الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 16:53 (بيروت)

موسكو ما تزال متمسكة بالأسد.. هل ستفرض "جنيف 3"؟

الثلاثاء 2015/09/01
موسكو ما تزال متمسكة بالأسد.. هل ستفرض "جنيف 3"؟
قدري جميل: مؤتمر جنيف ٣ أصبح على الأبواب (أ ف ب - أرشيف)
increase حجم الخط decrease

أنهى وفد من ممثلي "معارضة الداخل" في سوريا سلسلة اجتماعات في العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، ليكون رابع وفد سوري يزور موسكو في أقل من شهر، في ظل المساعي الروسية الأخيرة للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وضم الوفد كلاً من، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبدالعظيم، وسكرتير عام حزب الإرادة الشعبية، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية المقال قدري جميل، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديموقراطي خالد عيسى، ورجل الأعمال المعارض نمرود سليمان. وشملت الاجتماعات لقاءات مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.

وفي مؤتمر صحافي عقده وفد "معارضة الداخل"، الثلاثاء، قال عبد العظيم إن التوافق الأميركي - الروسي في ما يخص الأزمة السورية، أخذ أبعاداً جديدة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن روسيا لم تغير موقفها، منذ بداية الأزمة وإلى الآن، من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.


من جهته، قال جميل إن حزبه ملتزم ببيان جنيف، وأن مؤتمر "جنيف ٣" أصبح على الأبواب، مشيراً إلى أن لقاءات موسكو التشاورية ، "موسكو ١" و"موسكو ٢"، عقدت لتسهيل الوصول إلى "جنيف ٣". وأشار إلى أن اتفاقاً بين روسيا، والسعودية، وأميركا، قد تم خلال لقاء الدوحة الثلاثي الشهر الماضي، على البدء في التحضير لمؤتمر "جنيف ٣"، داعياً الأطراف الإقليمية إلى الإسراع في عقد مؤتمر "جنيف ٣".


من ناحيته أكد خالد عيسى، أن حزبه مدرك حاجة الملف السوري إلى دور فاعل للقوى العالمية، معتبراً أن إبعاد معارضة الداخل هو سبب عدم تحقيق النتائج المرجوة من مؤتمري "جنيف ١"، و"جنيف ٢". وأشار عيسى إلى أن حزبه جاهز للعمل مع المجتمع الدولي لما فيه خير لكل السوريين، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الإقليمية والدولية، بشرط أن تحترم من جانبها مصالح السوريين بشكل عام.


وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافرورف، قد أكد في وقت سابق، الثلاثاء، أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر "ضار وغير واقعي". وأعتبر أن التخلي عن هذه المطالب سيسمح بزيادة فعالية مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن هذا هو الهدف الذي ترمي مبادرة الرئيس الروسي إلى إحرازه.


وأكد لافروف، في خطاب ألقاه أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، أن الأسد لا يزال "رئيساً شرعياً تماماً"، وأن الجيش السوري يمثل اليوم القوة الأكثر فعالية في مواجهة "داعش" على الأرض. وأشار إلى تلقي موسكو ردود أفعال من الدول الفاعلة، إقليمياً ودولياً، تشير إلى أن الجميع بدأ يدرك "أولوية الجهود المشتركة لمكافحة الشر الذي يهدد الجميع"، معرباً عن أمله في أن تحظى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمكافحة الإرهاب، بإقبال واسع.


وتأتي تصريحات لافروف بعد أن كان الائتلاف السوري قد أشار بُعيد زيارته الأخيرة إلى موسكو، إلى تغيير ملموس في السياسية الروسية في ما يتعلق بالملف السوري. في هذا الشأن، اعتبر عضو الهيئة العامة للائتلاف السوري جورج صبرا أن "من يحدد شرعية الرئيس في الأساس ليس الدول، ولا تصريحات رؤوسائها أو وزرائها، بل الشعب نفسه"، معتبراً أن العالم الذي لم تصل إليه، حتى الآن، كل أعمال القتل والتهجير الممارس بحق الشعب السوري، هو عالم "أعمى، أصم، وأخرس". وأضاف صبرا لـ"المدن": "إن لافروف ربما يرى مطالب الشعب السوري، في الحرية والكرامة، غير واقعية. لكن الثورة السورية تفرض نفسها على العالم كحقيقة ساطعة، وتهدف إلى إسقاط النظام، وهو الشيء الواقعي الذي يعمل من أجله الشعب السوري". واعتبر صبرا، أن واقعية لافروف مرتبطة بالمصالح الروسية ولا علاقة لها بمصالح ومطالب الشعب السوري.


أما عن موضوع "جنيف ٣"، تساءل صبرا عن أجواء روسيا والمعارضة "التي تصنعها وتحاول فرضها" على الشعب السوري في هذا الموضوع، في حين أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قد أكد في كلمته أمام مجلس الأمن عن عدم نضوج الأجواء بما فيه الكفاية لعقد مؤتمر "جنيف ٣"، ولذلك لم يشر إلى مؤتمر كهذا في وثائقه التي تقدم بها للأطراف السورية مؤخراً.


وكشف صبرا لـ"المدن" عن وجود مشاكل داخلية في هيئة التنسيق، منعتها من المصادقة على الوثيقة المشتركة التي وقعها وفد الهيئة مع الائتلاف أواخر تموز/يوليو الماضي، عقب اجتماعات باريس وبروكسل، وأمِل أن تتوصل الهيئة إلى حل لهذه المشكلة. وتعلن تلك الوثيقة توصل الطرفين إلى "خريطة طريق لإنقاذ سوريا تضم المبادئ الأساسية للتسوية السياسية، على أن تتم المصادقة عليها من قبل مرجعياتهما، وتدعو الوثيقة إلى تنفيذ بيان جنيف (01 حزيران/يونيو 2012) بدءاً بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تمارس كامل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بما فيها كافة سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة".


يشار إلى أن العاصمة الروسية موسكو شهدت مؤخراً زيارة ثلاثة وفود من المعارضة السورية، أولها كان وفد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة خالد خوجة، تبعها زيارة وفد من "لجنة القاهرة" برئاسة هيثم مناع، ثمّ زيارة لوزير المصالحة الوطنية علي حيدر. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها