الأحد 2013/03/24

آخر تحديث: 03:47 (بيروت)

مسيحيو سوريا الثورة

الأحد 2013/03/24
مسيحيو سوريا الثورة
increase حجم الخط decrease
"أسلحتكم الكيميائية لن توقف مد الحرية"، بهذه الجملة تفتتح "شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية"، صفحتها على "فايسبوك". الجملة ليست إلا عنوان الجمعة الفائتة الذي تتبناه الصفحة وتفتتح به واجهتها الأساسية.
لا تختلف الصفحة في مضمونها، عن صفحات المعارضة على "فايسبوك". تنهل "خطابها" ولغة منشوراتها حول أخبار الثورة، من القاموس الإعلامي المعارض اليومي. أخبار عاجلة، ومهمة، وأخرى باتت "عادية" بعد عامين من الثورة، ونسخٌ لتعليقات بعض الشخصيات السورية المعارضة المعروفة، وكذلك صور للافتات، أو فيديوهات لتظاهرات وشهداء. هذا ما يقع عليه زائر الصفحة.
أما لناحية الشكل، فلا بد لصفحة معنونة بـ"شبكة مسيحيي سوريا" أن تختلف عن الشائع، ولو قليلاً. رغم الاسم الديني، ستندر المفردات الدينية في المنشورات، على عكس كثير من صفحات الثورة. وإن حضر الخطاب الديني، فهو شعبي – اجتماعي، لا يتعدى ذكر اسم الله هنا وهناك، أو الاستناد إلى الموروث المسيحي، في رثاء أحدهم، أو في الاستشهاد بالكتاب المقدس تعليقاً على قضية ما. وكما هو معروف، فالخطاب المسيحي، في هذه البلاد، متخلّص من التهم وردود الفعل الشائعة التي ترافق الخطاب الإسلامي. أي أن اقتباس آية من الإنجيل، ووضعها في أحد المنشورات، لا يعني اختلافاً كبيراً في الشكل فقط، إنما يؤثر في ردود الفعل، وفي رؤية الناس إلى الصفحة... على عكس ما قد يحصل مع أحدهم لو اقتبس من القرآن.
وعلى أي حال، لا تسعى الصفحة إلى الذهاب بعيداً في النقاش الديني. وهي عندما تقرن اسمها بالمسيحيين، فلأنها، كما يقول أحد مديريها، "تسعى إلى أن تكون صوت المسيحيين الذين يناصرون الثورة. نسبة هؤلاء من مسيحيي سوريا تبلغ أكثر من خمسين بالمئة في اعتقادنا، وهم غير معترف بهم، ولا أحد يتكلم عنهم... ولهذا قررنا أن نتحدث باسمهم".
بدءاً من صورة "البروفايل"، المأخوذة من إحدى التظاهرات، والتي تضم صليباً وهلالاً متجاورين، تعلن الصفحة موقفها السياسي والاجتماعي. إنه شعار التوحد والتآخي، أو هو الشعار "المثالي" لسوريا وسوريين لا يفرقهم معتقد أو انتماء. نسأل "الأدمن" عن رأيه في قول البعض إن هذا الشعار، الذي ترفعه الصفحة، "حالم وورديّ"، فيرد بالقول إن هذا الكلام "غير صحيح". ويشير إلى أن الصفحة "مثل سوريا في نسيجها المختلف والمتنوع. ثمة، في مديريها، الذين يبلغ عددهم اثني عشر، مَن هم من طوائف إسلامية مختلفة، يعملون إلى جانب بقية المديرين ذوي الانتماء المسيحي". 
لكن، لماذا هي "شبكة"، في حين لا يرى كثيرون أنها أكثر من صفحة؟ يقول "الأدمن" إنهم، في إدارة الصفحة، يعملون كشبكة، تتواصل مع التنسيقيات على الأرض، ومع بعض مكونات المعارضة، لاسيما المسيحية منها. "كما أننا نعمل في المجال الإغاثي. إذ يحاول مديرو الصفحة، الذين يعيشون خارج سوريا (هناك عشرة مديرين في الخارج، واثنان في الداخل)، أن يجمعوا طالبي الإعالة بأحد الراغبين في المساعدة. لهذا نحن أكثر من صفحة، وإن كنا لا ننشر أو نخبر الناس بكل ما نفعله".
 
increase حجم الخط decrease

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب