الإثنين 2013/03/18

آخر تحديث: 09:29 (بيروت)

بانتظار باسل الصفدي

الإثنين 2013/03/18
بانتظار باسل الصفدي
باسل من أهم 100 شخصية مفكرة لعام 2012
increase حجم الخط decrease
  ليس عبثاً أنِ اختارته مجلة "فورن بوليسي" الأميركية كواحد من أهم 100 شخصية مفكّرة في العالم، لعام 2012. هكذا يقول أصدقاء الشاب الذي أكمل، الجمعة، عاماً كاملاً في المعتقل، بتهمة ما زالت مجهولة، وهو يعدّ أحد أهم مطوري برمجيات المصدر المفتوح والمشاع الإبداعي في سوريا والعالم العربي.
باسل خرطبيل، أو باسل صفدي كما يناديه أصدقاؤه، اسمان لشاب حمل علم بلده وسعى إلى التقدم به في محافل الإنترنت عالمياً. اسمان يُتداولان خارج سوريا أكثر من داخلها. فالنظام السوري، الذي يبقي باسل (32 عاماً) وراء القضبان، استطاع أن يفصل بين عالمين يُفترض اليوم أنهما متماهيان إلى حد بعيد: عالم الواقع، والعالم الافتراضي. لقد حفر النظام هوة واسعة، تردمها الثورة يوماً بعد آخر، بين عناصر المجتمع السوري على الأرض، وبين أبناء هذا المجتمع من الناشطين على الإنترنت.
على هذا، ينتمي باسل إلى فئة صغيرة في المجتمع السوري. فئة لم يقدّر تماماً للسوريين (والذين لا يتناسب عدد مستخدمي الإنترنت منهم مع عدد السكان) أن يعرفوا عنها كثيراً. لكنْ، رغم ذلك، تبدو هذه الفئة "التكنولوجية"، وباسل من أبرز وجوهها، مؤثرة جداً وإن لم ينجلِ هذا التأثير بشكل كامل للجميع حتى اللحظة... وإلا فلماذا يعتقل النظام شاباً لم يحمل سلاحاً، بل استعاد مدينة تدمر إلكترونياً (من خلال إعادة إنتاج مدينة تدمر القديمة بنموذج واقعي ثلاثي الأبعاد)، واشتغل على إتاحة الكثير من محتويات الإنترنت للجميع، وأدار عدداً من المشاريع الهادفة إلى تعزيز وجود بلده في خريطة العالم الحديث، إضافة إلى ربط التقنية الحديثة بالتراث والثقافة والتاريخ السوري؟
محمد نجم، المدير التنفيذي لمنظمة "تبادل الإعلام الاجتماعي" وهو صديق شخصي لباسل، يقول إن إيراد اسم صديقه في لائحة "فورين بوليسي" يأتي "لنشاطه المتفاني في نشر فكر المصادر المفتوحة في سوريا، وهذا يعد إنجازاً وتطوراً لسوريا كلها. فضلاً عن ذلك، كان باسل من أهم العاملين في مشروع المشاع الابداعي في سوريا ولبنان والمنطقة العربية". صديق آخر، يحاول وصف باسل، فيقول إنه "متواضع، دائماً يسعى إلى المساعدة بإيجاد حلول تقنية لمواضيع شتى. كان ناشطاً سلمياً مؤمناً ببلد حر وفكر حر".
أصدقاء باسل الكثيرون يسعون ليلاً نهاراً إلى إطلاق سراحه، عبر حملة لا توفر وسيلة لذلك. أنشأوا موقعاً خاصاً به (freebassel.org) وكذلك حساباً ووسماً خاصاً به على "تويتر" (FREEBASSEL#)، كما نشروا العديد من الفيديوهات والصور، في مسعى إلى إعلام الجميع بقضيته، وفي الوقت نفسه، من أجل الضغط على النظام السوري لإطلاق صديقهم. ولا تتوقف المساعي هنا. إذ طالبت منظمات ومؤسسات عالمية عديدة ومختلفة التوجهات بحريته، وبضرورة الإفراج عنه، ومن بينها منظمة العفو الدولية، وشركة "موزيلا" التي عمل باسل سابقاً مطوراً لبرمجياتها.


من-حملة-التضامن-مع-باسل-عن-موقع-فليكر.jpg
 
في السجن أيضاً، تزوج باسل، وإن كان قد فعل ذلك من خلف شباك زيارات المساجين. ربح جولة في معركة الوقت والصبر والتفاؤل مع القضبان التي حالت دون زواج كان مقرراً في نيسان 2012. لديه اليوم، غير الأمل في الخروج من زنزانته، آمال أخرى يستطيع أن "يقطّع" الوقت الميت وراء القضبان بالتفكير فيها، هو الذي كان مشغولاً، خلال العقد الماضي، بالسعي إلى إتاحة محتويات الإنترنت للجميع، وقبل ذلك، إلى ردم الهوة بين السوريين وبين الإنترنت.
 
increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب