الأربعاء 2017/08/02

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

نورا الصفدي خرطبيل: شكراً لكم.. فقد قتلتم حبيبي

الأربعاء 2017/08/02
نورا الصفدي خرطبيل: شكراً لكم.. فقد قتلتم حبيبي
increase حجم الخط decrease
لم تكن حملات التضامن والعرائض الإلكترونية والضغوط الدولية للأسف كافية لإنقاذ المبرمج السوري – الفلسطيني باسل خرطبيل من مواجهة مصيره المظلم، فبعد أكثر من سنتين على انقطاع أخباره بشكل كامل وهو في معتقلات النظام السوري، تأكد أخيراً خبر إعدام خرطبيل المشهور باسم "الصفدي"، العام 2015، في جريمة جديدة تضاف للرصيد المروع الذي يمتلكه النظام السوري في مجال حقوق الإنسان.




وأعلنت زوجة باسل، نورا غازي الصفدي، الخبر الصادم عبر صفحتها الشخصية في "فايسبوك" في وقت متأخر الثلاثاء: "تغص الكلمات في فمي، وأنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي، تأكيدي لخبر صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل خرطبيل صفدي بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول 2015... نهاية تليق ببطل مثله... شكراً لكم فقد قتلتم حبيبي... شكراً لكم، فبفضلكم كنت عروس الثورة وبفضلكم أصبحت أرملة... يا خسارة سورية. يا خسارة فلسطين. يا خسارتي".



والحال أن النظام الذي استعاد سيطرته على مناطق واسعة من البلاد وضمن بقاء رئيسه بشار الأسد في السلطة تقنياً، لم يكن ليعترف بارتكاب مثل هذه الجريمة لو كان في موقف ضعف كحالته قبل انتزاع مدينة حلب من يد المعارضة العام الماضي، حتى لو كان الاعتراف بشكل تسريبات لعائلته التي عاشت سنيناً من الخوف والقلق مع شيء من الأمل الضئيل بأن المبرمج العالمي الذي صنفته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية كواحد من أهم 100 شخصية مفكّرة في العالم، العام 2012، مازال على قيد الحياة، علماً أنه يعدّ من أحد أهم مطوري برمجيات المصادر المفتوحة والمشاع الإبداعي في سوريا والعالم العربي.



وكانت المخابرات العسكرية اعتقلت خرطبيل يوم 15 آذار/مارس  2012 في الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة السورية في حي المزة الدمشقي، وبقي محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي لأكثر من ثمانية أشهر في سجن المخابرات العسكرية في كفرسوسة وبعدها في سجن صيدنايا العسكري حيث تعرض طيلة ثلاثة أسابيع "لشتى أنواع التعذيب"، حسبما تؤكد التقارير ذات الصلة.



ومثل باسل أمام المدعي العام العسكري في 9 كانون الأول/ديسمبر 2012، حيث وجهت له تهم "التجسس لمصلحة دولة عدوة" و"الإضرار بأمن الدولة"، والتي لم تمنحه حق توكيل محام خاص. ما اعتبره البرلمان الأوروبي "خطوة تهدف إلى الحد من إمكانية وصول السوريين إلى المجتمعات الموجودة على الإنترنت وإسكات حرية التعبير".



وكانت أنباء إعدام خرطبيل (36 عاماً) تظهر من حين إلى آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون تأكيد رسمي، حيث قام النظام السوري في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015 باقتياده إلى مكان مجهول ولم يفرج عن معلومات حول مصيره ومكانه رغم المطالب الدولية المتكررة بذلك، بأوامر من المحكمة العسكرية في سوريا على الأرجح، بعدما قبع في سجن عدرا في دمشق حيث تزوج من خطيبته نورا من وراء القضبان تتويجاً لقصة حب مؤثرة.


يذكر أن خرطبيل هو مهندس برمجيات ومطور ويب معترف به دوليًا لمساهماته في أكبر مشاريع المصادر المفتوحة كبرنامج "موزيلا فاير فوكس"، "ويكيبيديا" و"كرياتيف كومونس". شارك في أعمال محلية مؤسساً بذلك الآيكي لاب في دمشق (Aiki Lab)، وهو مكان مخصص للممارسات الفنية الرقمية وتعليم التكنولوجيات التعاونية، وكان المدير التقني لشركة "الأوس" للنشر، وهي مؤسسة نشر بحثية مختصة بعلوم وفنون الآثار في سوريا.



وكان أحدث عمل له مشروع صور ثلاثية الأبعاد لمدينة تدمر، أقدم المدن الأثرية في سوريا.  ونتيجة أعماله، تم إختياره من قبل مجلة "فورين بوليسي" حيث حظي بالمركز 19 في ترتيب المفكرين العالميين لسنة 2012، و نال جائزة الحرية الرقمية على الرقابة (Index on Censorship) في 2013، وهي منظمة عالمية مدافعة عن حرية التعبير منذ 1972.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها