السبت 2014/12/06

آخر تحديث: 13:10 (بيروت)

وفود سنية وكردية في واشنطن.. ترهق المكوّن السنّي؟

وفود سنية وكردية في واشنطن.. ترهق المكوّن السنّي؟
تتعدد الاحتمالات في ذهن الاميركيين، بينما الوضع على الارض وفي المناطق السنية بغاية التشرذم
increase حجم الخط decrease

في مقابلة اجرتها قناة تلفزيونية محلية مع زعيم "الحراك الشعبي في ديالى"، الدكتور الشيخ أحمد سعيد، الاسبوع الماضي، أعلن سعيد أن "المكون السني في العراق قارب الهلاك، بسبب عدم ترشيد مواقفه"، واطلق انتقادات لاداء هذا المكون من داخله، آخذاً عليه أنه لم يبلور موقفاً قائماً على قراءة مطابقة للظروف التي نشأت بعد الاحتلال الاميركي عام 2003. وفي الامثلة، ذكّر أن الترويج لاحتلال بغداد، كان خطأ قاتلاً، وان احلام حكم بغداد، أو إقامة الخلافة، استفزت العالم ضد سنة العراق، وهيجت الاكراد والشيعة، والمفروض أن لا يتم التفكير بالحكم، بل بالمشاركة العادلة مع المكونات الاخرى، كما أشار لضعف التبلور السياسي السني، المتوارث عن تاريخ من العلاقة المريحة بالحكم، ولم ينس التدخلات الخارجية، وردود افعال غير منظمة، أنهكت السنّة العراقيين، وأبعدتهم عن أي أهداف يمكن أن يحققوها، ما يشترط وحدة الموقف، وتناسق الاداء.

الرأي المذكور جاء مترافقاً مع أنباء ترددت عن وفد من الأنبار وصلاح الدين ونينوى، عشائري ومحلي، وصل الى الولايات المتحدة، وعقد مباحثات مع الأميركيين حول مستقبل المحافظات ذات الغالبية السنّية.

وكان وفد رفيع من كردستان سبقه، وعقد قبله اجتماعات مع كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن، طالباً التسلح خارج إرادة بغداد..

الوفد السنيّ متفق على محاربة "داعش"، لكنه مختلف حول قبول المشاركة مع القوات الحكومية، وقوات الحشد الشعبي..، كما يقال إنه ذهب لطرح المشاكل والمعوقات التي تواجههم في حرب "داعش"، في حين رأت أطراف أخرى أن معظم الشخصيات التي يضمها غير موثوق بها حكومياً وإقليمياً.

وكالة أنباء محلية نشرت على لسان شيخ عشيرة البوعلوان في الرمادي، نعيم الكعود النمراوي، تعقيباً على خبر وصول الوفد الى واشنطن، قال فيه إن "عشائر الانبار، وقادة المقاتلين، ليس لهم علم بعقد اجتماع مرتقب بين حكومة الانبار وبعض من شيوخ العشائر، ومن يدعي قيادته لمقاتلي العشائر، والاجتماع بالمسؤولين في واشنطن خلال الايام القليلة القادمة، ومن سيذهب في هذا الاجتماع، لا يمثل اهل الانبار ومقاتليهم".

اللافت في كلام الشيخ الكعود تأكيده على أن "عشيرة البونمر تتبرأ من زيارة بعض أعضاء حكومة الأنبار إلى واشنطن وتعلن: الحكومة العراقية تستطيع دعمنا ولا نحتاج لدعم أميركا... وليس لدينا علم بزيارة هؤلاء المنتفعين الذين لا يمثلوننا وسنحاسبهم على ما فعلوا".

هذه الاجواء زادت من مظاهر التعارض غير المعلن حتى الان، بين خطة واستراتيجية الولايات المتحدة، وبين  الخطة المعتمدة من الحكومة الاتحادية. ففي بغداد يسود اعتقاد راسخ مفاده أن الأميركيين يريدون بمناسبة تمدد "داعش"، ومنذ سقوط الموصل، منح المناطق السنية وضعا شبيها بالوضع الكردي. في هذا السياق، ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية في تقرير لها، أن واشنطن أقنعت "فصائل سنية عراقية بفكرة الحرس الوطني، والذي سيضم الجيش الإسلامي، وجيش المجاهدين، وجيش الراشدين، وكتائب ثورة العشرين، وحماس/ العراق، وثوار العشائر، وجيش النقشبندية" وأشارت إلى أن الحرس الوطني "لا تنطبق عليه قوانين المساءلة والعدالة" ويقاد من قبل الفصائل المذكورة.

الحكومة، من جهتها، ترفض أي نوع من الاستقلالية العسكرية في تلك المناطق، وهي تواظب مسرعة للوصول الى الموصل، وقد حققت إنجازات في الرمادي وديالى، وتوشك على استرجاع تكريت، هذا بينما المناطق السنية غير متفقة، و"داعش" تهيمن على المناطق الخارجة عن سلطة الحكومة، ولا تسمح لأي فصيل بالعمل في مناطق سيطرتها.

صحيفة "الواشنطن بوست" قالت في تقرير مطول لها، إن الولايات المتحدة تنوي تشكيل قوة بديلة للجيش العراقي،  وذكرت أن "قوة الطليعة"، على سبيل المثال، هي التي تتكلم عنها واشنطن، وامكانية جعلها بديلة عن الجيش العراقي لاستعادة الموصل على وجه التحديد، فالجنرالات الاميركيون يتحدثون عن تشكيلها في بداية العام المقبل، والمفترض ان تتكون من ثلاثة ألوية، يبلغ عدد مقاتليها 80 الف جندياً. ويتضح من التقرير ان القوة المذكورة هي غير "الحرس الوطني" الذي يجري الحديث عنه منذ فترة، فقد أشارت بهذا الخصوص إلى أن فكرة إنشاء "الحرس الوطني" لا تزال خاضعة لمزاجات السياسيين المتراوحين في مواقفهم ازاء الفكرة، وغالبية العراقيين لا يؤيدونها، بينما الحكومة تشترط اخضاعها ادارياً وعسكرياً لها.

وهكذا تتعدد الاحتمالات في ذهن الاميركيين، بينما الوضع على الارض وفي المناطق السنية بغاية التشرذم، والحكم الاتحادي يرفض اي استعادة للمناطق التي تحتلها "داعش" خارج قيادته، وهو قد بدأ يناور، فعقد اتفاقاً نفطياً مجحفاً بحقه مع الأكراد، آملاً تحييدهم عن سباق استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها