الأحد 2016/01/24

آخر تحديث: 16:30 (بيروت)

قوات النظام تعتمد "الألغام البحرية" بدلاً من "البراميل المتفجرة"

الأحد 2016/01/24
قوات النظام تعتمد "الألغام البحرية" بدلاً من "البراميل المتفجرة"
يمكن للألغام البحرية أن تخترق المباني قبل أن تنفجر في داخلها (انترنت)
increase حجم الخط decrease
عَمدَ النظام السوري إلى استخدام مختلف أنواع ترسانته الحربية، البرية والجوية، ضدّ المعارضة السورية، منذ انطلاق الثورة في أذار/مارس 2011. ولم يتورع عن استخدام كافة أنواع الأسلحة، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأيضاً تلك المحرمة دولياً كغاز الـ"سارين" السام. وبرز في النصف الثاني من العام 2012، استخدام قوات النظام لـ"البراميل المتفجرة"، وهي سلاح فتاك أعمى، لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، وتنعدم فيه خاصية إصابة الهدف.

مع نهاية شهر أيار/مايو من العام 2015، بدأت قوات النظام استخدام سلاح جديد، بشكل ممنهج، هو "الألغام البحرية" المُعدة أساساً للحروب المائية، في أسلوب جديد لقتل المدنيين.
وقد نشر الناشطون صوراً لـ"الألغام البحرية" التي ألقتها الطائرات المروحية على إدلب وحماة.

و"اللغم البحري" عبارة عن عبوة حديدية، شبه بيضوية، لها صمامات تفجير تتوزع على جميع أطرافها، وهي محشوة بكمية كبيرة من المتفجرات والـ"تي إن تي"، بالإضافة إلى كميات من المسامير وقطع الحديد التي تتشظى لمسافات كبيرة وتساعد في قتل كل من تصيبه على مسافات بعيدة من موقع الإنفجار. وأكد النشطاء أن السلاح الجديد تستخدمه قوات النظام بفاعلية كبيرة في المدن، حيث يمكنها من تدمير بناء كامل مكون من طبقات متعددة بلغم واحد.

ويؤكد الناشط الإعلامي في ريف حماة خالد أبو سعد، لـ"المدن"، أن قوات النظام بدأت تستبدل "البراميل المتفجرة" بـ"الألغام البحرية"، وصارت المروحيات تلقي ما بين 8 و20 لغماً في الطلعة الواحدة.

ويضيف أبو سعد، أن الأهالي فوجئوا في ريفي إدلب وحماة، من عدد البراميل الملقاة في الطلعة الواحدة، وبعد الاستعانة بأحد مختصي الألغام من الجيش الحر، تبين أن ما تلقيه الطائرات هو "ألغام بحرية". وفي العادة، كانت المروحيات لا تحمل أكثر من 4 "براميل متفجرة" في الطلعة الواحدة، بينما الآن تستطيع أن تحمل ضعف هذا الرقم من "الألغام البحرية".

العقيد المنشق عن قوات النظام أبو شهاب، يقول لـ"المدن" إن هذه "الألغام البحرية"، التي باتت تستخدم في أغلب مناطق سوريا، تنقسم إلى نوعين: الأول من طراز "آر كي ام" المعروف باللغم الطرقي، وله تجويفين فارغين بالأساس ليطفوا على سطح الماء، وعبأته قوات النظام بمادة "تروتيل" شديدة الانفجار، وهي ماده شمعية لونها أخضر مائل للاصفرار قليلاً، ووضعت له صاعقاً للانفجار بالإضافة للصواعق الأربعة الموجودة أصلاً، كي ينفجر اللغم بمجرد الاصطدام بالأرض.

والنوع الثاني من الألغام من طراز "SADAF-02" ويعود زمن تصنيعها إلى ستينيات القرن الماضي، وهي موجودة بكميات كبيرة في مخازن وزارة الدفاع منذ منتصف الثمانينيات.

وأشار العقيد إلى أن "الألغام البحرية" تختلف عن البراميل، بأنها تمتلك صواعق عديدة، وبالتالي فإنّ إمكانية عدم انفجارها محدودة بشكل كبير. كما أنّ مدى تأثيرها أشدّ اتساعاً من مدى البراميل، حيث يبلغ قطر تأثير انفجارها حوالي 500 متر، بالمقارنة مع 100 متر بالنسبة للبراميل المتفجرة. ويمكن للألغام البحرية أن تخترق المباني قبل أن تنفجر في داخلها، ما يزيد من قوة تأثيرها.

وزن اللغم الواحد يبلغ 300 كيلوغرام، وهو أخف بكثير من البرميل المتفجر الذي يصل وزنه إلى طن واحد. ولذلك فإن المروحيات بات بإمكانها أن تحمل عدداً أكبر من الألغام قياساً بأعداد البراميل التي يمكن حملها خلال الطلعة الواحدة.

ويضيف العقيد أبو شهاب، أن اللغم مُعد بالأساس لتدمير السفن العسكرية المصفحة. ويمتلك سلاح البحرية السورية بين 6000 و7000 لغم بحري روسي الصنع، وهي في معظمها مخزّنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في مخازن عسكرية خاصة بسلاح البحرية، في هرميل داخل الجبال المقابلة لطرطوس من جهة الساحل، وقرب قرية سقوبين شمالي اللاذقية.

ويؤكد العامل في "الدفاع المدني" عبدالله أبو محمد، أن هذه الألغام أدت إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، وألحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات والأراضي الزراعية. ويقول عبدالله لـ"المدن" إن استخدام هذه الألغام بدأ بالتزامن مع انطلاق معارك سهل الغاب، مشيراً إلى أن النظام اعتمد استخدام الألغام البحرية بعد التدخل الروسي العسكري.

ويُعتقد أن سبب استخدام هذه الألغام الآن يعود إلى سببين أساسيين: الأول أن هذه الألغام موجودة أصلاً في مخازن قوات النظام، ولم تُستخدم من قبل، ما لا يضيف تكاليف إضافية على النظام الذي يُعاني من مشاكل مالية خانقة، لا تمكّنه من شراء ذخائر وأسلحة جديدة.
والسبب الثاني هو القدرة التدميرية العالية لهذه الألغام، مقارنة مع نظائرها من البراميل المتفجرة.

وفي السياق، فإن مطار حماة العسكري ومطار اللاذقية ومعامل الدفاع في حلب، تعد منطلقات للمروحيات التي تحمل البراميل والألغام البحرية. وقد عملت تلك المواقع منذ بداية الحراك الثوري في سوريا ضد النظام، على بناء ورشات ضخمة لتجهيز الألغام والبراميل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها