الثلاثاء 2016/08/30

آخر تحديث: 13:58 (بيروت)

حماة: المعارضة تكسر خطوط الدفاع الأولى للنظام

الثلاثاء 2016/08/30
حماة: المعارضة تكسر خطوط الدفاع الأولى للنظام
استطاعت المعارضة السيطرة على مدينة حلفايا الإستراتيجية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تمكنت فصائل معارضة، الإثنين، من السيطرة على نقاط مهمة في الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام، على جبهة ريف حماة الشمالي، بعد ساعات من بدء المعركة. وأعلن كل فصيل مشارك، بحسب قطاعه، عن انطلاق المعركة، تحت مسميات مختلفة؛ فجاء إعلان "جند الأقصى" عن "غزوة الشيخ مروان حديد"، في حين أطلق عليها "جيش النصر" اسم "حمم الغضب لنصرة حلب"، فيما أطلق عليها "جيش العزة" اسم "في سبيل الله نمضي".

ومروان حديد هو مؤسس "الطليعة المقاتلة" التي خاضت حرباً ضد النظام السوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ومات في "سجن المزة العسكري" في حزيران 1976، بعد عام على اعتقاله. ورغم المسميّات المختلفة للمعركة، إلا أن التنسيق كان على مستوى مرتفع على الأرض، وسط تعاون بين "جند الأقصى" وبقية فصائل المعارضة.

واستطاعت المعارضة السيطرة على مدينة حلفايا الإستراتيجية التي تبعد حوالي 25 كيومتراً عن مدينة حماة، وكذلك قرية المصاصنة بشكل كامل جنوبي بلدة معركبة، إضافة للسيطرة على أكثر من 10 نقاط كانت تتمركز فيها قوات النظام؛ مداجن أبو حسين والملحق وحاجزي الخيم والسرو والمفقص والعضايض والمدجنة الشرقية والخربة. وما تزال الاشتباكات مستمرة على محاور مختلفة في ريف حماة الشمالي.



واستعادت المعارضة السيطرة على قرية البويضة ومداجنها، الثلاثاء، بعدما تقدمت قوات النظام إليها ليل الإثنين، وتمكنت من قتل عدد من العناصر واغتنام عربة شيلكا مجنزرة وذخائر.

القائد العسكري في "جيش النصر" الملازم زاهر كريكر، قال لـ"المدن"، إن المعارضة متمثلة بـ"جيش النصر" و"جيش العزة" بالاشتراك مع "جند الأقصى" وبعض الفصائل الأخرى، بدأت المعركة بتمهيد ناري كثيف منذ فجر الإثنين، على عدد من الحواجز في وقت واحد، لتوسيع الجبهة وعدم حصرها في منطقة واحدة، فقد استهدف التمهيد حواجز الزلاقيات وزلين والمصاصنة وجنوبي معركبة، إضافة إلى استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ "غراد" لتحييد الطيران، خاصة المروحي.

وتابع كريكر أن "تحرير قرية المصاصنة ساعدنا في تحرير حاجز زلين والزلاقيات اللذين يشرفان على مدينة حلفايا الاستراتيجية والملاصقة لمدينة محردة". وأشار إلى أن الهدف الأول، هو كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام في مدينة حماة، والسيطرة على قريتي صوران وقمحانة بإعتبارهما مراكز لمليشيا "الدفاع الوطني" وبوابة مدينة حماة.

وكانت "جبهة فتح الشام" و"حركة أحرار الشام" قد أعلنتا عن عدم مشاركتهما في معركة حماة بسبب اشتراكهما في معارك حلب والساحل السوري.

وفي حين أشار البعض إلى أن "جند الأقصى" قد تستفيد من غياب مشاركة "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في العملية لضم المنشقين عنها، إلا أن بيان "جند الأقصى" الرسمي، أوضح بأن أهداف "الجند" من معركة حماة تتحدد في تخفيف الضغط على مقاتلي المعارضة في حلب، من خلال تشتيت قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، وتشتيت طيران النظام وروسيا، بفتح جبهة إضافية في حماة، وذلك عدا عن الأهداف الخاصة بمحافظة حماة، وهي كسر خط الدفاع الأساسي عن المدينة.

مدير المكتب الإعلامي في "جيش العزة" عبادة منصور، قال لـ"المدن"، إنه بعد السيطرة على مدينة حلفايا تابعت قوات المعارضة تقدمها باتجاه مدينة طيبة الإمام على بُعد 3 كيلومترات غربي الطريق الدولي حماة-حلب و18 كيلومتراً شمالي حماة. وبعد ساعات قليلة فجّرت "جند الأقصى" سيارة مفخخة يقودها انغماسي في حاجز المداجن الذي يعتبر الحصن القوي لطيبة الإمام. إلا أن المعارضة لم تتمكن من الصمود ومتابعة التقدم إلى طيبة الإمام بسبب القصف الجوي الكثيف من قبل الطيران الحربي الروسي على المنطقة. وتابع منصور، إن المعارضة تمكنت من قتل عشرات الجنود من قوات النظام وأسر ضابط برتبة عالية في قرية البويضة. مشيراً إلى أن المعارضة تمكنت من تدمير رشاش من عيار "14.5" في حاجز زلين وعربة شيلكا على جبهة البويضة، وسيارة نقل جنود في حاجز شليوط، ودبابة "T-72" في حاجز جب الدكتور، وقاعدة "كورنيت"، وكذلك من اغتنام دبابتين وعربة "BMB" ورشاش "14.5" بالإضافة إلى قاعدة صواريخ "كونكورس".

قائد "كتيبة الاستطلاع" عبدالحكيم أبو هشام، شرح لـ"المدن" أهمية المعركة بالقول: "هذه المناطق كسرت القوس الدفاعي الإستراتيجي الذي أنشأه النظام، ما يكشف الحواجز التابعة للنظام، ضمن زاوية رؤية 180 درجة". وأضاف عبدالحكيم، أن القوس الدفاعي يمتد من معان في ريف حماة الشرقي، مروراً بمورك والبويضة ومعركبة والزلاقيات وزلين، إلى شليوط غرباً، وامتداداً إلى ريف حماة الغربي، وصولاً إلى مدينة كرناز.

وبعد السيطرة على المصاصنة وحلفايا وأجزاء من منطقة الزوار الزراعية، انتقلت المعارك إلى مرحلة جديدة، وهي السيطرة على مدينة طيبة الإمام شرقاً وقرية خطاب ومدينة محردة غرباً. وأشار عبدالحكيم إلى أنه أصبح بالإمكان استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ "غراد" بعيدة المدى.

وشنّت المقاتلات الحربية غارات جوية على مدينة حلفايا ومورك وكفرزيتا واللطامنة ومحيطها وعلى محاور الاشتباكات في ريف حماة الشمالي. كما استهدفت طائرة مروحية تابعة للنظام بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة ومحيط مدينة مورك. كما قصفت قوات النظام بالمدافع الميدانية المتمركزة في معسكر دير محردة وحواجز بريديج، مدينة اللطامنة ومحيطها بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها