الوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع وحالة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها