دراما رمضان: ميزانيات ضخمة.. وحصة لبنان محدودة

تطغى الاعمال السورية على جداول المحطات اللبنانية، فيما لم تبادر شاشتا "ام تي في" و"الجديد" لشراء أي عمل مصري صرف أو لبناني صرف، ودخلا في مغامرة مع الدراما السورية، في ظل تراجع أسعار الدراما السورية نتيجة احجام الشاشات الخليجية عن شرائها.

وحدها، تخرج قناة "أل.بي.سي" في هذا الموسم الرمضاني عن القاعدة التي سادت منذ سنتين على المحطات اللبنانية، وهي الإكتفاء بالأعمال السورية وعرض عملين لبنانيين فقط، إذ تستعيد المحطة أمجاد المسلسل الأهم في تاريخ مصر الدرامي بعرض الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية"، وتقدمه الى جانب مسلسل لبناني صرف، هو "مش أنا".

هو العمل اللبناني الصرف، الذي تعود به كارين رزق الله بعد مشاركتها العام الماضي في "قلبي دق" الذي عرضته "ال بي سي"، وهو من كتابتها أيضاً.

تقول كارين لـ"المدن" إن "العمل الجديد هو إجتماعي رومانسي وكوميدي يجمع بيني وبين  والنجم بديع أبو شقرا بدور مجد مع نجوم الدراما اللبنانيّة، وهو من النوع الخفيف العائلي البعيد عن الدراما السوداء".

تلعب رزق الله في العمل دور امرأة متزوّجة من رجل عجوز يملك ثروة كبيرة. وتلتقي بعد وفاة الزوج بإبن أخيه مجد الذي عاد من السفر ليشارك في الدفن، حيث تبدأ الأحداث من الظروف الغامضة والأسرار المحيطة بكلّ منهما، فتنتظرهم مفاجأت منها وقوعهما بحب بعضهما. وتؤكد رزق الله أن العمل "يحمل في  طيّاته أيضاً قصصاً إنسانيّة من واقع المجتمع اللبناني".

العمل من إخراج جوليان معلوف، وإنتاج قناة "أل.بي.سي"، ويلعب فيه البطورلة الى جانبها بديع ابو شقرا ولمى المرعشلي ونوال كامل،  ويعود كل من طوني مهنا، سمارة نهرا و إيلي شلهوب يعد غياب طويل عن الدراما.

وفي سياق مشابه، يظهر مسلسل "وين كنتي" للكاتبة والممثلة كلوديا مارشيليان. العمل من إخراج سمير حبشي، إنتاج مروى غروب، بطولة: ريتا حايك، كارلوس عازار، نقولا دانيال، جويل داغر، جان قسّيس، أنطوانيت عقيقي، وجناح فاخوري..

سياق العمل يتشابه هو أيضاً مع فيلم مصري قديم للراحلة ناهد شريف يحمل إسم "بذور الشيطان". والغرابة في الأعمال اللبنانية ان محور القصة يدور في فلك واحد ومحور محدد، وربما هذا الأمر سيخلق الملل وتطويل الأحداث بلا ببر، كون القصة تدور في محور واحد، هو صراع الغني والفقير وانتصار الخير على الشر.

ووفق الثيمة نفسها، تعرض قناة "الجديد" مسلسل "جريمة شغف" من بطولة قصي الخولي ونادين الراسي وجيسي عبدو وغيرهم.

أما أهم أعمال رمضان التي ستُعرض على "الجديد"، فهي مسلسل "الندم"، ويعتبره النقاد والمتابعين للحركة الفنيّة  في العالم العربي بانه سيكون  العمل الدرامي الأفضل.

يرصد العمل علاقة عُروة بعائلته وثلاث نساء قمن بتغيير حياته. ويكشف العمل الصراع القائم في عالم المال والتجارة، عبر كاتب صحافي في الأربعينات من عمره يجسّد دوره باسم ياخور، ويبدأ حكايته في ليلة سقوط بغداد ليستعرض أحداث تاريخية ومنعطفات سياسية منذ عام 2003 وحتى الآن.

هذا العمل يعد من الاعمال الاكثر تكلفة بالانتاج. وقالت مصادر معنية لـ"المدن" ان العمل كلّف شركة "ساما برودكشن" ميزانية كبيرة لا تقلّ عن المليونيّ دولار أميركي كون العمل يعتمد على مشاهد "أكشن" وحروب وتفجيرات كما حال معظم الأعمال الدرامية المتشابهة بمضمون السيناريو.

وتوزعت الميزانية الضخمة على تفاصيل تقنية، بينها  كاميرات ضخمة جداً تستخدم للمرة الأولى في العالم العربي، عدا عن الإضاءة المميزة والمؤثرات الصوتية وعملية المونتاج المكلفة جداً.

العمل هو من كتابة حسن يوسف الذي لمعت له أعمال سابقة، ومن توقيع المخرج الليث حجو المشهود له تاريخه الإخراجي العريق وأعماله التي حققت جميعها نجاحات مدويّة. وهو من بطولة سلوم حداد، وسمر سامي، ومحمود نصر، وأحمد الأحمد، وأيمن رضا، ودانا مارديني.
وتبرز أعمال مقتبسة من وحي الدراما المصرية في السبعينات، إذ تعرض "الجديد" مسلسل"دومينو" الذي يدور حول تجيير البيزنس لصالح أعمال "مافياوية" خارجة عن القانون.

نص السيناريو يتشابه أيضاً مع أحداث فيلم "زوجة رجل مهم" الذي لعب بطولته احمد ذكي وميرفت امين. ولكن مع تنقيح جديد وإدخال بعض القصص ليكون مناسباً مع مسلسل من 30 حلقة. يشارك في بطولة المسلسل بسام كوسا، وسلافة معمار، وعبد المنعم عمايري، وصفاء سلطان.

هذا ولم تغب اعمال البيئة الشامية، إذ تعرض قناة "ال بي سي" أعمال البيئة الشامية مثل "باب الحارة" في جزئه الثامن، و"طوق البنات" بجزئه الثالث، وهو العمل الدمشقي يؤرّخ لمرحلة مهمّة من تاريخ سوريا الإجتماعي، ويقدّم صورة عن التآلف والمحبّة بين أهل الشام في فترة الإحتلال الفرنسي وبعده. كما ان المحطة المذكرة ستعرض مسلسل "عطر الشام" وهو من نوع البيئة الشامية في أحداث تدور من القرن الماضي مع بداية الدخول الفرنسي الى سوريا.