كافيتيريا "الأميركية".. ملجأ غذائي؟

في ظل الحملة التي تقوم بها وزارة الصحة للتأكد من سلامة الغذاء ومطابقته للشروط الصحية، يلجأ طلاب "الجامعة الأميركية في بيروت"، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في مساكن الجامعة، إلى كافيتيريا الجامعة تجنباً لمطاعم شارع بلس الكثيرة. لعلّ الوجبات المتنوعة، والأسعار المناسبة، التي تؤمنها الكافيتيريا، بالإضافة الى الخدمة الجيّدة وسلامة الطعام المُقدّم، أصبحت من دوافع الإقبال على هذا "الملجأ الغذائي".

تتبع الكافيتيريا هذه، لقسم خدمات الغذاء في المركز الطبي في الجامعة، على ما يقول مديرها وائل خالد. "البضاعة تصل الى مكان الإستلام حيث تفحص المواد الغذائية المطلوبة للتأكد من مطابقتها للمواصفات والمعايير". وقبل إنزال البضاعة "تُقاس حرارة برّاد عربة الشحن وخصوصاً برّادات اللحوم والدجاج. بعدها، تُنقل المواد الغذائية من صناديق الشحن إلى صناديق نظيفة خاصة بالكافيتيريا للتأكد من سلامة التخزين وعدم تعرضها للبكتيريا"، وفقه.

مصادر الlواد الغذائية في الكافيتيريا تختلف بحسب نوع الغذاء المطلوب. إذ "نتعامل مع مؤسسات غذائية عريقة تلتزم معايير السلامة وصحة الغذاء، منها الحلواني مثلاً". ويؤكد خالد أنهم يهتمون أولاً بـ"نوعية المواد، لذلك نُجبر أحياناً على إيقاف سلعة معينة مؤقتا، حتى تتوفر موادها في السوق، بالنوعية المطلوبة".

وتجري إدارة الكافيتيريا فحوصاً طبية شاملة في مختبرات المستشفى للموظفين بالإضافة الى المواد الغذائية، كما تفحص الخضار والفاكهة بدقة لتفادي العفن. يقول خالد إن دورهم، وبعد الحملة التي بدأت بها وزارة الصحة، "أصبح حساساً أكثر من قبل، لذلك شدّدنا على ضرورة تطبيق القوانين والمعايير، وعدم السماح بحصول أي خطأ".

ويشرح جود الخطيب، وهو المشرف على سلامة ونوعية الغذاء في كافيتيريا "الأميركية"، أن أخذ عينات من أكل المطبخ إجراء يومي، "حيث تُحفظ في مختبر الجامعة، وتؤرخ لتبقى ثلاثة أيام. وهذه الخطوة مهمة لجهة التأكد، في حال وجود أي حادثة تسمم، بأن طعام الكافيتيريا لم يكن المصدر المُسبّب". ويؤكد الخطيب أنه يقوم "بجولة كل صباح، ولمدّة ساعتين، لتفقّد المطبخ ونظافته والبرّادات والأفران، والتأكد من أن جميع البضاعة المعروضة لم تتجاوز تاريخ صلاحيتها. كما أننا نشدد على التعقيم السليم لأدوات الطهي وتقديم الطعام، وهذه أشياء لا يمكن التغافل عنها. ونحرص على النظافة الشخصية للطهاة، كنظافة الأظافر وارتداء الكفوف والقبعات".

لم تحصل أي حالة تسمم في الكافيتيريا إلى الآن. مع ذلك لا يمكن نكران بعض الشكاوى التي قدمها بعض الطلاب "حول بعض أنواع الطعام، وتعد قليلة، لكنّها في كل الأحوال لم تتجاوز حدود سلامة الغذاء".

أما يوسف طعمة فهو مسؤول عن فرقة تنظيفات مؤلفة من ٨ أشخاص تعمل في الكافيتيريا. وهي "مجهزة بعربات التنظيف التي تحتوي على جميع المواد المطلوبة للحفاظ على المعايير الصحية وخاصة تعقيم الطاولات والكراسي"، وفقه. ويلفت أحمد الشب، وهو طباخ مسؤول عن قسم الأكل الصيني في الكافيتيريا، أن الطعام يحضر جزئيّاً في الصباح الباكر بعد إستلام الخضار الطازج والمواد المطلوبة". وهو يشدّد على أن جميع الطهاة "يؤدون عملهم بحرفية حتى في أدق التفاصيل". في المقابل يعتبر الطلاب بأن كافيتيريا الجامعة جيّدة جداً بدليل إقبالهم عليها. ويكفي، مثلاً، أن يقول رائد مصطفى، وهو طالب سنة ثانية، أنّ "الكافيتيريا هي أكثر الأماكن شبها بمطبخ والدتي".