الإثنين 2024/06/10

آخر تحديث: 00:13 (بيروت)

الطبيب غسّان أبو ستّة والمصوّر بلال خالد: فاجعة غزة

الإثنين 2024/06/10
الطبيب غسّان أبو ستّة والمصوّر بلال خالد: فاجعة غزة
الفاجعة الغزاويّة بشهادة بو ستة وعدسة خالد (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

في القاعة المُخصّصة لمعرض "لا تتوقفوا عن الرسم: يوميات مرئيّة للتّضامن مع غزّة" في غاليري نهى الراضي- مسرح المدينة، تجول متأملًا الوجوه والأعين المفتوحة والأيدي المدماة المرسومة والمعلقة على الجدران، وسط فيضٍ من اللوحات والرسومات والصور المعروضة لأحّلك الفترات الّتي تمرّ بها الإنسانيّة اليوم، لأكثر النكبات المفجعة الّتي تعتصر قلب العالم. وفيما قد تُهاب بدفق النكبة والفاجعة الغزاويّة، تقف محملقًا بالرسومات المتأرجحة بين التوريّة الرمزيّة والصراحة الصارمة، لتدرك أن حتّى الفنون البصريّة والتمثيلات الفنيّة هي كما غيرها فعل "مقاومة"، مقاومة للعجز الممضّ، وللصمت العالميّ وإزدواجيّة المعايير الحقوقيّة، وكذلك تصريح مباشر وإلتزام بالرغم من كل التخاذل.

يوميات مرئيّة للتضامن مع غزّة
ولعلّ هذا بالضبط، ما أراده منظمو الحلقة النقاشيّة (مبادرة "حُسن الجوار" في الجامعة الأميركيّة، مسرح المدينة، وصندوق غسان أبو ستّة للأطفال) الّتي أقيمت مساء اليوم، الأحد 9 حزيران الجاري، بين الجرّاح الفلسطينيّ- البريطانيّ غسان أبو ستّة ومصوّر الحروب بلال خالد من غزّة. أرادا وضع القضية في سياقها البلاغيّ والفنيّ أيضًا، وللتذكير بأن الفنون هي في صلب النضال العالمي، وإرساء للحقيقة الغزاويّة بعيدًا عن البروباغندا الإسرائيليّة. وتماه مع القضية بأكثر الأشكال المقاومة للشعور بالعجز، والمطالبة المستمرة بالعدالة والسلام للفلسطينيين، وفضح الإبادة والمجرمين..

وانطلقت الفعاليّة المقامة مساء الأحد، بجولة على المعرض الثنائيّ الذي ينضوي على خطٍّ زمنيّ لأعمال الفنانين اللّبنانيين جنى طرابلسي ومازن كرباج. وهذه الأعمال تتمثّل برسومات مُجردة مُذيلة بنصوصٍ باللغتين، وجميعها تقريبًا باللونين الأسود والأبيض. ويأتي هذا المعرض إلى جانب معرض آخر يضمّ أعمال فنانين من فلسطين والدول العربيّة تحت عنوان "فلسطين: الفنّ التاسع يوثّق ويتحدّى"، وأطلق المعرضين منذ فترة وجيزة، مركز "رادا ومعتّز الصوّاف لدراسات الشرائط المصوّرة العربيّة" في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بالتعاون مع مبادرة "حُسن الجوار". وتزامن افتتاح المعرضين، حينها، مع إطلاق المركز كتاب مجموعة من القصص المصوّرة والرسومات لفنانين من العالم العربي تحت عنوان "فلسطين بدون تخدير". وتخلّل الفاعلية يوم الأحد، عزف للموسيقى وترديد للأغانيّ الثوريّة الفلسطينيّة، مع تعريف الحضور بأهداف المعارض الحاليّة والحراك الفنيّ والثقافيّ ومؤداه.

علمًا أن ريع بيع تذاكر الحضور، يعود لدعم صندوق غسّان أبو ستّة للأطفال في المركز الطبيّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت، هذا الصندوق الذي تمّ إطلاقه مطلع العام الجاري، لجمع التّمويل والتبرعات من لبنان وحول العالم (رابط التبرع)، المُخصص لأطفال غزّة، وتوفير الرعايّة الطبيّة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها في الوقت الحالي، ذلك للمساعدة في تخفيف الأعباء التّي ينوء بحملها القطاع الطبيّ في غزّة والمنظومة الصحيّة. وللتّذكير بوحدة الدمّ والضمير والتضامن مع القضيّة ومع الضحايا.

حلقة نقاش بين أبو ستّة وخالد
وتبع الجولة، حلقة نقاش بين الدكتور غسان أبو ستّة ومصوّر الحروب بلال خالد، وتمّ التطرق فيها للإنجازات المُحققة حاليًّا في سياق الضغط والناشطيّة الشعبية حول العالم لوقف الإبادة، واستذكر فيها الطرفان الويلات الّتي شهدها القطاع في الشهور السبع الأخير، وتمّ استعراض سُبل المساعدة والتضامن. وإن كانت تتشابه مضامين اللقاء مع ما قدمه أبو ستة في الندوات السّابقة الّتي أقيمت في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، وكذلك في الجامعة الأميركيّة في بيروت، ومسرح المدينة (راجع "المدن"). ومع ذلك، فإن السرد المتسلسل للأحداث التي شهدها سكان غزة منذ بداية الحرب حتى الآن، تضمن تفاصيل جديدة نقلها أبو ستة وخالد لأول مرّة. ومن خلال ملاحظاتهما للانهيار التدريجيّ لكل أشكال الحياة، والفظاعات المشهودة في القطاع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها