السبت 2014/10/04

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

العراق: داعش بمواجهة ضربات جوية غير فعالة

العراق: داعش بمواجهة ضربات جوية غير فعالة
سيضطر الحلف الى التدخل البري، الامر الذي ستكون له تداعياته التي يرغب اعضاء الحلف بتحاشيها (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

لم يمض سوى وقت قصير على بدء التحالف الدولي عملياته العسكرية ضد "داعش"، حتى بدأت التقييمات تشير الى ضعف الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد "الدولة الاسلامية". فبعض تلك التقييمات لمحت الى عدم جدواها، ورأى مسؤولون أميركيون "أن الضربات ضد (داعش) تفتقر للفاعلية والطائرات الأميركية قصفت أحيانا مقرات وقواعد غادرها المسلحون، منذ فترة طويلة"، أما البنتاغون فيعزو ذلك لـ"ذكاء الخصم" الذي ما يزال يمتلك قدرات هجومية.  

في الـ"سي آي ايه" عدَّ مسؤولون أميركيون، يوم الأربعاء الماضي "أن التغطية الاستخبارية الاميركية في كل من العراق وسوريا ليست بالكفاءة نفسها التي كان عليها الجهد الاستخباري لوكالة المخابرات المركزية في الباكستان واليمن"، معتبرين أن ذلك أدى إلى "عدم فاعلية" الغارات الجوية والصاروخية المنفذة في البلدين. جاء ذلك في تقرير لوكالة الاسوشيتد برس، اوردته نهاية الاسبوع الماضي، هذا بينما كانت الاوضاع في العراق تنبىء بوضع آخر خطير يصب بصالح "داعش"، مقللاً من  فرص او احتمالات نجاح الحملة ضدها.


"الفايننشال تايمز" البريطانية، نشرت تحليلاً جاء فيه :"إن كارثة الصقلاوية هزت الساسة والمسؤولين الأمنيين العراقيين والأمريكيين، وأظهرت تعثرهم في صياغة استراتيجية فعالة لمواجهة ارهابيي داعش في سيطرتهم على مناطق واسعة من شمال غربي العراق منذ شهر حزيران الماضي". التقرير اشار إلى نقطة مهمة تصف حال الحكومة الجديدة وماتواجهه في معركتها مع "داعش"، في ظل تخلخل وعدم تناسق بنية الجيش العراقي،  فقد ذكر: "أن غالبية الساسة والمسؤولين الأمنيين العراقيين يقرون بأنهم في صراع مع الزمن. فالعراق يتعين عليه إعادة بناء وتأهيل وتسليح جيشه قبل ان يعزز المسلحون قبضتهم على المناطق التي أعلنوا فيها الخلافة الإسلامية" مايلقي ضوءاً على وضع حرج، لم يعد خافياً على أحد شعبياً وعلى مستوى الحكومة والبرلمان العراقي.


أحد أعضاء البرلمان صرح بأن "الجيش لا يتمتع بالقدرة على الامساك بالارض حتى في حالات تحرير بعض المناطق، الامر الذي يعرض ثكناته وقواعده للحصار والاحتلال". جاء ذلك في سياق حالة من القلق تفاقمت بعد مجزرة الصقلاوية، ما ركز الانظار على القادة العسكريين والامنيين، ووضعهم تحت مساءلة بدت عقيمة، فلا أحد منهم، بمن فيهم وزير الدفاع السابق، قدم تبريراً مقنعاً يبين مواضع الضعف واسبابه، ولا حتى التفاصيل الفعلية  لمجزرتي "سبايكر" و"الصقلاوية"، او لسقوط الموصل في حزيران الماضي بيد "داعش" ومن تحالف معها. الأهم من بين مانشر حول هذا الموضوع، تقرير جاء في إحدى الصحف العراقية،  تضمن معلومات مرعبه عن حالة الجيش الفعلية، والأوضاع على الأرض.


مراسل الصحيفة اورد في مستهل تقريره بان قيادة شرطة الانبار  "كشفت عن انقطاع الطريق على 6 أفواج عسكرية يضم كل واحد منها نحو 200 عنصر، وفيما لفتت إلى أن الأفواج ليس لديها تماس مباشر مع داعش، أكدت أنها بانتظار قوات مضاعفة لفتح الطريق المؤدي إليها". وقال اللواء أحمد صداك الدليمي، قائد شرطة الأنبار، لمراسل صحيفة "العالم الجديد"، إن "هناك 6  أفواج من الجيش وضعها ليس في تماس مع العدو، ولا يوجد لدى هذه القوات أي مشكلة عدا أن الطرق المؤدية إلى أماكن تواجدها أصبحت بيد تنظيم "داعش". ولفت إلى أنه "صار الوصول إلى هذه الوحدات العسكرية ضعيفاً جداً". واستدرك مؤكداً "هذا لا يعني أن قوة عسكرية عندما تحاصر ستكون في تماس مع العدو".


وتحدث الدليمي عن "عمليات تجري الآن لكنها تحتاج إلى قوة جديدة لتتمكن من فتح الطرق المؤدية إلى مقار تلك القوات لتنتهي المشكلة". وشدد على أن "مشكلتنا أن القوة التي من المفترض أن تنفذ هذا الواجب لفتح الطرق، غير متيسرة الآن". ورغم محاولة التطمين المفضوحة، التي تقصّد قائد الشرطة إيصالها إلى القارىء". إلا أنه لم يذكر احتمالات او توقيت داعش لهجماتها على اي من الافواج التي المحاصرة التي ذكرها، الامر الذي حصل من قبل في حالة الصقلاوية، وبالعموم فانه لايمكن الحكم على حالة الجيش العراقي استناداً لما ذكر بانها ليست مهلهلة، او ان مثل هذا الجيش  يمكن ان يكون قوة  فعالة  بمواجهة "داعش". واذا اضيفت حالة الجيش هذه إلى اللوحة التي عكستها التقييمات الاولية للعمليات الامريكية والفرنسية البريطانية ضد الدولة الاسلامية، فان الحصيلة تكون غير مطمئنة بالمرة.


وبالحد الأدنى، يبدو وضع التحالف المضاد لـ"داعش" بعيداً عن الفعالية، ومليئاً بالثغرات ونقاط الضعف التي من شأنها فتح باب المساومات الضرورية، مع قوى واضح ان  الولايات المتحدة والغرب كانا ومازالا عازمين على استبعادها من الحلف الدولي، بخلاف ذلك سيضطر الحلف الى  التدخل البري، الامر الذي ستكون له تداعياته ومترتباته التي يرغب اعضاء الحلف، وبمقدمتهم الاميركيين، بتحاشيها. فهل نشهد اليوم  يا ترى، وبمناسبة المواجهة مع "داعش"، فصلاً جديداً من فصول اختبار حدود القوة، وتقلص نطاقها؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها