الأربعاء 2015/08/19

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

وفاة تسعة مهاجرين "أبحروا من طرابلس".. أول الغيث؟

الأربعاء 2015/08/19
increase حجم الخط decrease
لا تزال العائلات في مخيم البداوي منذ الصباح، مشغولة بقصة غرق مركب كان يقل مهاجرين غير شرعيين في المياه الاقليمية لجهة تركيا. قلق الأهالي يزداد بعد ورود أنباء عن وفاة شابين من المخيم كانا على متن القارب، الذي كان يضم 40 راكباً، معظمهم من لاجئي مخيم اليرموك الدمشقي، وكانوا يتوزعون على مخيمات الفلسطينيين في لبنان.

ووفق معلومات أمنية لـ"المدن" فإن من "بين القتلى شابين من البداوي، وبعض الأشخاص من الفلسطينيين السوريين كانوا يعيشون في مخيم عين الحلوة". وتشير مصادر شمالية مطلعة الى ان "هذه الرحلات غير الشرعية ليست الأولى من نوعها التي تنطلق من مرفأ طرابلس. خصوصاً ان خفر الميناء أوقف منذ أسبوع عند مجرى نهر أبو علي مركباً كان يقل فلسطينياً ولبنانياً وسورياً يحاولون الهرب عبر الواجهة البحرية". وأوضح ان "هناك ربما تواطؤاً وتورطاً لعناصر من خفر السواحل، في خروج هذه القوارب، لا سيما ان هناك في المبدأ تشديدات في مرفأ طرابلس مع وجود عناصر ورادرات مراقبة، وبالتالي فإن أي خروج لقارب غير شرعي يتم بمعرفة أحدهم". وتتخوف هذه المصادر من "وجود مافيات تعمل على تسهيل خروج هذه القوارب. وهذا أول الغيث، وربما لو لم تتدخل السلطات التركية لانتشال الناجين ونقلهم الى المستشفيات للمعالجة، لحلت كارثة أكبر في حال غرق الجميع، وهم عائلات تضم أطفالاً ونساءاً وعجائز".

ويؤكد ركان بدر، عضو "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في إتصال مع "المدن" أن "الاتصالات جارية لطمأنة الاهالي، بعد فورة القلق التي أثارها الخبر، خصوصاً ان هناك انقطاعاً في الاتصالات مع الناجين، وعلمنا الى الآن ان هناك 9 اشخاص غرقوا، من بينهم شخصان من سكان مخيم البداوي، ولا تزال الأسماء غير معروفة". ورأى أن ما يدفع هؤلاء الى الهرب غير الشرعي، هو "تخلي منظمة الاونروا عن اسعافهم، وشعورهم بأنهم عالقون في بلد لا يقدم لهم أي مساعدة، وأغلق بوجههم كل السبل للعيش بكرامة، وهم صاروا على يقين بأن الهرب الى اوروبا في عرض البحر، هو السبيل الوحيد للتخلص من هذه الحياة البائسة". ويشير الى "ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية اجراءات تسهيل للراغبين من السوريين الفلسطينيين بمغادرة لبنان الى تركيا ومنحهم جوازات سفر، فربما قد نشهد عمليات تهريب أخرى وأكثر خطورة، مع تنامي المافيات التي تستغل هؤلاء".

ويؤكد بدر أنه تم دفع ما يقارب الألفي دولار للشخص الواحد لإخراجه عبر مرفأ طرابلس، موضحاً ان "هذه ليست المرة الاولى التي تخرج فيها قوارب، وكنا نسمع بمثل هذه القوارب منذ شهرين، لكن يبدو انها المحاولة الاولى التي فشلت بسبب ثقل الحمولة وعدم قدرتها على تجاوز المياه الاقليمية التركية".

ومن المعروف ان الرحلة في السفينة الى تركيا لا تتعدى الـ13 ساعة، لكن رحلة القارب تجاوزت الـ48 ساعة. ووفق مصادر ملاحية لـ"المدن" فإن "الرحلة تعرضت لمشاكل كثيرة، كونها تأخرت يوماً ونصف اليوم، وهي بالتالي قد تكون توقفت مراراً في عرض البحر، بسبب ثقل الحمولة، أو ان محركها تعطل"، مشيرة الى "احتمال ان يكون القارب ضيقاً للغاية وهو  غير مخصص لأي رحلة، غير رحلات الصيد، وبالتالي فإنها كانت رحلة مكللة بالمخاطر".

وأظهر تسجيل مصوّر لعملية الإنقاذ، التقطه عناصر خفر السواحل التركية، انتشال رضيعة تبلغ من العمر شهرين فقط، وإنقاذ عدد آخر من المهاجرين غير الشرعيين.

ووفق تصريحات مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر لوسائل الاعلام المحلية فإنه "ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء قد خرجوا من مرفأ طرابلس"، موضحاً أنه "لا يوجد مراكب صغيرة أو كبيرة تُبحر من المرفأ بل هناك رحلات لبواخر كبيرة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها