باسل خرطبيل.. مكتبة تكسر سجناً

ثلاث سنوات مرت على اعتقال الناشط السوري ومطور برمجيات المصادر المفتوحة، باسل خرطبيل، قضى العامين الأخيرين منها في سجن عدرا، حيث سُمح له بزيارات محدودة من أفراد عائلته، ممن يصرحون بعد كل زيارة بأن باسل ما يزال مدهشاً وفكره الناقد نشط للغاية، إذ غالباً ما يتمكن من حل المشاكل داخل السجن، ويناقش الحراس بشتى المواضيع.

وفي حين يطوّر باسل قدرات غيره الفكرية، يفتقر هو إلى مصادر المعلومات والمحفزات الفكرية من خارج جدران السجن، بحسب ما قالت منظمة "أصوات عالمية"، ضمن دعوة أطلقتها، السبت، تعلن من خلالها قرارها بإنشاء مكتبة رقمية، غير موصولة بالانترنت، مخصصة للناشط باسل خرطبيل، وتدعو المتضامنين مع باسل وقضيته إلى المشاركة في بناء هذه المكتبة.

وأوضحت المنظمة بأن أصدقاء باسل يقومون بإنشاء شبكة انترنت مصغرة من أجله، ستكون مدعمة بأخبار وتدوينات ومقالات، حتى يتمكن من اللحاق بكل ما فاته في سنوات سجنه الثلاث، وذلك إلى جانب إطلاقها هاشتاغ #FreeBasselLibrary، للترويج لفكرة المكتبة ودعوة أكبر عدد ممكن من المتضامنين مع باسل للمشاركة في دعم مشروع المكتبة، أو لمن يرغبون بإرسال كتب أو دوريات أو مجلات مرفقة برسالة دعم وتشجيع، وذلك عبر تعبئة استمارة المعلومات التي خصصتها المنظمة لهذا الأمر.

وكانت منظمة "أصوات عالمية" أطلقت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حملة الكترونية بعنوان "إكسر حاجز الصمت" للتذكير بالنشطاء الحقوقيين والسياسيين، ممن قاموا بكسر حجز الصمت تجاه قمع أفكارهم وأسئلتهم وانتقاداتهم ومحاولاتهم التفكير البنّاء لحلّ المشكلات التي يواجهونها.

وباسل خرطبيل هو ناشط سوري، ولد ونشأ في سوريا، وأصبح خبيراً في برمجيات المصادر المفتوحة، وهو من المشاركين في في تأسيس شركة "آيكي لابز"، كما تقلّد منصب المدير التقني لمؤسسة "الأوس"، وهي مؤسسة للأبحاث والنشر تعنى بعلوم الآثار والفن في سوريا. وعمل خرطبيل أيضًا كمدير مشروع وكممثل للمشاع الإبداعي في سوريا، وله مساهمات في "موزيلا"، "فايرفوكس" و"ويكيبيديا". ومن أعماله في الفترة الأخيرة إعادة إنتاج مدينة تدمر القديمة في سوريا بنموذج واقعي ثلاثي الأبعاد. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أدرجت مجلة "فورين بوليسي"، باسل خرطبيل، في قائمة المفكرين المئة الأكثر تأثيراً حول العالم، باعتباره من التقنيين الذين يعملون على بناء بلدهم عبر إدخال تكنولوجيات إنترنت جديدة إلى الجامعات والشركات وحركات المجتمع المدني.