الجمعة 2016/06/03

آخر تحديث: 14:33 (بيروت)

القنوات اللبنانية ملاذ الدراما السورية في رمضان

الجمعة 2016/06/03
القنوات اللبنانية ملاذ الدراما السورية في رمضان
يوسف الخال وكنده حنا في مشهد من "خاتون"
increase حجم الخط decrease
الاستثناءات القليلة للمسلسلات اللبنانية التي ستُعرض في فترة رمضان الحالي، لا تلغي تهافت القنوات اللبنانية على عرض الاعمال المشتركة، قوامها نجوم الدراما السورية الذين يستأثرون بالمسلسلات المعروضة في الشاشات اللبنانية.

تؤكد خريطة العروض في هذا الموسم أن السوق اللبناني، هو البوابة الأهم  للدراما السورية بعدما تراجعت المبيعات في دول الخليج، إذ إعتمدت غالبية شركات الإنتاج السورية واللبنانية المشتركة على المحطات المحلّية. وقبل حلول شهر رمضان بأسابيع قليلة، تكثفت المفاوضات مع القنوات التي قررت شراء عمل واحد على الأقل لكي تدخل حلبة المنافسة مع محطة أخرى.

ويبدو أن بعض شركات الإنتاج وحتى بعض المخرجين لم يعد يغريهم مضمون السيناريو والحوار بقدر ما تغريهم أسماء النجوم، ومن ثم الإعتماد على الإبهار والتقنيات، وهي عناصر ذات أهمية لجذب عين المشاهد.

حتى أن معظم كتاب الدراما أضحوا يبحثون عن التطويل غير المبرر لحلقاتهم، لكن ذلك، في حسابات الإنتاج، يعتبر ربحاً للكتّاب، إذ انهم يتقاضون عن الحلقة الواحدة وعن المدة الزمنية للحلقة.

هذا الواقع، يتجلى في مسلسل "خاتون" الذي تعرضه قناة "أم تي في"، وهو من بطولة باسم ياخور، وسلافة معمار، وكاريس بشار وشكران مرتجى، وأيمن رضا، ويوسف الخال، وورد الخال وطوني عيسى. أما عملية الإخراج فقد تولّاها مخرجان إثنان، هما تامر إسحق ومثنى الصبح، وهما من أبرز المخرجين السوريين.

يقول المخرج الصُبح، الذي يقيم حالياً في لبنان، لـ"المدن" إن "العمل ضخم جداً وكان مقرراً عرضه في رمضان 2015، لكنه لم يجهز لوجستياً آنذاك، فتم الإتفاق على عرضه هذه السنة، وهو من إنتاج غولدن لايت، ويقع العمل الذي تخطت ميزانيته الـ3 ملايين دولار، في سياق الـ60 حلقة". وعليه، فإن العمل سيستمر عرضه إلى ما بعد إنتهاء شهر رمضان بحكم طول عدد حلقاته.

وبحسب الصبح، فإن "أحداث هذا الإنتاج التلفزيوني تبدأ بشخصية "دارين" ابنة العائلة المثالية التي تقع ضحية جريمة ارتكبها أحد أفراد العائلة، لتبدأ رحلتها في الكشف عنه، بمساعدة خاتون، بطلة العمل، التي تعيش مشاكل كثيرة وأزمات عديدة مع الكثيرين والمقربين منها".

تجدر الإشارة إلى أنه كان مقرراً في العام الماضي، وبحسب بعض المصادر القريبة من العمل، بأن تقوم بالبطولة الفنانة نسرين طافش، لكن يبدو أن خلافاً ما وقع بين الممثلة والجهة المنتجة حالت دون إتمام الإتفاق.

وفي اللحظات الأخيرة، إتفقت إدارة البرامج  في "أم تي في" مع منتج مسلسل "يا ريت" (جمال سنان)، لعرض العمل من كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج فيليب الأسمر، وبطولة  ماغي أبو غصن، مكسيم خليل، قيس شيخ نجيب، باميلا الكيك وجوزف بو نصار.

وفي إتصال مع "المدن"، كشفت الكاتبة مارشيليان ان العمل "هو مزيج من المشاعر والأحداث التي تشبه واقع المجتمع اللبناني الحالي، خصوصاً الإندماج الإجتماعي اللبناني السوري بسبب أحداث سوريا"، لافتة إلى أنها "كانت تطمح إلى كتابة مسلسل من هذا النوع وأن المسلسل مليء بالقصص، فلكل شخصية قصتها في المسلسل"، لافتة الى انه "مزيج من قصص الحب والخيانة والمسامحة وعدمها".
"الجديد" تراهن على الدراما بدلاً من البرامج
تحاول قناة "الجديد" هذه السنة الإستئثار بأهم الأعمال الدرامية التي تعتمد عليها لجذب المشاهدين وسدّ عجزها عن إنتاج البرامج الضخمة، لعدم وجود رعاة رسميين تنتج البرامج المكلفة كالتي تقوم بها محطات عربية أخرى مثل "ام بي سي". وبحسب إدارة البرامج في القناة، فإن خطتهم وتحديداً في شهر رمضان، "تتمثل في جذب المشاهد اللبناني في الدرجة الأولى لا سيما أن بعض الأعمال الدرامية التي تعرضها المحطة تعرض أيضاً على محطات أخرى".

وتنافس قناة "الجديد" هذا الموسم بعرض مسلسل "نص يوم"، بطولة تيم حسن ونادين نجي، وهو من كتابة باسم سلكا وإخراج سامر البرقاوي. ويعتبر العمل خليطاً بين الحب والتشويق، حيث يلعب حسن شخصية "ميار" تاجر الزيتون الذي يغرم بفتاة غامضة والتي هي نادين نجيم.

القصة ليست جديدة (كما حال بعض الأعمال للعام 2016)  بل مقتبسة عن رواية عالمية تحكي علاقة حب يتخلّلها الكثير من المواقف الصعبة ومشاكل من العيار الثقيل.

وفيما يتجه معظم الكتّاب والمخرجين لاقتباس الأفكار والحبكات من قصص وأفلام قديمة، تبرز هذه القضية في العمل السوري اللبناني المشترك "جريمة شغف" الذي ستعرضه محطات عربية عديدة ومن ضمنها قناة "الجديد" التي أدرجته مع عدد من الأعمال الدرامية الأخرى في خريطتها للعام 2016.
"جريمة شغف"= "إمرأة واحدة لا تكفي"
يبدو أن قناة "الجديد" تركّز على "جريمة شغف" بشكل أكبر من باقي الأعمال، إن كان من ناحية "البرومو" المكثّف أو من ناحية البانوهات التي توزعت في أرجاء شوارع بيروت وضواحيها، مع العلم أنها تسوّق للأعمال الأخرى أيضاً.

العمل من بطولة قصي الخولي ومعه خمس بطلات يتصارعن على قلبه وهن: أمل عرفة ونادين الراسي وجيسي عبدو  ونظلي الرواس ونجلاء بدر (من مصر)، ويشارك في البطولة نجوم آخرين مثل منى واصف وتقلا شمعون ومجدي مشموشي.

النص كتبته السورية نور الشيشكلي، أما الإخراج فتولّته رشا شربتجي التي نجحت سابقاً في إدارة أعمال درامية حققت نجاحات جماهيرية وإنتاجية كثيرة، إلا أن الجو العام للعمل وبحسب فكرة النص التي تحدثت عنه سابقاً الكاتبة شيشكلي (بدأ تصويره في شهر تشرين الثاني 2015) ، يشبه إلى حد بعيد أحداث فيلم مصري ربما نسيه الجيل الجديد، وهو فيلم "إمرأة واحدة لا تكفي" الذي لعب بطولته النجم الراحل أحمد زكي ويسرا وفيفي عبده وسماح أنور والراحل يونس الشلبي، وقد أخرجته إيناس الدغيدي وهو من إنتاج العام 1990، وكتبه االإعلامي عماد الدين أديب.

كاتبة العمل نور الشيشكلي، تقول لـ"المدن" إن "عملها لا يشبه أي نص آخر وربما هناك تشابه في الأفكار لكنها لم تسرق فكرة أحد، وأنها إستوحت القصة من الواقع"، وطلبت متابعة العمل للمقارنة بينه وبين عمل إيناس الدغيدي، كون الأحداث ستكون مختلفة تماماً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها