الثلاثاء 2014/09/02

آخر تحديث: 17:00 (بيروت)

طلاب "الأميركية" يفكرون في المواصلات والسكن

الثلاثاء 2014/09/02
طلاب "الأميركية" يفكرون في المواصلات والسكن
لا تزال قضية رفع الأقساط تتفاعل في "الأميركية"
increase حجم الخط decrease

تفتح "الجامعة الأميركية في بيروت" أبوابها يوم الاربعاء للطلاب، حيث يبدأ العام الدراسي ومعه تمتلئ منطقة الحمرا بالطلاب. وكما كل عام تنتشر اعلانات شقق الإيجار في الشوارع المجاورة للجامعة، فالطالب الآتي من خارج بيروت يجد نفسه أمام معضلة السكن قرب الجامعة، الذي يعتبر مكلفاً بعض الشيء. يضاف الى ذلك أن أقساط الجامعة تحدد للكثيرين مكان سكنهم، فيتوزعون بين المناطق القريبة للحمرا، بينما يرى آخرون في السكن الجامعي ملجأ لهم رغم تكلفته وشروطه، بينما يصر البعض الآخر على السكن خارج حرم الجامعة. من البديهي وجود مثل هذه المشاكل، فبيروت تعتبر من أغلى عشرين مدينة من حيث العقارات والشقق.

تؤمن الجامعة خمسة مبان لسكن الطلاب داخل حرمها، إثنين منهم لسكن الشبان وثلاث للشابات. لكن مع ارتفاع الأقساط بداية كل عام دراسي، ترتفع تكلفة السكن الجامعي التي وصلت الى 300 دولارا شهريا مع بداية العام الدراسي الحالي. يضاف الى ذلك مشكلة نظام الجامعة الداخلي حيث تُغلق كل البوابات، باستثناء واحدة، بعد منتصف الليل، علما أن أغلب الغرف مشتركة الحمامات. هذه المسائل تدفع الطلاب الى النفور من السكن الجامعي، وكما تقول نادين، طالبة الدراسات العليا والتي تسكن خارج الجامعة، "السكن خارج الجامعة له سيئاته، لكنه يبقى أقل كلفة من السكن الجامعي". تضيف: "البحث عن شقق في الحمرا أمر شاق، حيث أن معظم الشقق التي تلائم ميزانية الطالب ليست بجودة مناسبة". وتقر نادين بأن أسلوب الحياة في الحمرا لا يلائم السكن الجامعي "خاصة لجهة التقيد بساعة محددة للعودة إلى السكن".

من ناحية أخرى يضطر كثيرون الى زيادة عدد المستأجرين المشاركين في الشقة لتخفيف التكلفة الفردية. ويقول محمد، طالب الهندسة، إنه "مضطر للسكن مع ثلاث شبان في شقة تتكون من غرفتي نوم، لكي يصبح قادرا على تغطية التكلفة التي تصل، رغم ذلك، الى 300 دولار شهرياً". ويتكلم محمد عن "التوفيق في ايجاد الشقق"، فمع بدء الأزمة السورية بدأت العائلات السورية "الميسورة" تستأجر في الحمرا أيضاً. وهذا ما صعّب فرصة إيجاد شقق مناسبة، خاصة أن معظم المالكين يفضلون، لأسباب عديدة، تأجير العائلات بدلاً من الشباب. بالإضافة الى ذلك فإن غياب قانون للعقارات يحدد الأسعار في لبنان، يفتح المجال أمام ارتفاع الإجارات.

التكلفة المرتفعة للسكن في الحمرا تفرض على الطلاب الذين يعيشون في مناطق مجاورة لبيروت التنقل يومياً بين بيوتهم والجامعة. ورغم صعوبة التنقل باكراً، مع الالتزام بالوقت، إلا أن معظم الطلاب يستسهلون ذلك لتوفير التكلفة. ويقول يوسف، طالب العلوم السياسية، والذي يسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت، "من غير المعقول أن أسكن في الحمرا في ظل سكني في بيت قريب من بيروت". وفي نفس الاطار، يعتبر يوسف نفسه محظوظاً لوجود باصات النقل الصغيرة المسماة بـ"الفان رقم 4" والتي تعمل على خط "الجامعة اللبنانية" في الحدث حتى مدخل مستشفى "الجامعة الأميركية". ويقول يوسف عن أهمية "الفان رقم 4" أنه "يوفر الكثير. فمقابل 1000 ليرة فقط يمكن الوصول الى الجامعة وفي وقت أقل من تنقلك بالسيارة. ناهيك عن توفره الدائم بدوام من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل". وهذه الخاصية متوفرة لسكان الضاحية، لكن طلاب المناطق الأخرى لا يحظون بها. ويواجه الطلاب مشاكل كثيرة، تتنوع بين الازدحام المروري وغلاء أسعار المواقف في الحمرا، للراغبين بإستعمال سياراتهم.


وتعد مشاكل النقل الكثيرة من أولويات إدارة الجامعة، التي تطمح لمساعدة الطلاب في هذا المجال. في هذا الاطار تتحدث جنان أبي رميا، رئيسة الحكومة الطلابية في العام المنصرم، عن أن "ايجاد حل لمساعدة الطلاب على الوصول سريعاً الى الجامعة كان مدرجاً ضمن برنامج العمل للنادي العلماني في الانتخابات الداخلية للحكومة الطلابية". تضيف: "مع بداية العام الدراسي المنصرم، وجدنا أن عميد شؤون الطلاب، طلال نظام الدين، قد قدم اقتراحا بهذا للأمر، يقضي بشراء الجامعة لباصات خاصة تنقل الطلاب من مناطق في بيروت الى حرم الجامعة مقابل بدل مادي مناسب، وتم الاتفاق على البدء بدراسة المشروع". لكنها تتكلم أيضاً عن أن زيادة الأقساط وما تلاها من تحركات طلابية في الجامعة "ألقت بظلالها على جهد الحكومة الطلابية حتى نهاية فصل الربيع، مما أجل البدء بالمشروع، مع التذكير أنه لا يزال مطروحاً".

وتستمد مشكلة السكن أهميتها أكثر عند تلاقيها مع ارتفاع الأقساط المستمر سنوياً. فرغم التحركات الطلابية في السنة الماضية، والتي كانت للاعتراض على نية الجامعة رفع الأقساط بنسبة 6 في المئة، الا أن الجامعة استمرت بالزيادة ولكن بنسبة أقل، بحيث وصلت الى 3 في المئة على الطلاب القدامى و5 في المئة على الطلاب الجدد. وقد بررت الجامعة هذه الزيادة بأسباب عدة لم تقنع معظم الطلاب، الذين يصر بعضهم، إلى الآن، على اعتبار مطلب الشفافية في التعاطي مع موضوع الأقساط محقاً أكثر من كل تبريرات الجامعة.

increase حجم الخط decrease