الثلاثاء 2016/04/19

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

المعارضة ترد "المظالم" في اللاذقية وسهل الغاب

الثلاثاء 2016/04/19
المعارضة ترد "المظالم" في اللاذقية وسهل الغاب
هدف المعركة هو منع الاستهداف المتكرر لمخيمات النازحين على الحدود السورية التركية، والوصول إلى معسكر جورين
increase حجم الخط decrease
سيطرت فصائل المعارضة السورية، الإثنين، على عدد من المواقع في ريفي حماة واللاذقية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني. وجاءت السيطرة على تلك النقاط بعد إعلان المعارضة عن إطلاق معركة جديدة باسم "رد المظالم"، رداً على "كثرة انتهاكات" قوات النظام السوري للهدنة المعمول بها في سوريا، منذ نهاية شباط/فبراير.

وقالت مصادر في المعارضة إن أحد أهداف هذه المعركة هو منع الاستهداف المتكرر لمخيمات النازحين المنتشرة على امتداد الحدود السورية التركية، والوصول إلى معسكر جورين الذي يعتبر أكبر معقل لقوات النظام في سهل الغاب. وأوضح رئيس المكتب الإعلامي في "جيش النصر" محمد رشيد، في حديثه لـ"المدن"، أن مقاتلي "جيش النصر" و"جند الأقصى" وغيرهما من الفصائل الإسلامية، شنوا هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في ريف حماة الغربي، بعدما قامت قوات النظام بحشد قوات ضخمة مكونة من ثلاثة أرتال على محور المنصورة والصوامع والقاهرة، بغرض اجتياح قرى وبلدات في سهل الغاب. ونتيجة هذا الهجوم تمكنت المعارضة من السيطرة على بلدة خربة الناقوس، بعد تمهيد مدفعي وصاروخي عليها، تلاه تفجير سيارة مفخخة من قبل "جند الأقصى" عند مدخلها، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام. ودارت بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين، انسحبت على إثرها قوات النظام من البلدة.

وأضاف رشيد أن مقاتلي "جيش النصر" و"جند الأقصى" واصلوا تقدمهم على حساب قوات النظام وتمكنوا من السيطرة على تلة الدبابات قرب معسكر جورين، بعد معارك بين الطرفين. وتمكنت قوات المعارضة من الاستيلاء على دبابتين من طراز "T-72" وتدمير مدفع رشاش عيار 23، وتدمير سيارة دفع رباعي، كما قتلت عدداً من عناصر قوات النظام.

وأفاد مراسل "اتحاد ثوار حماة" أبو اليمان الحموي، بأن قوات المعارضة نفذت عملية "انغماسية" على الجسر الواصل بين ضفتي نهر العاصي لمنع قوات النظام من التقدم إلى قرية خربة الناقوس، بالإضافة إلى قطع طريق إمداد قوات النظام إلى مناطق شرقي نهر العاصي. وأضاف أبو اليمان أن المناطق الموالية القريبة شهدت حركة نزوح جماعي إلى مناطق مصياف والسقيلبية واللاذقية.

قائد "لواء سور العاصي" أبو محمد الحسني، قال لـ"المدن"، إن معسكر جورين هو أبرز مراكز قوات النظام في سهل الغاب، نظراً للثقل العسكري الموجود فيه، إضافة إلى موقعه الجغرافي كمدخل رئيس للساحل. ويقع المعسكر بالقرب من قرية جورين الموالية للنظام، وتحده من الغرب مدينة صلنفة في ريف اللاذقية الشرقي، ومن الشمال والجنوب قرى موالية للنظام. كما يشكل المعسكر عقدة لطرق المواصلات بين اللاذقية وحماة.

وتابع الحسني أن قرية جورين ومعسكرها يعتبران من أكبر الحواجز في المنطقة، وبعد سيطرة المعارضة على بلدة خربة الناقوس وتلة الدبابات، فإن الطريق نحو جورين أصبح سالكاً. وأكد أن سقوط جورين في سهل الغاب هو بداية سقوط الساحل السوري كله.

من جانبه، قال الراصد لتحركات الطيران في المنطقة أبو حمزة، إن الطائرات الروسية شنت أكثر من 40 غارة جوية على قرى ريف حماة الغربي، كما ألقت الطائرات المروحية حوالي 20 برميلاً متفجراً على قرى المنصورة والقاهرة وقلدين والعميقة وصوامع المنصورة. بينما قصفت قوات النظام  بالصواريخ قرى المنصورة والقاهرة والعنكاوي والزيارة في سهل الغاب، ولم ترد معلومات عن وقوع ضحايا جراء القصف.



من جهة أخرى، سيطر مقاتلو المعارضة السورية في ريف اللاذقية الشمالي على قريتي نحشبا وورشا، وتل مالك في جبل الأكراد، بعد معارك مع قوات النظام، وقتلوا 13 جندياً من قوات النظام. وذكرت مواقع موالية أن ضابطاً برتبة عميد ركن، قتل في المعارك.

وأفاد الإعلامي في "الفرقة الأولى الساحلية" التابعة للجيش الحر فادي الأحمد، أن الفصائل المشاركة في غرفة عمليات المعارضة تمكنت من قتل عدد من عناصر النظام في تلة أبو علي في جبل التركمان، بعد استهداف مواقعهم بقذائف الهاون.

وأضاف الأحمد، أنهم دمروا مدفعاً ميدانياً عيار 130 لقوات النظام في قرية شير قبوع في جبل الأكراد، فيما دمروا قاعدة "كونكورس" على محور تل القرميل، وسيارة عسكرية مزودة برشاش 14.5 بصاروخ "تاو" في قرية عين القنطرة في محيط بلدة كنسبا في جبل التركمان.

إلى ذلك، استهدفت الفصائل المنضوية في غرفة "رد المظالم"، بقذائف المدفعية مواقع قوات النظام والمليشيات، في نحشبا وقلعة شلف وكنسبا ورشا وعين قنطرة وتلة أبو علي وبرج البيضاء،  في جبلي الأكراد والتركمان.

وقصفت قوات النظام منطقة الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وسقطت صواريخ قوات النظام بالقرب من مخفر بيسون التركي، من دون ورود معلومات عن وقوع ضحايا.

بدوره، قال قائد "كتيبة الاستطلاع" العاملة مع "فيلق الشام" أبو محمد هشام، لـ"المدن"، إن أهمية جبل التركمان تكمن في محاذاته لقرى سهل الغاب، وأشار إلى أن هذه المعركة جاءت وفق خطة عسكرية متكاملة، فعمل قسم من المعارضة على تحرير مناطق في جبل التركمان التي تطل على البلدات التي تم تحريرها في قرى سهل الغاب، لمنع محاولة قوات النظام الوصول إلى أطراف الجبل. وفي حال وصول قوات النظام إلى تلك النقاط تصبح أغلب بلدات وقرى سهل الغاب مكشوفة أمامها، وبالتالي تصبح إمكانية اختراق دفاعات المعارضة من الخلف سهلة.

وأضاف أن سهل الغاب يعتبر من أهم المناطق الإستراتيجية كونه يصل بين محافظات إدلب واللاذقية وحماة، ويعد جانبه الغربي نقطة ارتكاز لقوت النظام، وواحد من أهم خزاناته البشرية، إضافة لاتصاله بجبال الساحل المعقل الرئيسي لقوات النظام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها